تعقيدات الحرب والتهدئة في قطاع غزة ... بقلم: إبراهيم المدهون

الأحد 19 يناير 2014

تعقيدات الحرب والتهدئة في قطاع غزة

بقلم: إبراهيم المدهون

هدف أي عدوان (إسرائيلي) على قطاع غزة يجب أن يتركز على إنهاء حركة حماس والقضاء على حكمها في غزة، وإلا فـ(إسرائيل) ستتراجع ومشروعها في المنطقة سيهتز، وجميع الترتيبات ستتبعثر في حال اخفاق جيشها على تحقيق الهدف، وقد تشهد صحوة جديدة للأمة العربية إن حققت حماس نصرا جديدا على الجيش (الإسرائيلي) ، لهذا إقدام (إسرائيل) على شن هجوم كبير سيسبقه آلاف العمليات الحسابية والترتيبات الخاصة.

فثمن الحرب على غزة مكلف وغير مضمون النتائج ويفتح الأبواب على العديد من الاحتمالات، فالمقاومة مستعدة وتركيبة القطاع الاجتماعية والنفسية، وتفاصيل حياته أصبحت جزءا من مشروع المقاومة الصلب، وما أسسته حركة حماس مع حكومتها خلال السنوات الماضية من الصعب تغييره.

لا شك أن الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام 30-6 المصري يعتبرون حركة حماس الشوكة الأخيرة لمشروع الإخوان المسلمين الذي يجب القضاء عليه وإنهاؤه لطي صفحة الإخوان، وهناك قناعة عند بعض الأمنيين المصريين عبروا عنها أكثر من مرة في الإعلام أن وجود حماس داعم رئيسي لصمود الإخوان في وجه الإنقلاب العسكري، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك، فحماس حركة وطنية فلسطينية تميزت بعدم التدخل في الشؤون العربية وتقصر جهودها على مشروع التحرير، لهذا جميع الأخبار المفبركة الذي يبثها الاعلام المصري يثبت كذبها وضحالتها أمام سلوك حماس المتزن والقوي على أرض الواقع.

هناك أنظمة عربية ومن ضمنها بعض الجهات في السلطة الفلسطينية تأمل من الجيش (الإسرائيلي) الدخول بمغامرة في قطاع غزة لتغيير واقعه السياسي والأمني والقضاء على القوة الاساسية للمقاومة، ولم يدركوا بعد أن جيش الاحتلال بات أضعف من تحقيق المعجزات، وأن التخلص من حماس لا يكون إلا بضرب القطاع بقنبلة نووية، وهذا ما صرح به افيغدور ليبرمان أكثر القيادات (الإسرائيلية) تطرفا وحقدا.

اعلام الاحتلال (الإسرائيلي) من جهته يبث أخبارا هي أقرب للحرب النفسية وتحمل الكثير من التهويل المبالغ فيه، ويوحي بقرب وقوع مواجهة مفتوحة وعدوان مفتوح وذلك لابتزاز المقاومة والشعب الفلسطيني، علينا ألا نفزع من تهديدات الاحتلال فالحصار اليوم أقسى من الحرب، والتضييق آثاره أخطر علينا من أي مواجهة عسكرية، وشعبنا جرب أنواع المواجهات المختلفة ولم تعد تخيفه تهديدات الاحتلال.

الذي يحدد الحرب والتهدئة في قطاع غزة هما الطرفان الرئيسيان حركة حماس والحكومة (الإسرائيلية)، وطالما امتنعت كتائب القسام عن إطلاق الصواريخ فالمواجهة مع الاحتلال مستبعدة، إلا إن بدأ العدو الصهيوني بعدوان مفاجئ. وأي حرب تبادر بها (إسرائيل) ستكون الفرصة التي تتغير فيها معادلات كثيرة على الأرض. فلا أتوقع حربا قريبة رغم تصاعد نذرها، ومع هذا علينا أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد لجميع الاحتمالات.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية