ما دفعني للكتابة في هذه الظاهرة الإعلامية الخطيرة أن بعض المواقع الإخبارية الفلسطينية نشرت خبراً نقلاً صحيفة " معاريف" الصهيونية أن عميلاً للمخابرات الصهيونية استطاع اختراق سرايا الق

انتبه ..لا مصداقية للصحافة الصهيونية في نقل أخبار المقاومة

الأحد 07 يونيو 2009

بقلم: فارس عبد الله
برزت مؤخراً ظاهرة إعلامية تستحق الوقوف عندها وتقيمها وطنياً ومهنياً ألا وهي النقل الحرفي للتقارير والموضوعات التي تتناول الشأن الفلسطيني في الصحافة الصهيونية والجزم بصدقيتها بل وصل الأمر إلى تبني ما مصدره الصحافة الصهيوني على انه الحقيقة ويتم بناء الأحكام وإصدار المواقف بناء عليها وخطورة هذه الظاهرة الإعلامية أن تسجل الصحافة الصهيونية اختراق في الجبهة الداخلية وتشكل رأى عام فلسطيني باتجاه بعض القضايا من خلال بعض المواقع الفلسطينية الإخبارية سواء المستقلة أو الفصائلية التي تسارع إلى ترجمة تقارير وأخبار الصحافة الصهيونية بدون اعتبارات أهمها أن المخابرات الصهيونية تشرف على هذه الصحافة أو تدس بعض التقارير من أجل السعي إلى تحقيق مأرب لها بشكل مدروس ومخطط له.
 
ما دفعني للكتابة في هذه الظاهرة الإعلامية الخطيرة أن بعض المواقع الإخبارية الفلسطينية نشرت خبراً نقلاً صحيفة " معاريف" الصهيونية أن عميلاً للمخابرات الصهيونية استطاع اختراق سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي حتى وصل به السلم القيادي إلى أعلى مراتبه في السرايا وهذا ما نفته حركة الجهاد الإسلامي خلال بيان صدر في طولكرم الجمعة 5/6 وأوضحت حقيقه الأمر وفندت الادعاءات جميعها دون إغفال أن العدو يستطيع اختراق الفصائل من خلال العملاء لطبيعة الاحتلال الصهيوني المباشر الذي يضغط على حياة الناس وهناك بعض ضعاف النفوس يتساقطون على طريق انتفاضة الشعب ونضاله إلا أن الطبيعة الأيدلوجية فصائل المقاومة وخاصة الإسلامية وبرامج التربية والالتزام الديني والجهادي إلى حد الموت في سبيل الله بالإضافة إلى المنظومة الأمنية بأدواتها وثقافتها تجعل من أمر اختراق للوصول إلى مراكز القرار صعباً جداً وليس بمقدور أصحاب النفوس الساقطة أن تتقدم اتجاه هذه المهمة الصعبة فتتراخى وتسقط وينكشف زيفها وخداعها وتفضح على مشارف طريق طويل عنوانه البذل والعطاء والاستشهاد والهدف صهيونياً من هكذا أخبار ملفقة ومدسوسة هو محاولة نزع الثقة من الجمهور الفلسطيني الذي أكد خلال حرب الفرقان على التفافه الكبير هو المقاومة ورجالها كما أن الهدف من إعادة نشر تلك الأخبار في بعض المواقع المعادية للمقاومة هو نفسه الهدف من تصفية مجموعات المقاومة في قلقيلية !! .
 
كما أوردت بعض المواقع الفلسطينية كخبر مركزي ورئيسي في عناوينها البارزة نقلاً عن صحيفة " هارتس" الصهيونية أن السيد خالد مشعل أقال بعض قادة القسام بناء على طلب إيراني لتقاعسهم في حرب غزة وأن هناك خلاف بين وزير الداخلية الفلسطيني فتحي حماد وقادة كتائب القسام والهدف من هذا الخبر والذي اعد خصيصاً من اجل أن تنقله بعض المواقع الفلسطينية كداعم لاتهاماتها الباطلة عن دوراً إيرانياً مباشراً في إدارة المقاومة في الداخل الفلسطيني وهذا كلام عار عن الصحة وتساق من أجل الدفاع عن واقعهم المذل من التبعية للشروط الخارجية " الرباعية" ووصاية الجنرال دايتون على الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله ويهدف هذا الخبر إلى القول بموقف فريق السلطة والنظام العربي بان المقاومة انهزمت و" إسرائيل" استطاعت توجيه ضربة قوية وان المقاومة لم تدافع بالشكل المطلوب عن غزة وبذلك تتم حركة الإقالات في صفوف القسام على حد زعمهم وهذا ما يفرح فريق التنسيق الأمني المعادي للمقاومة ولكن حقيقة المقاومة تفضح أقاويلهم وهي تضرب عمق الكيان وتجبر دبابات العدو مراوحة مكانها على أطراف المدن ولم تستطيع إلا أن توجه قوتها للمدنيين في بيوتهم والمدارس وطواقم الإسعاف والدفاع المدني ورجال الصحافة وفى الشق الثاني من الخبر الصهيوني فان الوزير الجديد للداخلية لم يستكمل بعد إجراءات تفقد دوائر العمل في وزارة الداخلية حتى تتحدث الصحافة الصهيوني عن خلاف والمضحك أن تسوق الصحفية سبباً للخلاف وهو زجاج البيرسون للسيارات!!! علماً أن الانسجام تام وكبير بين الوزير الداخلية وبين الأجهزة الأمنية والمقاومة بغزة.
 
الغريب أن بعض المواقع النتنة والأبواق النجسة تتسابق إلى نقل هذه الأخبار متباكية على حال المقاومة الذي تكشف عنه الصحف الصهيونية!!! وهذه المواقع وهي التي لا تؤمن بالمقاومة قولاً ولا فعلاً بل تمارس العملاء الإعلامية وتعتمد أساليب ودهاء الطابور الخامس في أخبارها وتقاريرها ولقد انكشفت سؤتها الإعلامية أثناء حرب الفرقان ومارست من التخديل والترهيب للناس أكثر من وسائل إعلام العدو وهي مكشوفة للشارع الفلسطيني ورأس مالها العيش تغذية الانقسام وبث الأخبار الكاذبة على المقاومة بمختلف فصائله بما يخدم مشروع الاستئصال القائم في الضفة المحتلة للمقاومة الفلسطينية عبر برنامج دايتون الأمني الفلسطيني الجديد.
 
المطلوب لمواجهة هذه الظاهرة الإعلامية أن تهب النقابات والتجمعات الإعلامية والمؤسسات الإعلامية وأصحاب الأقلام والرأي لمعالجة هذه الظاهرة وتصويبها فليس كل ما ينقل من الصحافة الصهيونية مفيدة بل العجب أن تنقل بعض المواقع الإخبارية الفلسطينية أخبار الشواذ والمخنثين وزواجهم وطقوسهم وما هي الإفادة من هكذا أخبار على الأجيال الفلسطينية ؟! قد يكون من المفيد تطورات المشهد السياسي في الكيان الصهيوني ومخططاته وأقوالهم العنصرية وتحريضهم على الشعب الفلسطيني وأضغاث أحلامهم في هدم المسجد الأقصى المبارك ونظرتهم للعرب والمسلمين وتحريض على قتل العرب خلال فتاوي حاخامية وغير من الأخبار التي تكشف لنا حقيقة هذا الكيان العنصري والعدواني وخططه اتجاه الشعب والأمة وأكذوبة السلام معه .
 
هذا ما يجب أن يكون عليه واجب الإعلام الفلسطيني وان تكون العين فاحصة والعقل وازن والرؤية واضحة والقضية حاضرة في التعامل مع كل ما يصدر عن الصحافة الصهيوني وان لا نتلقف الأخبار الصادرة من الماكينة المخابرتية الصهيونية عبر صفحات معاريف وهارتس من أجل معاركنا الداخلية الجانبية أو من أجل الإساءة لفصيل أو أخر لان ما يصدر عن الاحتلال محل شك بلا ريب ويجب المراجعة فيه وانتظار الرد فلسطينيا قبل محاول النشر حتى لا نقع في الشرك الصهيوني.
 
كاتب وباحث فلسطيني
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية