الوفاء لمرمرة من المروءة والقيم ... بقلم : د. حسن أبو حشيش

الإثنين 03 يونيو 2013

الوفاء لمرمرة من المروءة والقيم

د. حسن أبو حشيش

التاريخ يسجل إحداث الإنسان والمجتمعات للاستفادة منها من قبل الأجيال المتعاقبة، لأن حياة البشر تراكمية ومبنية على بعضها البعض. وحادثة سفينة مرمرة التركية من الحوادث التي سجلها التاريخ الفلسطيني والعربي والإسلامي والتركي، فهي سلوك تضامني أخلاقي بدافع الأخوة والروابط الإسلامية والإنسانية التي تربط الشعب التركي صاحب الحضارة العثمانية آخر قلاع الخلافة الإسلامية بالقضية الفلسطينية.

لم تكن القضية مجرد تضامن بل تعدى الأمر للتضحية بالدماء والأرواح... مرمرة حركت مكامن عزة الأمة التي تراكم عليها ركام الذل والخنوع،مرمرة أحيت إمكانية تحرك الأمة، فأعطت إشارات إيجابية بعد قرن من الهوان والاستسلام والتبعية، مرمرة جددت الأمل بإمكانية التحدي والانتصار وتحقيق الأهداف...

بسببها انكشف الزيف الصهيوني وانفضحت دعاوى حضارتها وديمقراطيتها، وعلى إثرها انكسر الكبرياء الصهيوني واستعلاء الاحتلال، فدفعته دماء مرمرة الزكية التي مُزجت ببحر فلسطين للاعتذار وقبول التعويض، فعل وما حقق مُراده من الاعتذار، فالعلاقات مازالت باردة وفاترة، ولا أتوقع أن تعود الأمور إلى ما قبل مرمرة.

إنها من أبرز أحداث تاريخ فلسطين المعاصر، من المهم أن نكون أوفياء له، وذاكرين لتفاصيله، ومترحمين على الشهداء والجرحى. مرت ذكراها السنوية وسط تطورات ميدانية داخل الساحة التركية، فتشمت من تشمت، وتشدق من تشدق،وحلل المحللون...

إن ما قدمته تركيا للقضية الفلسطينية يفوق ما قدمه العرب الرسميون لنا، ودماء مرمرة التركية ذات النكهة العثمانية مازالت حُمرتها تطفو على زرقة بحر فلسطين... فليس نحن الذين نبدي شماتة بتركيا،فالاستقرار فيها يعني دعما لنا في فلسطين بل دعما لكل الأمة في دورتها الحضارية الجديدة التي تبدو دروبها متعسرة مؤقتا.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية