انتخابات الهيئات المحلية في الضفة.. ملاحظات وأرقام
د.عصام شاور
قيل الكثير حول انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية، وأنها ضرورة ملحة كونها تتعلق بخدمات الجمهور، وتهدف لإتاحة الفرصة للشعب حتى " يختار" الأفضل من أجل خدمته بعيدا عن الفصائلية والتسييس، ومع إصرار فصائل منظمة التحرير على إجرائها في ظل الانقسام فقد انطلقت في الضفة دون غزة، وهنا بعض الملاحظات وخاصة مع انتهاء فترة الترشيح وظهور القوائم، وتوزيعاتها في مناطق الضفة المختلفة.
1_ فقط 109 هيئات محلية ستجري فيها الانتخابات من أصل 350، حيث إن هناك 181 هيئة محلية لن تجري فيها انتخابات لعدم وجود تنافس، والاكتفاء بقائمة انتخابية توافقية تفوز بالتزكية، 51 هيئة محلية لن تشارك في الانتخابات لعدم وجود قوائم مرشحة للانتخابات وهذه ظاهرة نادرة ربما يكون غياب حماس المنافس الأقوى للفصائل هو السبب، وكذلك هناك هيئات محرومة لتقديم قوائم ناقصة أو مرفوضة لعدم توافقها مع شروط الترشح.
2_ عدد أصحاب حق الاقتراع في الضفة يبلغ 963493ـ يستطيع فقط 55% منهم (534980) المشاركة، أما البقية الباقية فقد حرمها التوافق الفصائلي فرصة الانتخاب و"اختيار" الأفضل لخدمتهم، وهذا يدحض ادعاءات اليسار الفلسطيني حرصه على الجمهور الفلسطيني واكتفى بحصته في القوائم التوافقية.
3_ المدن الرئيسة جميعها مشاركة بقوة في الانتخابات، وهذا يلقي عبئا كبيرا على تنظيم حركة فتح حيث هناك قوائم فتحاوية تنافس بعضها بعضًا إلى جانب المستقلين واليسار، رغم تشديد الحركة على عدم جواز الخروج على قراراتها لتلافي خسارة مماثلة لخسارتها في الانتخابات التشريعية أمام حركة حماس 2006، وهذا قد يؤثر سلبًا بشكل كبير على ترابط التنظيم، وقد تؤجل الانتخابات بسببه في اللحظات الأخيرة.
4_ من المفارقات _إضافة إلى عدم مشاركة 51 هيئة محلية في الانتخابات_ فإن هيئة محلية مثل "قيرة" في محافظة سلفيت تقدمت بتسعة، قوائم علمًا بأن عدد أصحاب حق الاقتراع في تلك الهيئة ( 675) ناخبًا فقط، ويبدو أن الانتخابات في محافظة سلفيت ستكون الأكثر سخونة بعد الخليل ونابلس.
4_ القوائم التوافقية كما هو معلوم على الساحة الفلسطينية يكون أساسًا بين الفصائل ولكن التقسيمات العائلية تؤخذ بالحسبان، ولكنه في بعض القرى كان على أساس عائلي ولكن تبقى الفصائل هي اللاعب الأساسي في الترتيبات سواء ظهر دورها وقوتها أم لم تظهر.
5_ القوى الإسلامية وخاصة حماس أعلنت رفضها المشاركة في انتخابات الهيئات المحلية في الضفة لأسباب تتعلق بالانقسام، وهي بالفعل لم تشارك في الترشح ولكن هل ستمنع عناصرها وأنصارها من التصويت أم ستترك لهم حرية الاختيار؟ مفاجآت كثيرة قد تحملها الانتخابات.. الشيء الوحيد الذي لن يفاجئني هو تأجيلها رغم المراحل التي قطعته
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية