بين يدي كلينتون ونتنياهو.. وإلغاء فتحوميثاقها

بين يدي كلينتون ونتنياهو.. وإلغاء فتح وميثاقها..بقلم : محمد جبر

الأحد 05 يوليو 2009

بين يدي كلينتون ونتنياهو.. وإلغاء فتح وميثاقها
 
بقلم : محمد جبر
 
جميعنا يتذكر زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية " بيلكلينتون " لغزة والتي نتج عنها تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحريرالفلسطينية بتاريخ 24/4/1996م، وأنا لا أقول تعديل بل هو تدمير للميثاق الوطنيوأنتج كياناً مسخاً جديداً بجانب جاره " الإسرائيلي ".
ثلاثة عشر عاما مضت، واثنا عشر بنداً ألغيت من الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية المعروفة اختصاراً ( م. ت. ف )، وستة عشر عاماً من عمر السلطة " الوطنية الفلسطينية "، وأيضاً ستة عشر بنداً من الميثاق الوطني لها عدلت لتناسب اتفاقيات السلام المبرمة مع الكيان المحتل لفلسطين.
هي ليست لعبة أرقام ولكن يبدو أن الكيان المحتل احتاج لثمانية وعشرين سنة فقط لإقناع تلك المنظمة بأن تلفظ وبلسان فلسطيني عربي بشرعية وعد بلفور المشئوم، والذي ينص على حق اليهود في إنشاء وطن قومي لهم على أرض فلسطين بإلغائه البند العشرين من الميثاق الوطني للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وربما كانت مصادفة عدد السنوات بنفس مجموع عدد البنود المحذوفة والمعدلة من بنود الميثاق الوطني وأقل بأربع سنوات من مجمل بنوده البالغة اثنين وثلاثين!.
وأيضاً لزم ذلك الكيان لإلغاء الميثاق الوطني الجديد المبني على المفاوضات والمفاوضات فقط هي السبيل الاستراتيجي الشرعي والوحيد لتحرير الوطن حوالي ستة عشر عاماً أي حوالي نصف المدة السابقة لجعل الممثل الشرعي والوحيد كياناً مسخاً لا يمثل ممثليه وذلك بحسب نص الميثاق كما ورد في البند الثالث منه، والذي ينص على أن " الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه ويقرر مصيره بعد أن يتم تحرير وطنه وفق مشيئته و بمحض إرادته "، ولكن هذه المرة بدون زيارة رسمية عالية المستوى من دولة عظمى، إذ لم يلزم الأمر سوى جزء من خطاب " بيبي نتن ياهو " رئيس الوزراء الصهيوني التطميني لليهود.
كيان وهنا لا أريد أن أسميه بأي اسم وطني أو تحرري هو فقط كيان، حيث أنه لا يمثل أبداً الشعب الفلسطيني وذلك أيضاً بنص الميثاق الوطني إذ ينص البند الخامس والعشرين على " منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية مسئولة عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد وطنه وتحريره والعودة إليه وممارسة حق تقرير مصيره فيه، في جميع الميادين العسكرية والسياسية والمالية وسائر ما تتطلبه قضية فلسطين على الصعيدين العربي والدولي " ومن المعروف أن الفصيل الأكثر شعبية حسب الانتخابات الأخيرة غير ممثل في هذا الكيان وكذلك حركة الجهاد الإسلامي والحركات المقاومة التي برزت في انتفاضة الأقصى المباركة، وعلى أعلى تقدير لا تمثل المنظمة سوى نسبة لا تصل إلى 20% من الشعب الفلسطيني، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه الفصائل لم تشارك في الانتخابات الأخيرة.
الكثير تساءل في الوقت الحالي عن خطورة الاعتراف بيهودية الدولة كشرط لإعادة الحياة للعملية السلمية بين الكيانين، وهنا لا أبالغ في توقعاتي لو قلت إن الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس أبو مازن قد يقوم بذلك، إن من يجرم المقاومة ويعترف بإسرائيل كدولة لها الحق في الوجود والعيش بسلام ويلغي ميثاقه الوطني ويعترف بشرعية وعد بلفور، لا يستغرب عليه أن يعترف علناً بيهودية الدولية إذا اعترف بها ضمناً بشكل مسبق.
وهنا كمواطن ولاجئ فلسطيني أستغرب أن يعترف من يدعي أنه يمثلني بشرعية وعد بلفور وصك الانتداب ويجرم من يقاوم المحتل، ويتفهم بضرورة وجود حلول عادلة لمسألة اللاجئين " خارج دولة إسرائيل "، وهنا لا أعني أشخاصا فقط بل أعني المنظمة ومن دار في فلكها، ولا أعرف ماذا بقي لنا كشعب فلسطيني لكي نحترم أنفسنا من خلاله لو رضينا بفكر الممثل الشرعي! ، لا ميثاق لا ممثل شرعي لا مرجعية وطنية لا مقاومة لا لاجئين، إذن لا فلسطين !
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية