الوفاء للأسرى ...بقلم : د/ أحمد محمد الأشقر

الثلاثاء 11 أكتوبر 2011

الوفاء للأسرى


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, حمدا يوافى نعمه, الحمد لله على نعمة المقاومة, الحمد لله على نعمة الوفاء للأمة و قضاياها, للشهداء و دمائهم, للأسرى و معاناتهم, للاجئين و عودتهم, للأقصى و قدسيته, للمصابين و ألمهم, لأمهات الأسرى و دموعهم.

نعم هذه هي الطريق, و هذا هو السبيل, طريق العزة و الكرامة, سبيل النصر و التمكين.

اليوم تثبت المقاومة مرة أخرى أنها تخلق واقعا جديدا على الأرض لتقهر الواقع الأليم الذي يبنيه المحتل في غفلة و ضعف من المفاوض الفلسطيني الهزيل.

المقاومة اليوم تثبت مرة أخرى أنها البرنامج الأجدر بأن يتبناه كل من احتلت أرضه, و أنها الطريق الوحيدة و المثلى و الأقرب لتحرير الأرض و الإنسان.

المقاومة اليوم تهزم المساومة, تهزم برنامج المفاوضات و الاستجداء, المقاومة التي مرغت أنف العدو الصهيوني في التراب في كل صولاتها و جولاتها وصولاَ إلى تحرير غزة في العام 2005 و من ثم هزيمة العدو الصهيوني النكراء في جنوب لبنان في العام 2006, وصولا إلى صمود غزة الأسطوري في حرب الفرقان.

لله الحمد و للمقاومة النصر و للمجاهدين الجنة و الفخر, النصر الذي من الله به علي المقاومة الفلسطينية متمثلة بحركة حماس في الفوز بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 يناير 2005, و النصر الذي من الله به على الثورة و الثوار في مصر أيضا في 25 يناير. ليس مصادفة أن يتم أسر جندي صهيوني و للمرة الأولى على أرض فلسطينية و الاحتفاظ به لمدة خمسة أعوام و من ثم ثبات المقاومة على شروطها وصولا إلى إذلال العدو الصهيوني و قبوله بشروطها كاملة دون إنقاص. ليس من قبيل الصدفة أو العفوية أن تنتصر المقاومة في الانتخابات في العام 2006 و بعدها بخمسة سنوات تنتصر إرادة الشعب المصري الحر والخمس سنوات هي المدة التي قضاها شاليط في الأسر في قبضة المقاومة. هذا كله له ما بعده, و هذا كله يدلل على الرابطة الصلبة ما بين إرادة الشعوب في التغيير و التقدم إلى الأمام.

المقاومة التي صمدت في غزة و أسقطت كل من أراد أن يسقطها, و مصر التي صمدت إلى آخر رمق و ساهمت كل المساهمة المحمودة و الوطنية متمثلة بجهاز مخابراتها العام و الذي قاد ملف الوساطة و المفاوضات, و بحكومتها و شعبها المقدام الذي أعطى الروح وصولا إلى إنجاح الوساطة وإبرام الصفقة المشرفة و النفيسة.

اليوم نبارك لكل مجاهد مقدام ساهم في هذه العملية, نبارك للقسام و الألوية و لجيش الإسلام, نبارك لجميع فصائل العمل الوطني و الإسلامي الفلسطيني دون استثناء, نبارك لجميع أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده, نبارك لذوى الأسرى و المعتقلين.

اليوم و في ظل هذا النصر المبين المؤزر للمقاومة الفلسطينية و على رأسها حركة حماس, ذروة سنام هذه المقاومة نوجه النصح و نقول لحكومة رام الله: من العيب أن يبقى أبناء المقاومة في سجون السلطة في الضفة المحتلة لأنهم يحاربون عدوهم و مغتصبي أرضهم! من العار أن يبقى الفلسطيني في السجن الفلسطيني لأنه يحارب أعداء أمته!

الصفقة شملت الكل الفصائلى الفلسطيني دون تمييز و أثبتت أن المقاومة تجمع الشعب و لا تفرقه, و أن المفاوضات و أوسلو تشرذم هذا الشعب و تقتله و هي السبب في انقسامه.

اليوم نعاهد الله عز و جل ثم نعاهد أبناء شعبنا و أمتنا أننا سنظل نقاتلهم و نحاربهم و نأسر من أقزامهم حتى تحرير آخر أسير عربي و فلسطيني في سجون المحتل الغاصب.

اليوم سنشتاق إلى شاليط آخر يكون في قبضتنا حتى تبييض كافة السجون.

اليوم نقول للصهاينة: بأن شاليط لن يكون الأخير و سنمرغ أنفكم في التراب مرة أخرى و مرات.



لن تنام الجفون فرجالنا تجهز تقاتل تجمع العتاد

على العهد باقون صامدون على درب المقاومة والإسناد

عازمو السير بثبات على خطف الأقزام و الأجناد

حتى تحريركم و عودتكم لتقام فينا الأعراس والأعياد

قسما سنكسر قيدكم ونحطم سجنكم بإذن الله رب العباد


الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني

د/ أحمد محمد الأشقر

12.10.2011
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية