بريطانيا تعوض فلسطين عن نكبتها
خالد معالي
تشكل النكبة الفلسطينية في ذكراها أل 65؛ وجعا وألما متواصلا لكل فلسطيني وحر وشريف في هذا العالم دون توقف. صور العذاب تتجدد كل يوم بلا رحمة، وسط التدمير والخراب والممارسات العدوانية الشرسة، والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
"نتنياهو" بعجرفته المعروفة والمألوفة والتي لا مثيل لها في وقتنا هذا؛ لسان حاله يقول لجموع الفلسطينيين: ستبقون تجترون مآسيكم ما دامت يدنا هي العليا، ولن ينفعكم البكاء ولا العويل ولا الذكريات الأليمة، وسأواصل تهويد القدس وطرد سكانها، وتهويد الضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات، وسأجدد نكبتكم وأجعلها نكبات متتالية، ما دمتم ضعفاء.
خُطط للشعب الفلسطيني أن يندثر في عالم القوة والهيمنة الغربية على مقدرات العرب والمسلمين؛ عبر إبقاء ما يسمى بدولة الباطل "اسرائيل " متفوقة لا يشق لها غبار، وان تَنسى الأجيال ما حَدث، وان تَبقى فلسطين في عَالم النسيان ضائعة ممحوة عن خريطة العالم الأرضية والسياسية.
بعد بحور الدم التي أسالتها ما يسمى ب"اسرائيل" من بقر لبطون الحوامل ومن طرق رؤوس الأطفال بالمطارق، وذبحهم في مجازر ما قبل النكبة عام 48 ، في إرهاب وإجرام غير مألوف، تتأفف منه حتى الشياطين، هل يا ترى تحقق لبريطانيا وللغرب عموما والاحتلال ما يريد...؟!
65 عاما من عمر النكبة، مدة زمنية كهذه كانت كفيلة أن تؤدّي إلى النسيان وصهر ما تبقى من الفلسطينيين في دولة الكيان الغاصب، وذوبان اللاجئين في الدول التي لجؤوا إليها. مدة كهذه كانت أيضا كافيه لإسقاط قلة قليلة من أبناء الشعب الفلسطيني في وحل" اليد ما بتناطح المخرز".
ولأن الاحتلال ضعيف بمنطقه وبأخلاقه ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية؛ فمن الطبيعي أن يبحث عن الضعفاء على شاكلته من شعبنا الفلسطيني ليقروا له بما ليس له، ليمد من عمره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، معتقدا أن الزمن كفيل بفعل الأفاعيل ونسيان الماضي الأليم لأكثر من 12 مليون فلسطيني.
تندرج محاولة الاحتلال بتغيير أسماء القرى والبلدات والمدن الفلسطينية في ال 48، وزرعها للمستوطنات في الضفة، وتغيير أسماء الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، ضمن عملية تزوير ممنهجة للتاريخ.
كل فلسطيني يدرك – وهو ما قاله أوباما سرا لقادة الاحتلال في زيارته الأخيرة - إن ما حققه قادة الاحتلال من انجازات وانتصارات؛ ما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تزول بفعل مغايرة وجود دولته لمنطق الأشياء وطبائع الأمور والسنن الكونية.
إن كان الاحتلال قد نجح وبمعاونة وتواطؤ دول الغرب وبالأخص بريطانيا العظمى في إقامة دولته وكيانه المزعوم إلى حين، فإنه لم ينجح في زرع ثقافة الهزيمة والاستسلام ؛ لأن الشعوب الحية لا تموت والحرائر الفلسطينيات لا يتوقفن عن إنجاب الإبطال صناع التحرير، فالحق ينتزع ولا يضيع ما دام ورائه مطالب، وهو ما حصل في جنوب لبنان وفي غزة من طرد للمحتل.
مقاومة ثقافة الهزيمة "وما باليد حيلة" لا يقل ضرورة وأهمية عن مقاومة المحتل؛ التي تأخذ صورا مختلفة وأشكالا متعددة حسب المرحلة والظروف المحيطة وخارطة المصالح الإقليمية والدولية؛ على أن لا تكون على حساب المصالح الفلسطينية، وهذا يتطلب بشكل عاجل وسريع الوحدة الوطنية لجميع قوى الشعب الفلسطيني.
لنأخذ العبرة من عدونا كيف لا يختلف حول ثوابته رغم خلافاته وانقسامه الداخلي بين "السفرديم" و"الأشكناز"، فأمنه هو مسلمات لا يجوز المساس بها، ومصلحة كيانه العليا فوق أي مصلحة أخرى. فهل اعتبرنا من عدونا في ذكرى نكبتنا....؟!
ما يمكن التوصل إليه من فعاليات يوم النكبة في ذكراها ال 65 هو أن الشعوب الحية صاحبة الحق، لا يمكن لها أن تنسى أو تغفر لمن شتتها وأجرم بحقها، وبريطانيا أخطأت وأجرمت، وعلى من أخطأ أن يكفر عن خطئه؛ بتعويض اللاجئين، وان يبادر إلى ذلك من تلقاء نفسها؛ وإلا فإن غدا مع كنس الاحتلال، وما هو ببعيد؛ ستجبر بريطانيا صاغرة وذليلة على تعويض دولة فلسطين وقتها على ما تسببت يداها الآثمتان من معاناة شعب بكامله طوال سنوات الاحتلال. "ويسألونك متى هو، قل عسى أن يكون قريبا".
خالد معالي
تشكل النكبة الفلسطينية في ذكراها أل 65؛ وجعا وألما متواصلا لكل فلسطيني وحر وشريف في هذا العالم دون توقف. صور العذاب تتجدد كل يوم بلا رحمة، وسط التدمير والخراب والممارسات العدوانية الشرسة، والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
"نتنياهو" بعجرفته المعروفة والمألوفة والتي لا مثيل لها في وقتنا هذا؛ لسان حاله يقول لجموع الفلسطينيين: ستبقون تجترون مآسيكم ما دامت يدنا هي العليا، ولن ينفعكم البكاء ولا العويل ولا الذكريات الأليمة، وسأواصل تهويد القدس وطرد سكانها، وتهويد الضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات، وسأجدد نكبتكم وأجعلها نكبات متتالية، ما دمتم ضعفاء.
خُطط للشعب الفلسطيني أن يندثر في عالم القوة والهيمنة الغربية على مقدرات العرب والمسلمين؛ عبر إبقاء ما يسمى بدولة الباطل "اسرائيل " متفوقة لا يشق لها غبار، وان تَنسى الأجيال ما حَدث، وان تَبقى فلسطين في عَالم النسيان ضائعة ممحوة عن خريطة العالم الأرضية والسياسية.
بعد بحور الدم التي أسالتها ما يسمى ب"اسرائيل" من بقر لبطون الحوامل ومن طرق رؤوس الأطفال بالمطارق، وذبحهم في مجازر ما قبل النكبة عام 48 ، في إرهاب وإجرام غير مألوف، تتأفف منه حتى الشياطين، هل يا ترى تحقق لبريطانيا وللغرب عموما والاحتلال ما يريد...؟!
65 عاما من عمر النكبة، مدة زمنية كهذه كانت كفيلة أن تؤدّي إلى النسيان وصهر ما تبقى من الفلسطينيين في دولة الكيان الغاصب، وذوبان اللاجئين في الدول التي لجؤوا إليها. مدة كهذه كانت أيضا كافيه لإسقاط قلة قليلة من أبناء الشعب الفلسطيني في وحل" اليد ما بتناطح المخرز".
ولأن الاحتلال ضعيف بمنطقه وبأخلاقه ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية؛ فمن الطبيعي أن يبحث عن الضعفاء على شاكلته من شعبنا الفلسطيني ليقروا له بما ليس له، ليمد من عمره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، معتقدا أن الزمن كفيل بفعل الأفاعيل ونسيان الماضي الأليم لأكثر من 12 مليون فلسطيني.
تندرج محاولة الاحتلال بتغيير أسماء القرى والبلدات والمدن الفلسطينية في ال 48، وزرعها للمستوطنات في الضفة، وتغيير أسماء الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، ضمن عملية تزوير ممنهجة للتاريخ.
كل فلسطيني يدرك – وهو ما قاله أوباما سرا لقادة الاحتلال في زيارته الأخيرة - إن ما حققه قادة الاحتلال من انجازات وانتصارات؛ ما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تزول بفعل مغايرة وجود دولته لمنطق الأشياء وطبائع الأمور والسنن الكونية.
إن كان الاحتلال قد نجح وبمعاونة وتواطؤ دول الغرب وبالأخص بريطانيا العظمى في إقامة دولته وكيانه المزعوم إلى حين، فإنه لم ينجح في زرع ثقافة الهزيمة والاستسلام ؛ لأن الشعوب الحية لا تموت والحرائر الفلسطينيات لا يتوقفن عن إنجاب الإبطال صناع التحرير، فالحق ينتزع ولا يضيع ما دام ورائه مطالب، وهو ما حصل في جنوب لبنان وفي غزة من طرد للمحتل.
مقاومة ثقافة الهزيمة "وما باليد حيلة" لا يقل ضرورة وأهمية عن مقاومة المحتل؛ التي تأخذ صورا مختلفة وأشكالا متعددة حسب المرحلة والظروف المحيطة وخارطة المصالح الإقليمية والدولية؛ على أن لا تكون على حساب المصالح الفلسطينية، وهذا يتطلب بشكل عاجل وسريع الوحدة الوطنية لجميع قوى الشعب الفلسطيني.
لنأخذ العبرة من عدونا كيف لا يختلف حول ثوابته رغم خلافاته وانقسامه الداخلي بين "السفرديم" و"الأشكناز"، فأمنه هو مسلمات لا يجوز المساس بها، ومصلحة كيانه العليا فوق أي مصلحة أخرى. فهل اعتبرنا من عدونا في ذكرى نكبتنا....؟!
ما يمكن التوصل إليه من فعاليات يوم النكبة في ذكراها ال 65 هو أن الشعوب الحية صاحبة الحق، لا يمكن لها أن تنسى أو تغفر لمن شتتها وأجرم بحقها، وبريطانيا أخطأت وأجرمت، وعلى من أخطأ أن يكفر عن خطئه؛ بتعويض اللاجئين، وان يبادر إلى ذلك من تلقاء نفسها؛ وإلا فإن غدا مع كنس الاحتلال، وما هو ببعيد؛ ستجبر بريطانيا صاغرة وذليلة على تعويض دولة فلسطين وقتها على ما تسببت يداها الآثمتان من معاناة شعب بكامله طوال سنوات الاحتلال. "ويسألونك متى هو، قل عسى أن يكون قريبا".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية