بيراوي: المسيرة العالمية للقدس تستنهض شعبنا وأمتـنا
أكد زاهر بيراوي الناطق الرسمي باسم المسيرة العالمية إلى القدس أن رسالة المسيرة الأساسية مفادها أن القدس خط أحمر، ولا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها.
وأضاف البيراوي في حوار خاص معه : "إذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها؛ فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن شعوب العالم قادرة على التحرك، وبالتالي فإن إرادة الشعوب يجب أن تحترم".
وأشار البيراوي إلى أن المسيرة تواجه صعوبات على المستوى الفلسطيني وخصوصا في الضفة الغربية، لأن فصائل منظمة التحرير وخاصة حركة فتح، لا تبدي اهتماما بالمسيرة وفعالياتها في الضفة، علما بأن هذا النوع من النضال الشعبي يتماشى مع (موضة المرحلة)، وهناك كثير من النشطاء الذين يرغبون بالتحرك لتنظيم فعاليات لنصرة للقدس في هذا اليوم، ولكنهم يخشون من احتمال الاعتقال من قبل الاحتلال، أو حتى من قبل أجهزة أمن السلطة. كما يزعمون.
وأهاب الناطق باسم المسيرة بجميع الفصائل أن تتوحد على قضية العمل للقدس، قائلاً: "إن لم تكن القدس وما يجري فيها قادرة على توحيد جهود الفلسطينيين، فمتى وعلى ماذا يمكن أن يتحدوا؟! ".
وتوقع البيراوي أن تزيد المسيرة وفعالياتها من درجة الاهتمام الشعبي والرسمي بقضية القدس، وأن تتبلور حركات شبابية جادة تعمل للقدس وحمايتها وتحريرها بالقدر الذي يليق بالقدس والأراضي المقدسة، كما نتوقع من الأنظمة العربية أن تعيد حساباتها، وتراجع نفسها، وتقيِّم عملها لنصرة القدس، وأن تعلم علم اليقين أن شعوبها لن تبقى ساكتة على خذلانهم للقدس والمقدسات، وأن صبر الشعوب قد ينفد، وعندئذ لا ينفع الندم.
أكد زاهر بيراوي الناطق الرسمي باسم المسيرة العالمية إلى القدس أن رسالة المسيرة الأساسية مفادها أن القدس خط أحمر، ولا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها.
وأضاف البيراوي في حوار خاص معه : "إذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها؛ فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن شعوب العالم قادرة على التحرك، وبالتالي فإن إرادة الشعوب يجب أن تحترم".
وأشار البيراوي إلى أن المسيرة تواجه صعوبات على المستوى الفلسطيني وخصوصا في الضفة الغربية، لأن فصائل منظمة التحرير وخاصة حركة فتح، لا تبدي اهتماما بالمسيرة وفعالياتها في الضفة، علما بأن هذا النوع من النضال الشعبي يتماشى مع (موضة المرحلة)، وهناك كثير من النشطاء الذين يرغبون بالتحرك لتنظيم فعاليات لنصرة للقدس في هذا اليوم، ولكنهم يخشون من احتمال الاعتقال من قبل الاحتلال، أو حتى من قبل أجهزة أمن السلطة. كما يزعمون.
وأهاب الناطق باسم المسيرة بجميع الفصائل أن تتوحد على قضية العمل للقدس، قائلاً: "إن لم تكن القدس وما يجري فيها قادرة على توحيد جهود الفلسطينيين، فمتى وعلى ماذا يمكن أن يتحدوا؟! ".
وتوقع البيراوي أن تزيد المسيرة وفعالياتها من درجة الاهتمام الشعبي والرسمي بقضية القدس، وأن تتبلور حركات شبابية جادة تعمل للقدس وحمايتها وتحريرها بالقدر الذي يليق بالقدس والأراضي المقدسة، كما نتوقع من الأنظمة العربية أن تعيد حساباتها، وتراجع نفسها، وتقيِّم عملها لنصرة القدس، وأن تعلم علم اليقين أن شعوبها لن تبقى ساكتة على خذلانهم للقدس والمقدسات، وأن صبر الشعوب قد ينفد، وعندئذ لا ينفع الندم.
وفيما يلي نص الحوار:
"المركز": كيف بدأت فكرة المسيرة العالمية نحو القدس؟
بدأت الفكرة من الشعور بالتقصير تجاه القدس وأهلها، وبأن القدس لم تأخذ حقها من الحراك الشعبي على المستوى العالمي التضامني، ومن الشعور والقناعة بأن القدس هي أصل الصراع مع المحتل، وأنها مفتاح الحرب والسلام، وقد أكد على أهمية الفكرة والتوجه ما نراه من انتهاكات مستمرة بحق المدينة المقدسة، والمحاولات المتصاعدة من قبل المتطرفين اليهود لانتهاك حرمة المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.
وفي العام الماضي تم تنظيم المسيرة في الذكرى السنوية ليوم الأرض الفلسطيني، ولكن قيادة المسيرة وبعد تقييم الفعاليات في السنة الماضية، وبناء على رغبة أهلنا في مناطق الـ48، الذين فضلوا الإبقاء على يوم الأرض مناسبة خاصة، ولها خصوصيتها، الأمر الذي جعل قيادة المسيرة هذا العام تنظمها في الذكرى السنوية لاحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، واحتلال المقدسات المسيحية والإسلامية فيها. ومن المؤمل أن تصبح المسيرة محطة سنوية كبيرة لاستنهاض الأمة، وجعلها مناسبة للتضامن العالمي مع القدس والمقدسات، ولكشف الوجه العنصري لدولة الاحتلال، وفضح ممارسات المحتل ضد القدس وأهلها وهويتها العربية والإسلامية.
"المركز": ما هي أهداف المسيرة؟ وإلى أين ستنتهي في آخر المطاف؟
المشاركون في المسيرة يجمعهم القلق على مدينة القدس، والخوف على مستقبلها من إجراءات التهويد والتطهير العرقي، بعضهم ينطلق في ذلك من دافع ديني أو سياسي، وبعضهم يعتقد أن القضية إنسانية؛ لأن القدس تراث حضاري للبشرية جمعاء، وأن ما يجري ضدها من ممارسات لا تعتبر جريمة بحق الفلسطينيين فحسب؛ بل هي جريمة بحق الإنسانية. البعض الآخر يرى أن إجراءات التهويد هي قمة العنصرية، والجميع يقف صفا واحدا لحماية القدس والمطالبة بحريتها، وبوقف الممارسات الصهيونية والعنصرية ضدها، وهذا هو الهدف المشترك لكل من يشارك في المسيرة العالمية للقدس.
أما أين ستنتهي في آخر المطاف، فإن الأمل كبير أن لا يطول الانتظار حتى تنتهي المسيرات الشعبية إلى ساحات الأقصى، ولا أقول ذلك من باب الإفراط في الأمل، ولكن تصاعد فعاليات التضامن، وشعور شعوب الأمة بمسؤوليتها تجاه قبلتها الأولى ومسرى نبيها، وحصولها على حريتها الحقيقية في أقطارها المختلفة، وتخلصها من الأنظمة التي تمتهن حماية دولة الاحتلال، سيسرع في تحقيق هذا الأمل.
ألا ترى أن شعوب دول الربيع العربي عندما ملكت إرادة التغيير؛ استطاعت أن تخلع عروش الحكام الفاسدين بعد أن ظن البعض أنهم مخلدون في الحكم، وأنه لا مجال للخلاص منهم؟ وبالتالي أنا على يقين أنه عندما تتخلص الأمة من الطغاة؛ فإن شعوبها لن تقبل استمرار الاحتلال لأعز مقدساتها، ولا أظن الأمة ستبخل على القدس والأقصى، بل ستقدم الغالي والنفيس من أجل استعادتهما، وهي عندئذ لن تصبر حتى يتخذ الحكام قراراتهم للدفاع عن القدس، بل سيكون الشعب هو صاحب القرار.
"المركز": يعني في نهاية المطاف... هل يمكننا القول أن مسيرة القدس ستساهم في تحريرها؟
بالتأكيد، فإن هذه المسيرات العالمية سيكون لها بلا شك دور في حشد طاقات الأمة وتحريض شعوبها جنبا إلى جنب مع أحرار العالم للوصول إلى هدف التحرير الذي جعلته المسيرة شعارا مركزيا لها، ألا وهو: "شعوب العالم تريد تحرير القدس"، "شعوب العالم تريد إنهاء الاحتلال". باعتبار أن الاحتلال هو أصل الداء وأن كل ممارساته ما هي إلا أعراض لهذا الداء. ولكن لا بد أن تدرك الأمة بشكل واضح: أن القدس غالية الثمن، ولن يتم تحريرها بالشعارات، أو بالحد الأدنى من الجهود، بل لا بد أن تصبح القدس هي همنا اليومي، وأن تملك علينا شغاف قلوبنا، وأن نجعلها أولوية الأولويات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، الرسمي أو الشعبي، وعندئذ نستطيع أن نملكها ونعيش فيها.
"المركز": ما هي الرسالة التي تحملها المسيرة إلى العالم العربي والإسلامي؟
القدس خط أحمر، ولا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها، وإذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها؛ فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن شعوب العالم قادرة على التحرك، وبالتالي فإن إرادة الشعوب يجب أن تحترم.
أما رسالة المسيرة إلى العالم العربي والإسلامي فتتلخص بـ(ضرورة التحرك العملي وعدم الاكتفاء بالتنديد)؛ لأن مجرد التنديد لا ينفع مع إجراءات التهويد، وأنه لا بد من خطوات عملية لحماية القدس والمقدسات.
"المركز": هل من صعوبات ومخاطر تواجه تطبيق الفكرة ميدانيًّا؟
لا شك أن هناك صعوبات تواجه تطبيق الفكرة؛ لأنها تحتاج إلى تعاون كل من يهمه أمر القدس لأجل حشد طاقات الأمة، وهذا التعاون ما زال في حده الأدنى، والسبب في ذلك هو انشغال شعوب الأمة في قضايا داخلية ووطنية تلهي الجميع عن القدس وما يجري فيها. ونحن في المسيرة العالمية إذ نقدر ظروف الآخرين؛ إلا أننا على قناعة بأن اهتمام الأمة بتحرير القدس كأولوية سيجعل حل المشاكل الداخلية للأقطار العربية والإسلامية أسهل، لأن رأس الأفعى التي تشغل الأمة داخليا هي دولة الاحتلال ومن يقف وراءها في أمريكا وبعض دول الغرب الاستعماري. خذ مثلا ما يجري في مصر أو في تونس أو في ليبيا أو العراق أو سوريا، ألا ترى العبث الصهيوني الأمريكي واضحا؟ وبالتالي أظن أنه لو أدركت الأمة على مستوى الشعوب والحكومات ما يأتيها من خير من تحرير القدس، وجعلت القدس أولويتها لما تأخرت لحظة واحدة عن حشد كل الطاقات والجهود لأجل تحريرها.
"المركز": ما الصعوبات التي تواجه المسيرة على المستوى الفلسطيني والعالمي؟
على المستوى الفلسطيني نواجه صعوبة حقيقية في تحشيد الجماهير في الضفة الغربية خصوصا، لأن فصائل منظمة التحرير وخاصة حركة فتح، لا تبدي اهتماما بالمسيرة وفعالياتها في الضفة، علما بأن هذا النوع من النضال الشعبي يتماشى مع موضة المرحلة، وهناك كثير من النشطاء الذين يرغبون بالتحرك لتنظيم فعاليات لنصرة للقدس في هذا اليوم، ولكنهم يخشون من احتمال الاعتقال من قبل الاحتلال، أو حتى من قبل أجهزة أمن السلطة. كما يزعمون.
ولذلك نحن نهيب بجميع الفصائل أن تتوحد على قضية العمل للقدس، وإن لم تكن القدس وما يجري فيها قادرة على توحيد جهود الفلسطينيين، فمتى وعلى ماذا يمكن أن يتحدوا؟! إنها مسؤولية الجميع، ولن يرحم التاريخ أي مفرط أو مقصر تجاه المقدسات.
وهناك صعوبة أخرى تواجه المسيرة هذا العام، وهي حالة الانقسام الشديد في الحركة التضامنية العالمية بسبب الوضع السوري وتداعياته على المنطقة؛ حيث يوجد عدد كبير من هذه المجموعات غيرت من أولوياتها ومن تحالفاتها، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على حجم وعدد الفعاليات في خارج العالم العربي والإسلامي.
"المركز": ما هي آخر التحضيرات للمسيرة مع اقتراب موعد انطلاقها؟
تقريبا اكتملت الاستعدادات للمسيرة في معظم الأقطار المشاركة، وقد عقدت مؤخرا اللجان الوطنية للمسيرة في كل من غزة، والأردن ومصر مؤتمرات صحفية تؤكد على برامج فعالياتها واستعدادها لهذا الحدث العالمي، والتي تشمل فعاليات ثقافية وفنية وتوعوية، وتوزيع نشرات عن القدس والمخاطر المحدقة بها، وكذلك تخصيص صلوات الجمعة في مئات بل آلاف من المساجد في العالم للحديث عن القدس وأهميتها، ودور الأمة في حمايتها وتحريرها. وكذلك مهرجانات خطابية ومسيرات، في عشرات من الدول، من أهمها بالإضافة لفلسطين ودول الطوق، الدول المغاربية ودول أوروبية ومدن أمريكية.
"المركز": ما هي أهم فعاليات المسيرة في داخل فلسطين المحتلة؟
في القدس المحتلة سيكون التحرك بعد صلاة الجمعة عند باب العمود، وسينطلق ماراثون "القدس عاصمة فلسطين الأبدية" في نفس اليوم. وفي الضفة الغربية المحتلة سيتجمع أهالي الوسط والشمال عند حاجز قلنديا، إذ سيبدأ التجمع الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، فيما سيتجمع أهالي بيت لحم والخليل عند المعبر العسكري "الكاريتاس" باتجاه شارع (60).
وفي قطاع غزة ستنطلق المسيرة المركزية إلى منطقة الشمال باتجاه أقرب نقطة للحدود مع فلسطين المحتلة عام 1948، وبالقرب من محطة بترول "حمودة"، وسيشمل برنامج المسيرة فقرات متنوعة وعدة كلمات للقوى الوطنية والإسلامية.
وفي أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، ستنطلق المسيرة المركزية من دير حنا الساعة الثانية والنصف ظهرًا في ساحة السوق، وستختتم بمهرجان، وفي قرية وادي النعم في النقب ستنطلق الساعة الثالثة بالتحديد، وكذلك في مدينة يافا، إذ ستنطلق الفعاليات الساعة الثالثة من الميناء وتنتهي في حديقة العجمي.
أما كفر كنا تبدأ المسيرة فيها الساعة العاشرة صباحا، وفي سخنين وعرابة في الثانية عشرة والنصف، ويسبق المسيرات زيارات للنصب التذكارية, ووضع أكاليل الورود على أضرحة الشهداء.
"المركز": ما هي أهم فعاليات المسيرة في دول الطوق؟
في الأردن سيجتمع المتضامنون العرب والأجانب على طريق المغطس المطلة على القدس المحتلة، وسيتضمن برنامج المسيرة عدداً من الفعاليات، ومهرجاناً خطابياً تُشارك فيه شخصيات اعتبارية أردنية وأخرى تمثل الوفود الدولية المشاركة من دول العالم.
وسينطلق المتضامنون من مختلف محافظات الأردن باتجاه منطقة المغطس، بحيث سيكون مركز الانطلاق الرئيس في عمان من الساحة المحاذية لفندق الريجنسي قرب دوار الداخلية، ومن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمخيمات.
أما لبنان، سيكون التجمع في قلعة الشقيف في الجنوب والمطلة على الحدود مع فلسطين المحتلة، وستنطلق كل جماعة وفق موعد يتناسب مع حضورها إلى القلعة قبلَ صلاة الجمعة.
ويبدأ البرنامج بأداء الصلاة في حوالي الساعة 12 ظهرا، ويتضمن مهرجاناً خطابياً لشخصيات اعتبارية وحزبية لبنانية وفلسطينية وعالمية.
وفي مصر، ستبدأ المسيرة بمهرجان خطابي كبير في الأزهر الشريف يحضره عشرات الآلاف، كما هو متوقع، وتشارك فيه كافة القوى السياسية المصرية، وسينطلق في الثانية ظهرًا ماراثون رياضي تحتَ شعار "القدس لنا" من أمام جامعة القاهرة مرورا بميدان الجيزة وينتهي عندَ سفح الأهرامات، ناهيكَ عن الاعتصام الاحتجاجي في ميدان التحرير في القاهرة.
"المركز": ما هي أهم فعاليات المسيرة في الدول العربية والإسلامية؟
في المغرب فقد بدأت بالفعل في فعالياتها، إذ بدأت بمسيرة ضخمة في العاصمة الرباط نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان الأحد الماضي 25 مارس. وبرنامج المسيرة يتضمن تنظيم برنامج "ملتقى القدس" بالتنسيق مع "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" والذي يجعل القدس الشريف محور حديثه، إضافة إلى الدعوة إلى صيام الخميس وقيام ليله، والدعوات إلى تنظيم مسيرات مختلفة في مدن المغرب اليوم الجمعة.
ويختم البرنامج بمسيرة ضخمة تنظمها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني يوم الأحد، ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا، يتجمع المتظاهرون فيها في تقاطع شارعي أبو شعيب الدكالي ومحمد السادس بمدينة الدار البيضاء، ناهيك عن الفعاليات الأخرى الضخمة التي تقوم عدد من الأحزاب والقوى الشعبية المغربية على تنظيمها والتي سيكون أضخمها المظاهرة المليونية في الدار البيضاء وستنظم الأحد القادم.
أما موريتانيا، فستنظم مهرجانا خطابيا في عاصمتها نواكشوط، وستنظم مهرجانات في عدد من المدن، وكذلك الجزائر، وماليزيا التي ستكون مسيرتها اليوم الجمعة انطلاقا من ساحة البرجين التوأمين في عاصمتها كوالالمبور، وأندونيسيا ستشهد مئات المسيرات الضخمة المتزامنة في سبع مدن رئيسة فيها، وكذلك الهند وإيران وباكستان وأفغانستان.
"المركز": ما هي أهم فعاليات المسيرة في بقية دول العالم؟
في بريطانيا سينظم اعتصام جماهيري كبير أمام السفارة الصهيونية في العاصمة لندن من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة يتحدث في الاعتصام السفير الفلسطيني ونواب وسياسيون مؤيدون لفلسطين وقيادات من الجاليات العربية والإسلامية في بريطانيا.
وإيطاليا ستشهد اعتصام أمام السفارة الصهيونية في روما، أما ألمانيا سيتجه الاعتصام فيها إلى مقر الحكومة في برلين من الثانية مساء حتى الرابعة.
إيرلندا وسويسرا والنمسا وهولندا، واستراليا واليونان وبلجيكا وفرنسا سيتجمع المتظاهرون فيها في العواصم، في حين ستكون هناك خيمة توعوية إعلامية على شكل قبة الصخرة ستنصب أمام البرلمان النرويجي من الساعة الثانية عشرة وحتى السابعة مساء، وسيتخلل البرنامج اعتصام أمام الخيمة في تمام الساعة الخامسة, وستقدم خلالها فقرات وعروض فنية لأطفال فلسطينيين, وتوزع نشرات ومعلومات مهمة حول قضية القدس ومعاناة أهلها.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ستشارك حركة احتلوا "وول ستريت" في المظاهرات التي ستكون مقابل السفارات الصهيونية في عدد من الولايات، كذلك ستكون هناك العديد من الفعاليات.
"المركز": المسيرة ستنطلق خارج فلسطين من دول الطوق... ألا يعزز ذلك احتمالية المواجهة مع الاحتلال من جهة، ومن الدول التي تنطلق منها المسيرة من جهة أخرى؟
نحن لا نهدف -على الأقل في هذه المرحلة- إلى المواجهة المباشرة مع الاحتلال، بل نحرص على سلمية المسيرات حتى تلك التي ستقترب نسبيا من الحدود مع فلسطين. وبالتالي لا يوجد ما يبرر أي استفزاز من قبل الاحتلال لهذه المسيرات.
"المركز": قد يرى البعض أن مثل هذه الفعاليات مجرد "فرقعات إعلامية" تمر وتنتهي دون ثمرة حقيقية؟ كيف تردون على ذلك؟
نحن نعتقد أن هذه المسيرات هي حراك شعبي سلمي يساهم بشكل كبير في كشف جرائم الاحتلال وتحفيز شعوب العالم للتفكير الجاد بكيفية تخليص القدس والمقدسات من دنس الاحتلال العنصري البغيض، وهي حملة عالمية للضغط السياسي على دولة الاحتلال، وعلى كل الأنظمة التي تساندها في عدوانها على مدينة السلام. وهي أيضا مرحلة لا بد منها من مراحل تهيئة الأمة واستعدادها لمرحلة التحرير، إن لم يكن عبر الأنظمة والأدوات التقنية المتوفرة لها، فعبر الشعوب التي يتم تهيئتها لمرحلة قد تتطلب السير على الأقدام والدخول إلى الأراضي المحتلة بصدورها العارية، ولو اقتضى الأمر أن يقضي من أجلها المئات أو الآلاف من الشهداء. ولكي تصل الأمة إلى تلك المرحلة، لا بد من التوعية والتحفيز وبذل الجهد لجعل القدس روحا تسري بالأمة، وهذا ما تقوم به المسيرة وفعالياتها في كل عام.
"المركز": كيف ستؤثر فعاليات هذه المسيرة على تفعيل مشاركة فلسطينيي الشتات في النضال الفلسطيني بكافة أشكاله؟
المسيرة وفعالياتها تعتبر فرصة حقيقية لفلسطينيي الشتات كي يقدموا شيئا لمدينتهم المقدسة، وبالتالي عليهم الانخراط في هذه الفعاليات وغيرها على مستوى العالم كي يكونوا القدوة والمثال لبقية شعوب الأمة العربية والإسلامية ولشعوب العالم. إن على الفلسطينيين، وخاصة في الشتات، أن يجعلوا القدس نصب أعينهم، وأن يكون الزحف إليها هو الوسيلة العملية لتحقيق حلم العودة الذي طال انتظاره. وحتى لو كان من باب الإفراط في التفاؤل، فإنني أتخيل لو أن الفلسطينيين الذين تعطيهم القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة الحق في العودة إلى أوطانهم، لو أنهم قرروا بعشرات الألاف أو مئات الآلاف الزحف السلمي باتجاه الحدود الفلسطينية، فماذا سيكون حال دولة الاحتلال ومن يحميها من دول العالم.
"المركز": ما مدى تفاعل الشباب الفلسطيني والعربي مع هذه الفكرة؟
في البداية لا بد من التأكيد على أن الشباب هم عماد حضارة الأمم، وسر نهضتها؛ لأنهم في سن الهمم المتوثبة وسن التضحية والفداء، وهم على مدار التاريخ، وفي جميع الأطوار والأقطار، وعلى اختلاف الدعوات، هم أكثر الناس تأثراً وأسرعهم استجابة، ولذلك فإن هناك قدرًا متزايدًا من التفاعل مع قضية القدس لأهميتها الدينية، ولكن هذا التفاعل ما زال أقل بكثير من المطلوب للتأثير على دولة الاحتلال، المطلوب من شباب الأمة الذين أسقطوا الطواغيت؛ أن يبدعوا أكثر من أجل توفير وسائل أفضل لكسر شوكة هذا الاحتلال الذي يدوس كرامة الأمة عبر احتلاله مقدساتها وأرضها. فلا بد لمنظمات شباب لأجل القدس أن تتطور لتصبح فعلا طلائع التحرير للقدس من كافة الأقطار، وحتى يكونوا كذلك، لا بد من القيام بحملات التوعية على مدار الساعة دون كلل أو ملل، وأن يشكلوا حالة ضغط حقيقية على مؤسساتهم وتنظيماتهم وشعوبهم وحكوماتهم؛ لكي تكون القدس هي الأولوية.
"المركز": ما هي توقعاتكم لما بعد الجمعة عندما تنتهي فعاليات المسيرة؟
يمكن أن أجمل لكم توقعاتنا من المسيرة بخمس نقاط أساسية، هي:
الأول: نتوقع زيادة كبيرة في درجة الاهتمام الشعبي والرسمي بقضية القدس. وكذلك نتوقع أن تتبلور حركات شبابية جادة تعمل للقدس وحمايتها وتحريرها بالقدر الذي يليق بالقدس والأراضي المقدسة.
الثاني: نتوقع أن تستثمر المنظمات العربية والدولية هذا الحراك الشعبي للقيام بواجبها للضغط على دولة الاحتلال لوقف تهويد المدينة المقدسة.
الثالث: نتوقع من المنظمات المجتمعية والأحزاب العربية والإسلامية البدء من الآن بالتفكير في تطوير فعاليات المسيرة لكي تصبح أكثر تأثيرا في حماية المدينة المقدسة وإنهاء احتلالها.
الرابع: نتوقع من الأنظمة العربية أن تعيد حساباتها، وتراجع نفسها، وتقيِّم عملها لنصرة القدس، وأن تعلم علم اليقين أن شعوبها لن تبقى ساكتة على خذلانهم للقدس والمقدسات، وأن صبر الشعوب قد ينفد، وعندئذ لا ينفع الندم.
الخامس: نتوقع في آخر المطاف، أن تصل رسالة الشعوب قوية لدولة الاحتلال، ومفادها أن شعوب العالم لن تبقى صامتة إزاء جرائم الاحتلال، وأن استمرار هذه الجرائم سيجعل دولة الاحتلال, والمنطقة كلها, عرضة لردود فعل شعبية غاضبة, سيكون لها ما بعدها بإذن الله.
عن المركز الفلسطينى للاعلام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية