تخوف صهيوني من تكرار سيناريو شاليط
يخشى جيش الاحتلال من تكرار حادثة أسر الجندي جلعاد شاليط الذي بقي نحو ست سنوات بقبضة المقاومة الفلسطينية التي اعتقلته عام 2006 على الحدود بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، وأطلقت سراحه العام الماضي في سياق صفقة تبادل للأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و"إسرائيل".
وتقول "الجزيرة نت" في تقرير لها إن جيش الاحتلال أطلق حملة دعائية واسعة وتحذيرات للإسرائيليين الذين يدخلون أراضي السلطة الفلسطينية للتسوق.
وضمن الحملة التي انطلقت الأربعاء تحت عنوان "التوصيلة مصيدة" يبث الجيش فيلما مصورا يظهر جنديا إسرائيليا وقع أسيرا ويتوجه برسالة إلى عائلته يذكر خلالها مطالب من قاموا بأسره.
ويصف الجندي، الذي يحمل اسم "يوآب" بالفيلم، كيف وقع بالأسر خلال صعوده مركبة لمجهول في "توصيلة" إلى منزله، وهي ظاهرة يعمل جيش الاحتلال على محاربتها منذ سنوات.
ويحذر الفيلم الدعائي الجنود من ركوب سيارات مدنية في الطريق بين البيوت والقواعد العسكرية، مستخدما عبارة "احذر فالتوصيلة مصيدة لك".
ووفق معطيات الناطق بلسان جيش الاحتلال يوآف مردخاي، شهدت "إسرائيل"22 محاولة أسر جندي خلال سنة 2011 منها سبع محاولات بمنطقة الشمال وتسع محاولات بالمركز وخمس محاولات بالجنوب.
ويقول مردخاي إنه لم يتسن للجيش التحقق من محاولات خطف الجنود بشكل كامل، وإن بعض تلك المحاولات تمت بهدف الاستيلاء على أسلحة، لكن الجيش يؤكد توفر معلومات استخباراتية تفيد بوجود مساع حثيثة لاختطاف جنود إسرائيليين.
وفي بيان جديد، قال جيش الاحتلال إن إضراب الأسرى الفلسطينيين المتواصل منذ ثلاثة أسابيع يزيد من مخاطر أسر جنود إسرائيليين، لافتا إلى أنه كان السبب وراء إطلاق الحملة الدعائية التي ستشمل مختلف وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.
ومن ضمن المواد الدعائية التي يعتمدها الاحتلال، إشارة إلى أن جهات عربية ترصد 1.4 مليون دولار لكل من ينجح في أسر جندي إسرائيلي.
وتتضمن الحملة الواسعة أيضا تثبيت لافتات إعلانية ضخمة بالشوارع ومحطات القطار ومداخل القواعد العسكرية، وفي شوارع تل أبيب إضافة إلى إرشادات ومحاضرات مباشرة للجنود.
وقال متحدث بلسان الجيش يدعى أفيحاي أدرعي إن الحملة الدعائية تستمر أسبوعين على أن تتجدد بعد شهر ونصف الشهر، لافتا إلى أنها تهدف لـ "احتلال" قلوب الجنود وعائلاتهم في ظل استمرار ظاهرة لجوء الجنود لتوصيلات فردية بدلا من مواصلات عامة.
وأوضح أدرعي أن الجيش تعمد إعداد حملة عاطفية وصادمة غير مسبوقة منذ سنوات بهدف إثارة الوعي لدى الجنود وذويهم لخطورة "التوصيلات".
وأبدى المتحدث قلقا لارتفاع عدد الإسرائيليين اليهود الذين يتوجهون لزيارة مدن الضفة الغربية بهدف التسوق.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الاثنين عن مصادر رفيعة بالجيش مخاوف من تسوق إسرائيليين بالمدن الفلسطينية، وقالت إن 31 مواطنا إسرائيليا و18 ضابط احتياط ضبطوا منذ بداية العام يتسوقون بالضفة رغم كونها منطقة مغلقة أمامهم.
لكن الصحفي المكلف بتغطية الأحداث بالأراضي الفلسطينية بصحيفة يديعوت أحرونوت روني شكيد يقول إن الظاهرة تقتصر على أعداد قليلة من اليهود.
ويوضح أن أوامر الجيش صارمة والحواجز التي يقيمها تحول دون دخول الإسرائيليين للمدن الفلسطينية بحثا عن خدمات وبضائع رخيصة مثلما كان في الماضي.
يُذكر أن جيش الاحتلال أصدر أمرا يحظر على الإسرائيليين دخول "مناطق أي" داخل أراضي السلطة الفلسطينية غداة اندلاع الانتفاضة الثانية، لكن حالة الهدوء الراهنة باتت تجتذب مجددا إسرائيليين يبحثون عن التسوق وقضاء حاجاتهم بأسعار رخيصة نسبيا.
ويسمح جيش الاحتلال أحيانا بزيارة فلسطينيي الداخل لبعض مدن الضفة، لكنه يمنع دخول اليهود وتعتبر زيارتهم لأراضي السلطة الفلسطينية مخالفة جنائية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية