بعض ما تقوله سوريا الثورة ... بقلم : د. يوسف رزقة

الأحد 16 يونيو 2013

بعض ما تقوله سوريا الثورة

د. يوسف رزقة

روسيا دولة شرقية اشتراكية ما زالت تعاني من الموروث الديكتاتوري الذي ورثته من الحقبة السوفيتية. بوتين رئيس الدولة الروسية عاش في شبابه الحقبة السوفيتية ونهل من ثقافة الحزب الشيوعي الحاكم وحين فارق الحزب الشيوعي فإنه لم يفارق الثقافة الشيوعية ولا ديكتاتورية الحزب الحاكم. ليس في روسيا الآن ديمقراطية مكتملة, والتناوب الذي حدث بين ( بوتين – ومديديف ) لم يحدث مثله في البلاد الديمقراطية المستقرة.

ما نقوله هنا عن الساحة الداخلية الروسية ليس هدفنا ولكنه مقدمة ولازمة لما نقوله حول علاقة روسيا بالشعوب العربية وعلاقتها بالأنظمة الحاكمة في البلاد العربية.

روسيا بوتين لا تحمل مبادئ أو أخلاقا للعالم, وآخر ما يمكن أن تتحدث عنه روسيا بوتين هو المبادئ والأخلاق، والصواب عندهم هو ما خدم وما يخدم مصالحهم, لذا فهم أكثر قربا من الحكام وقادة الأنظمة حتى وإن أداروا الحكم بطرق ديكتاتورية أو فاشية. هم عادة مع القوي وإن كان ظالما ومعتديا، وقلما وقفوا مع الشعب أو مع الضعيف.

خد مثلا موقف بوتين وحكومته من الثورة الشعبية في سوريا. روسيا تؤيد بشار الأسد ونظامه ولا تهتم بما يزيد عن (90 ألف ) قتيل سوري. روسيا توفر للأسد الطائرات والذخائر لقتل شعبه، وهي المدافع الرئيس عنه في المحافل الدولية التي ترغب بفرض عقوبات على نظامه لإيقاف آلة القتل.

كنا نحسب أن روسيا تسلح سوريا لكي تحدث توازنا عسكريا بين سوريا و(إسرائيل) وحتى تتمكن سوريا من الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصهيونية، غير أننا اكتشفنا أن روسيا إنما تسلح سوريا لتتخذ منها منطقة نفوذ تخدم مصالحها الإستراتيجية. إن آخر تصريح للرئيس بوتين يقول فيه لزعماء (إسرائيل): (إن المصلحة العليا لبلادكم هي ببقاء نظام بشار الأسد ؟!).

ويقول: (في عهده ساد بينكم وبينه هدوء شديد وإذا انهار هذا النظام فستحل محله الفوضى ) ويقول: (الحدود الشمالية ستبقى هادئة ومستقرة ببقاء الأسد ؟؟) لا يوجد كلام أكثر صراحة مما سمعناه من بوتين, هو يطلب من زعماء (إسرائيل) تأييد بقاء حكم الأسد لأن بقاءه يخدم مصالح (إسرائيل) ويبقي جبهة الجولان هادئة ومستقرة. بوتين يبعث برسائل تخويف ل(تل أبيب) من سقوط الأسد ويزعم أن الفوضى هي التي ستحل محل الأسد.

الموقف الروسي من الثورة السورية موقف سلبي، لأن سقوط الأسد قد يعني سقوط المصالح الروسية العسكرية وغير العسكرية في المنطقة، والموقف الروسي من (إسرائيل) موقف لا يكشف عن دعم حقيقي للحقوق العربية والفلسطينية ومن ثمة فبوتين يطمئن (إسرائيل) ويطلب منها دعم بقاء الأسد في الحكم .

هذه المواقف تكشف عن ضعف الرؤية العربية الشعبية والرسمية حين توازن الشعوب بين روسيا وأمريكا فينتصر بعضهم للشرق وبعضهم للغرب، بينما لا فرق جوهري بينهما في حماية (إسرائيل) أو في دعم الأنظمة الديكتاتورية ما دامت الأخيرة تحافظ على مصالح الدول الكبرى. الدول الكبرى لا تقف إلى جانب الشعوب إلا مضطرة. وهذا ما تقوله الثورة السورية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية