زكريا محمد

امتحان جديد آخر للسلطة ... بقلم : زكريا محمد

الأربعاء 28 أكتوبر 2009

امتحان جديد آخر للسلطة

زكريا محمد

من جديد تضع بين أيدينا منظمة دولية، هي منظمة العفو الدولية، تقريرا لا يقل خطرا عن تقرير غولدستون؛ تقرير عن الوضع المائي في فلسطين، وفي الضفة الغربية وغزة على وجه الخصوص

.

وكما هو واضح، فهو تقرير عن خرق للقانون الدولي والمعاهدات الدولية، يرقى بوضوح إلى مستوى جرائم الحرب. فالقوة المحتلة تنهب مياه الشعب المحتل، وتحرمه منها، وتعطّشه، في حين توفرها للمستوطنين، غير الشرعييين الذين يشكل وجودهم اصلا جريمة حرب، كي يحولوها إلى برك سباحة وحدائق منزلية

.

ورغم أن التقرير متحفظ في تقديراته حول نسبة استهلاك المياه بين الفلسطينيين والإسرائليين متحفظة، التي لا بد أنها انها تتجاوز نسبة ستة إلى واحد، لا أربعة إلى واحد، فإنه يصلح كي نبدأ به، من اجل محاكمة قادة إسرائيل أمام القانون الدولي

.

فماذا ستفعل السلطة بهذا التقرير؟

لقد سمعنا تأييدها لهذا التقرير، وتأكيدها لما جاء فيه. لكن، ماذا بعد؟ ما الذي تنوي ان تفعله بهذا التقرير؟ هل تريد أن تضعه في ملفات الدكتور صائب عريقات، أي ان تميته كما حاولت مع تقرير غولد ستون، أم انها ستبادر فورا إلى رفعه إلى مجلس الأمن لمناقشته، ثم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذا عرقلت الولايات المتحدة نقاشه، ومنعت الوصول إلى قرار بشأنه؟

الناس تفترض ان عليها ان ترفعه إلى مجلس الأمن، وإلى الجمعية العامة

.

لكننا نعلم أن هناك من سيرى ان رفعه إلى هناك سيخرب إمكانية استئناف المفاوضات! وهؤلاء الناس لا يفهمون معنى التفاوض أصلا. فالتفاوض على إنهاء الاحتلال لا يمكن أن يكون تفاوضا إلا إذا رفعت كل يوم قضية من قضايا الاحتلال وجرائمه لتناقش أمام المحافل الدولية. التفاوض يكون عبر وضع المحتل تحت الضغط وتهديده بمحاكمته على جرائمه كل يوم. نعم، هذا هو التفاوض، وليس النقاش في الغرف المغلقة على طريقة الدكتور عريقات. وهذا التفاوض هو الذي يأتي بالثمار، ولو بعد حين

.

منذ اليوم، أو بالأحرى منذ تقرير غولدستون، فإن على السلطة إذا ارادت أن يمدد لها الناس فترة أخرى أن تحمل ملفاتها وتذهب للحرب، لا أن تذهب إلى تل أبيب للحديث في الغرف المغلقة. بالنسبة للناس هذا الزمن انتهى. التفاوض هو وضع العدو تحت تهديد العقاب في كل لحظة حتى يتراجع. هذه هي الحقائق الجديدة

.

تقرير أمنستي عن المياه امتحان آخر للسلطة، واختبار جديد لها. وعلى مسؤوليها أن يثبتوا أنهم يستحقون مناصبهم ورواتبهم. كذلك، فغن عليهم أن يفهموا ان الناس لم تعد تؤمن بالتفاوض على طريقة الدكتور عريقات، مع كل التقدير له

.

منذ اليوم، سوف يتم امتحان السلطة من دون توقف

.

كل ملف يجب ان يكون مفتوحا، وان يتم نقاشه امام الناس

.

كل ملف يجب ان يحمل إلى المحافل الدولية كي يضغط به على اعناق المحتلين

.

وها هو ملف الماء قد فتح

.

وسوف نرى كيف يتصرفون

!

 


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية