بعض عملاء الموساد أفراد في فتح
بقلم : د. عطا الله أبو السبح
لم يكن مفاجئا بالمرة ما نشرته ويكيليكس من أن عناصر من فتح طلبت إلى (إسرائيل) أن تضرب غزة ، ففتح منذ أن كانت وهي مستهدفة من الموساد والشاباك لاختراقها، شأنها شأن أي نظام على الأرض حتى أمريكا ، التي لم تسلم أبداً من اختراقات الموساد لأجهزتها ومؤسساتها الحاكمة ، وقد يكون أقربها مثالاً هو (جوناثان بولارد) المسجون لدى الأمن الأمريكي كقائد لشبكة جواسيس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي ..
وفي سوريا في عز المد الثوري كاد العميل (إيلي كوهين) يصل إلى موقع أقرب ما يكون إلى الحاكم ، وكم من شبكة تجسس إسرائيلية فككتها أجهزة الأمن المصرية منذ أوائل الخمسينيات ؛أي من أوائل نشوء دولة الكيان وإلى يومنا هذا ، ولقد وصل نشاط الموساد إلى آسيا وأفريقيا والأمريكتين وأستراليا حتى الصين، ويستطيع أي باحث أن يتعرف على جنسيات متعددة ينتمي إليها قتلة الشهيد محمود المبحوح -جميعاً– لجهاز الموساد الإسرائيلي...
ولقد تمكنت أجهزة أمن فتح من الوصول إلى عشرات من العملاء والعميلات الذين يعملون في صفوفها طيلة الحقبة اللبنانية والتونسية برز من أشهرها اسم عدنان ياسين, والذي كان مقرباً جداً من عرفات، والذي صرح في لحظة يأس من حلمه في بناء دولة بقوله (وصلولي) أي الموساد ، وفعلا صدق إحساسه فقد وصلوا له وأحاطوا به وضيقوا الخناق عليه، حتى دسوا السم في دمه فقتلوه..
وكل الدلائل والقرائن تشير إلى الحلقة الأقرب منه والتي ألجمت السلطة الفلسطينية فلم تجرؤ حتى على فتح ملف للتحقيق في جريمة مقتله, والتي لم يعد فيها شك، كما أن الشارع يردد أسماء يحملها أفراد في الصف الأول من قيادة فتح ، من أصحاب القرار والمتنفذين صرح ببعضها فاروق القدومي كما صرح بها هاني الحسن واللواء المصري صلاح سليم ومن شاشات الدنيا ...
وإذا سلمنا بأن العملاء لهم أدوار ويحملون ملفات فلابد أن نسلم أيضا أن أخطر الملفات تلك التي تعنى باستئصال المقاومة ورجالاتها ، والكشف عن مخازن أسلحتها للاستيلاء عليها وتصفية القادة من القائمين عليها, والزج بالصف الثاني والثالث إلى غياهب السجون، وهو ما نشاهده في الضفة الغربية جهاراً نهارا تحت عنوان التنسيق الأمني والذي ذكرته وثائق ويكيليكس ووصفته بأنه يجري على أتم ما يكون وبانسجام وتعاون كبيرين ، وهو ما كشف عنه مراسل ( يديعوت أحرونوت ) كمعلومة لا كتحليل عند وصفه لرحلة ليلية رافق فيها ضباط التنسيق الأمني من الجانبين ( الفلسطيني – الإسرائيلي ) عرف العالم منهم- بالاسم والصورة- العميد ذياب العلي وطاقم العمل معه, الذين ظهروا في فيلم تسجيلي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية للملايين في المعمورة..
وإذا سلمنا بأن العملاء لهم أدوار ويحملون ملفات فلابد أن نسلم أيضا أن أخطر الملفات تلك التي تعنى باستئصال المقاومة ورجالاتها ، والكشف عن مخازن أسلحتها للاستيلاء عليها وتصفية القادة من القائمين عليها, والزج بالصف الثاني والثالث إلى غياهب السجون، وهو ما نشاهده في الضفة الغربية جهاراً نهارا تحت عنوان التنسيق الأمني والذي ذكرته وثائق ويكيليكس ووصفته بأنه يجري على أتم ما يكون وبانسجام وتعاون كبيرين ، وهو ما كشف عنه مراسل ( يديعوت أحرونوت ) كمعلومة لا كتحليل عند وصفه لرحلة ليلية رافق فيها ضباط التنسيق الأمني من الجانبين ( الفلسطيني – الإسرائيلي ) عرف العالم منهم- بالاسم والصورة- العميد ذياب العلي وطاقم العمل معه, الذين ظهروا في فيلم تسجيلي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية للملايين في المعمورة..
إذن فليس بمستهجن أن يقوم هؤلاء بالطلب والإلحاح في أن تضرب (إسرائيل) حماس من خلال مواقعهم القيادية في حركة فتح ، ومن المؤكد أن زملاءهم يعرفون ذلك، وقد يشاركهم الكثير (من الزملاء ) هذه الرغبة عاطفيا أو رغبة في الانتقام مع احتفاظي بالشهادة لهم بأنهم لم يتورطوا في عمالة أو جاسوسية كالآخرين, وهذا من حقهم ...
وأقول بمرارة : إن مشروع أوسلو ومشاركة كبار ضباطها وكبار موظفيها في عمليات تنسيق سواء الأمني منه أو المدني قد أوقع كثيراً منهم في مستنقعات العمالة التي لا يحتاج الانزلاق إليها إلا ولوج باب الشهوات واللذائذ المحرمة ، ثم توفير وسائل الإثراء الفاحش عبر الوكالات والصفقات ، وما يلازم ذلك من لقاءات حميمية رفعت الحرج والكلفة بين الجانبين ، وأحلت محلها التلقائية والمزاح والمجاملات والزيارات التفقدية ، والاطلاع على أوراق العمل ومقتضياته..
وهي مقدمات تؤدي – بالحتم- إلى تحقيق هدف ضباط الموساد من ( الشخصية ) التي يتعامل معها ، والتي ما أن تصل حتى تحصل على الـ vip وهي أمور لم تعد خافية أبدا ، بل من المسلمات وإن أنكرتها فتح وكذّبت وثائق ويكيليكس..
وهو ما يحتم على الشرفاء في فتح خاصة, وعلى حركات المقاومة على وجه أخص، ويأتي في مقدمتها كتائب الأقصى أن توجه اهتمامها ( لهؤلاء ) وأنا على يقين بأن لديهم من الخبرة ما يهيئ لهم أسباب الوصول، فإذا ما وصلت فلا تتهاون في استعمال السكين الحاد في أعناقهم ، فدماء غزة وأرواح بنيها وشهدائها الـ 1450 شهيداً كافية للحكم عليهم بالإعدام ثلاث مرات أو أربع أو أكثر للواحد منهم ، وعلى حماس ( حكومة وحركة) أن تكثف نشاطها في غزة والضفة لكشفهم وفضح أمرهم, ولا تتوانى قط في تطهير شعبنا منهم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية