بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الشعبية في فلسطين
ماضون في خيار الجهاد والمقاومة حتى تحرير كل شبر من فلسطين
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد
تمضي مسيرة الجهاد والمقاومة، كخيار استراتيجي اختاره شعبنا الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة وتحرير الأرض المحتلة، وإنهاء الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، فكانت انطلاقة حركة المقاومة الشعبية يوم 28-09-2000م ، مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، والتي اندلعت شرارتها مع استباحة المجرم شارون لباحات المسجد الأقصى برفقة قطعان المستوطنين الإرهابيين، وقد انتفض شعبنا حينها بكل مكوناته من أجل التصدي لجرائم الاحتلال واستعادة الإرادة والعزيمة الفلسطينية لتحرير وطننا من دنس المحتل المجرم.
نحيي اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، والتي تتزامن مع اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى المباركة، لينطلق تيار مقاوم يستمد روحه من الإسلام العظيم، ومن السجل النضالي الحافل لشعبنا الفلسطيني، ليأخذ ثلة من القادة المجاهدين المؤسسين ، وعلى رأسهم القائد أبو يوسف القوقا، وأبو عطايا، واسماعيل ابو القمصان، ومبارك الحسنات، وبهاء الدين سعيد ، على عاتقهم مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، وقض مضاجع اليهود، ودحر المستوطنين عن غزة في 2005 والذي كان للحركة وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين ، بصمة واضحة إلى جانب فصائل المقاومة في تحرير غزة.
جماهير شعبنا الأبي:
لقد جاءت انطلاقة حركة المقاومة الشعبية، لتدق المسمار الأخير في نعش اتفاقية أوسلو والتي لم تجلب لشعبنا سوى الخراب والدمار، فكانت كتائب الناصر صلاح الدين، تضرب قوات الاحتلال في كل مكان تصل إليه، فتركت علامات بارزة في مسيرة النضال الفلسطيني، فكانت من اوائل الفصائل المقاومة التي طورت من أدواتها المقاومة، على يد القائد المؤسس أبو يوسف القوقا ، لتطلق أول صاروخ تجاه المغتصبات الصهيونية، وكان لها شرف تدمير أول ميركفاة صهيونية، على أيدي مهندسي الكتائب، وسجل طويل من العمليات النوعية والتي أربكت العدو وضربت منظومته الأمنية، ومن أبرز عملياتها، عملية خطف الجندي إلياهو آشري في 2006 في الضفة الفلسطينية على يد القائد بسام اكتيع واخوانه أيهم كمنجي وحمزة طقطوق وليلي ابو رجيلة والذين يقبعون في سجون الاحتلال، ويواصل مجاهدونا من أبناء كتيبة الشهيد أبو يوسف القوقا المسيرة في مقاومة جنود الاحتلال في الضفة الفلسطينية والداخل المحتل، والتي في جعبتها مفاجآت للعدو، وقد نفذت العديد من العمليات والهجمات ولم يتم الكشف عنها حتى الآن، وتسيل دماء أبناءها على كامل خارطة الوطن في غزة والضفة .
وكما كان للكتائب من بصمة واضحة في مقاومة العدو، كان للحركة دور رائد في الانحياز لشعبنا الفلسطيني وحمل معاناته، والانحياز لخيار الوحدة وإنهاء الانقسام ، على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعدم التفريط بها، ولا زالت تتمسك بهذا الدور لتفويت الفرصة على العدو للاستفراد بشعبنا ومواصلة جرائمه الارهابية.
وإننا وفي الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقة الحركة لنؤكد على ما يلي: -
أولاً: نجدد تمسكنا بخيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني، وعدم تنازلنا عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية، في ظل المؤامرات الدنيئة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا.
ثانياً: نؤكد أنه لا تنازل عن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وقراهم التي هُجروا منها، ولن يقبل شعبنا المساومة على هذا الحق، وأن كافة ما يجري طرحه من حلول ظالمة لشعبنا لن يتم القبول بها، وسنقف صخرة في وجه كل المخططات المشبوهة الرامية إلى التفريط بحق العودة، وما يجري مخطط لاستهداف المخيمات الفلسطينية وضرب أمنها واستقرارها، يستوجب من الكل الفلسطيني إلى اليقظة والتصدي له.
ثالثاً: إن معاناة شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والداخل المحتل، في ظل اشتداد الهجمة الصهيونية، يحتم علينا اليوم التمسك أكثر بخيار الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ومعالجة الآثار المترتبة عن الاحتلال الذي هو أساس المشاكل التي يعيشها شعبنا، وإنهاء البطالة المتفاقمة، وتوفير فرص العمل للشباب للحد من مخطط تهجير شبابنا وابتلاع البحر والمجهول لهم.
رابعاً: لقد فشل مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني مع الدول العربية والإسلامية، ولم يجلب لهذه الدول سوى الفتن والارتهان للعدو، حيث أن الواجب على الأمة إلى وقف مسلسل التطبيع، ومساندة الشعب الفلسطيني في مشوار التحرير والمقاومة لإنهاء الاحتلال، وعدم التفريط بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، فإن اعتراف الدول العربية والإسلامية بوجود العدو على أرضنا ، هو خيانة لله ورسوله، وانحياز للعدو وأمريكا، واصطفاف في الحلف المعادي لشعبنا وقضيته.
خامساً: ندعو شعوبنا العربية والاسلامية، إلى اليقظة والخروج من سباتها، لمساندة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه، وعدم تركه وحيداً يواجه آلة الحرب الصهيونية، في ظل ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من جرائم واستباحة على مدار الساعة، فإننا نستنهض الهمم وعزائم الأمة لنفض الغبار وإعلان بدء مشوار التحرير ومحاصرة العدو بدلاً من فتح الأبواب له، فوجوده على الأرض العربية الاسلامية، غدة سرطانية لا زالت تبث سمومها إلى جسد الامة.
سادساً: إن حرية أسرانا البواسل قادمة لا محالة، فالمقاومة لا شغل شاغل لها سوى كسر قيدهم، وتحريرهم كما نجحت في محطات كثيرة، فلا تراجع ولا تململ في تحريرهم وعودتهم إلى أهاليهم، وهذا هو عهدنا لأسرانا ، أن نمضي قدما في مسيرة المقاومة وإنهاء معاناتهم المتواصل.
وإنها لمقاومة مقاومة ، نصر بلا مساومة
حركة المقاومة الشعبية في فلسطين
الجمعة الموافق 29-09-2023م
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية