حصار إقليمي ودولي وتراجع الاهتمام بالقضية
تحديات تواجهها حركة حماس
أحمد الحاج
التحدي الثاني هو العلاقة مع سورية، حيث إن هذه العلاقة التي شهدت ازدهاراً لا يمكن تجاوزه، وذلك قبل اندلاع الأحداث في سورية في آذار/مارس 2011. ففي بداية الأحداث، كما بات معلوماً، اتخذت حركة (حماس) موقفها الذي لا ينحاز لأي طرف من أطراف الصراع في سورية. وبيانها الأول في 2/4/2011، ما زال هو البيان الذي يصلح لحلّ الأزمة السورية اعتماداً على الحلّ السياسي وليس أي حل آخر. فحركة (حماس) اتخذت موقفها استناداً إلى مصلحة الأمة، وبناء على اعتبارات مبدئية. واضطر أبرز قادة الحركة إلى مغادرة دمشق نتيجة الأوضاع الأمنية المتأزمة. وتركت مواقف حركة حماس المحايدة أثراً في العلاقات التي كانت تعود بالفائدة على الطرفين؛ حماس وسورية.
ما يجري في سورية من أحداث، وأثر ذلك على العلاقة مع العالم العربي، يقودنا للحديث عن تحدٍ آخر، هو ما يجري في العالم العربي من أحداث مشابهة. فهذه الأحداث أزاحت القضية الفلسطينية عن رأس سُلّم أولويات المواطن العربي، الذي أصبح همّه توافر الأمن، وتأمين الطعام، وتخليصه من الحروب التي تتهدّه بكافة الجوانب، وإن كان ذلك لم يسقط قضية فلسطين تماماً من وجدانه وعقله، لكن ترتيب الأولويات اختلف لديه. كما أن المواطن العربي الذي كان يتبرع بسخاء للمقاومة، أصبح أكثر حاجة للاحتفاظ بما تبقى بمحفظته المالية التي تبخر القسم الأكبر منها نتيجة الأحداث الجارية.
هذه الأحداث اتخذها بعض النظام العربي ذريعة للانسحاب نهائياً من الصراع العربي، وقد أعلن عدد من القادة الصهاينة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن العلاقات العربية الصهيونية السرية وصلت إلى درجة متقدمة، وإلى تعاون كبير غير مسبوق خلال العدوان الأخير على غزة. وفي الاعتداءات اليومية والممنهجة على المسجد الأقصى المبارك، غابت حتى تصاريح الإدانة، التي كان الشارع العربي يتأفف منها في السبابق لكثرة تكرارها، وغياب الجانب العملي في المواقف.
ويقف على درجة من الخطورة الخشية من تفاهم إيراني أمريكي تخفف إيران بموجبه من التزاماتها في الصراع مع الكيان الصهيوني. فالجمهورية الإسلامية تعيش ظرفاً اقتصادياً صعباً، وعلاقات متوترة مع بعض دول الإقليم، وقد يدفعها هذا الواقع إلى تقديم بعض التنازلات في عدد من الملفات. وهو ما سيكون له الأثر على القضية الفلسطينية.
أمام هذا الواقع والتحديات فإن حركة (حماس) ترى أنها أولاً لا يمكن أن تتخلى عن ثوابتها وحقها في المقاومة مهما كان حجم التحديات. ثانياً: إن حركة حماس عايشت ظروفاً وتحديات مشابهة دون أن تؤثر على قوتها وحضورها وجماهيريتها، وعلى سبيل المثال: اغتيال عدد كبير من قيادتها، إبعاد عدد من الصف الأول، عقد مؤتمر دولي (1996) لمحاربتها، وغير ذلك من الأحداث التي زادتها قوة بدل أن تضعفها، وأثبتت صدق خياراتها. ثالثاً: إن حركة (حماس) ترى أن هذه المرحلة التي تمر بها الأمة هي مرحلة عابرة لن تلبث أن تزول، وسيبقى خيار المقاومة، الذي هو خيار أصيل في هذه الأمة. ورغم كل ما تقدّم فإن حركة (حماس) تبدو مطمئنة في خياراتها، وتتعامل بجدية مع التحديات المطروحة بسياسات لا تمس ثوابت الحركة وحقوق الشعب الفلسطيني.
تحديات تواجهها حركة حماس
أحمد الحاج
التحدي الثاني هو العلاقة مع سورية، حيث إن هذه العلاقة التي شهدت ازدهاراً لا يمكن تجاوزه، وذلك قبل اندلاع الأحداث في سورية في آذار/مارس 2011. ففي بداية الأحداث، كما بات معلوماً، اتخذت حركة (حماس) موقفها الذي لا ينحاز لأي طرف من أطراف الصراع في سورية. وبيانها الأول في 2/4/2011، ما زال هو البيان الذي يصلح لحلّ الأزمة السورية اعتماداً على الحلّ السياسي وليس أي حل آخر. فحركة (حماس) اتخذت موقفها استناداً إلى مصلحة الأمة، وبناء على اعتبارات مبدئية. واضطر أبرز قادة الحركة إلى مغادرة دمشق نتيجة الأوضاع الأمنية المتأزمة. وتركت مواقف حركة حماس المحايدة أثراً في العلاقات التي كانت تعود بالفائدة على الطرفين؛ حماس وسورية.
ما يجري في سورية من أحداث، وأثر ذلك على العلاقة مع العالم العربي، يقودنا للحديث عن تحدٍ آخر، هو ما يجري في العالم العربي من أحداث مشابهة. فهذه الأحداث أزاحت القضية الفلسطينية عن رأس سُلّم أولويات المواطن العربي، الذي أصبح همّه توافر الأمن، وتأمين الطعام، وتخليصه من الحروب التي تتهدّه بكافة الجوانب، وإن كان ذلك لم يسقط قضية فلسطين تماماً من وجدانه وعقله، لكن ترتيب الأولويات اختلف لديه. كما أن المواطن العربي الذي كان يتبرع بسخاء للمقاومة، أصبح أكثر حاجة للاحتفاظ بما تبقى بمحفظته المالية التي تبخر القسم الأكبر منها نتيجة الأحداث الجارية.
هذه الأحداث اتخذها بعض النظام العربي ذريعة للانسحاب نهائياً من الصراع العربي، وقد أعلن عدد من القادة الصهاينة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن العلاقات العربية الصهيونية السرية وصلت إلى درجة متقدمة، وإلى تعاون كبير غير مسبوق خلال العدوان الأخير على غزة. وفي الاعتداءات اليومية والممنهجة على المسجد الأقصى المبارك، غابت حتى تصاريح الإدانة، التي كان الشارع العربي يتأفف منها في السبابق لكثرة تكرارها، وغياب الجانب العملي في المواقف.
ويقف على درجة من الخطورة الخشية من تفاهم إيراني أمريكي تخفف إيران بموجبه من التزاماتها في الصراع مع الكيان الصهيوني. فالجمهورية الإسلامية تعيش ظرفاً اقتصادياً صعباً، وعلاقات متوترة مع بعض دول الإقليم، وقد يدفعها هذا الواقع إلى تقديم بعض التنازلات في عدد من الملفات. وهو ما سيكون له الأثر على القضية الفلسطينية.
أمام هذا الواقع والتحديات فإن حركة (حماس) ترى أنها أولاً لا يمكن أن تتخلى عن ثوابتها وحقها في المقاومة مهما كان حجم التحديات. ثانياً: إن حركة حماس عايشت ظروفاً وتحديات مشابهة دون أن تؤثر على قوتها وحضورها وجماهيريتها، وعلى سبيل المثال: اغتيال عدد كبير من قيادتها، إبعاد عدد من الصف الأول، عقد مؤتمر دولي (1996) لمحاربتها، وغير ذلك من الأحداث التي زادتها قوة بدل أن تضعفها، وأثبتت صدق خياراتها. ثالثاً: إن حركة (حماس) ترى أن هذه المرحلة التي تمر بها الأمة هي مرحلة عابرة لن تلبث أن تزول، وسيبقى خيار المقاومة، الذي هو خيار أصيل في هذه الأمة. ورغم كل ما تقدّم فإن حركة (حماس) تبدو مطمئنة في خياراتها، وتتعامل بجدية مع التحديات المطروحة بسياسات لا تمس ثوابت الحركة وحقوق الشعب الفلسطيني.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية