تعليم مقاوِم
د.عصام عدوان
إن مناهج التعليم في قطاع غزة هي من إعداد سلطة لا تتبنى المقاومة منهجًا لمواجهة حالة الاحتلال التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وليس مقبولًا من حكومة مقاومة تتزعمها حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تحافظ على ذلك الوضع، مع تفهمنا للأسباب التي تجعل حكومة حماس تمتنع عن إدخال تعديلات جوهرية على المناهج؛ خشية التأثير على وحدة الشعب الفلسطيني وإعاقة جهود المصالحة، ومع وجاهة هذه الأسباب ليس مقبولًا المضي في هذه السياسة سنوات عدة، وبلا سقف زمني؛ لأن هذا يعني أن الممتنعين عن المصالحة يحققون أهدافهم الرافضة لمقاومة الكيان الصهيوني بحيلولتهم دون إدخال حكومة حماس تلك التعديلات الجوهرية التي من شأنها تنشئة جيل فلسطيني ناهض ومقاوِم.
إن إهمال التاريخ الفلسطيني في المناهج أمر لافت للنظر، ويترتب عليه ضعف انتماء الطالب لتاريخه وقضيته، في حين يحرص عدونا على تدريس تاريخه بثمانية أضعاف اهتمامنا، وتحشى عقول الطلاب بمعلومات علمية في سنوات الابتدائية، لا يمكنهم الاستفادة منها في حياتهم، فضلًا عن أنهم سيتناولونها بتفصيل أكبر في سنوات الثانوية، وفي الوقت نفسه يتخرج الطالب في التعليم المدرسي وهو لا يعرف كيف يفك ويركب الحاسوب أو يبرمجه، في حين يتقن طالب الصف السادس الياباني ذلك، ويتخرج الطالب بعد دراسة 2160 حصة للغة الإنجليزية ثم لا يستطيع صوغ جملة بها، مع أن أية لغة تتقن في ستة أشهر تحضيرًا للدراسة الجامعية، ***اذا تهدر أوقات الطلاب ومعلميهم وأهليهم دون جدوى مكافئة؟!
لا يدرب الطلاب على الدفاع عن النفس والمقاومة المسلحة نظريًّا وعمليًّا وبعلامات أساسية في الشهادات، ولا تُدرَّس تجارب المقاومة في التاريخ المعاصر، ولا يتقن الطلاب أي صنف من أصناف الرياضة، ولا يُترَك لهم حرية اختيار التدرُّب على الرياضة التي يحبونها، وهم لا يمارسون غير كرة القدم، ثم لا يخرج من بينهم لاعب متميز.
إن التعليم في ظل مجتمع مقاوِم يجب أن يلتفت إلى المعلِّم بدرجة كبيرة، من حيث تدريبه، وإكرامه، ورفع مكانته، ويجب أن ترفع صور المعلمين الشهداء في ساحات مدارسهم، وتُقرأ الفاتحة على أرواحهم كل صباح، ومن الواجب تخفيف أعباء مدرسي المرحلة الابتدائية لخطورة دورهم في تأسيس الطلاب، وليس العكس كما هو واقع، يجب تخفيف المبالغ المقتطعة من رواتب المعلمين، وتعويضهم بمنحهم بعض الامتيازات، كأن يحصل أبناؤهم على تخفيض في رسوم الدراسة الجامعية، وتقديم ضمانات لهم لشراء أجهزة كهربائية وجوالات ومواد بناء وأثاث بتسهيلات ملموسة في الدفع، مع تخفيض الضريبة المضافة على مشترياتهم، وهكذا، الأمر الذي من شأنه رفع مكانة المعلِّم وتمييزه من سائر قطاعات المجتمع؛ لأنه يستحق الكثير، ومن الواجب على حكومة المقاومة أن يتحقق ذلك في عهدها.
إن جهودًا ضخمة ينتظر من حكومة المقاومة أن تخطوها نحو تعليم مقاوِم، يختلف اختلافًا ملموسًا عن تعليم حكومة تعايُش وسلام مع الاحتلال، إن الجيل الذي ننشده غير الجيل الذي تنشده حكومة (أوسلو)، ومن كان حريصًا على الوحدة الوطنية فإن الوحدة يجب أن تكون على أرضية المقاومة لا أرضية التعايش مع الاحتلال.
د.عصام عدوان
إن مناهج التعليم في قطاع غزة هي من إعداد سلطة لا تتبنى المقاومة منهجًا لمواجهة حالة الاحتلال التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وليس مقبولًا من حكومة مقاومة تتزعمها حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تحافظ على ذلك الوضع، مع تفهمنا للأسباب التي تجعل حكومة حماس تمتنع عن إدخال تعديلات جوهرية على المناهج؛ خشية التأثير على وحدة الشعب الفلسطيني وإعاقة جهود المصالحة، ومع وجاهة هذه الأسباب ليس مقبولًا المضي في هذه السياسة سنوات عدة، وبلا سقف زمني؛ لأن هذا يعني أن الممتنعين عن المصالحة يحققون أهدافهم الرافضة لمقاومة الكيان الصهيوني بحيلولتهم دون إدخال حكومة حماس تلك التعديلات الجوهرية التي من شأنها تنشئة جيل فلسطيني ناهض ومقاوِم.
إن إهمال التاريخ الفلسطيني في المناهج أمر لافت للنظر، ويترتب عليه ضعف انتماء الطالب لتاريخه وقضيته، في حين يحرص عدونا على تدريس تاريخه بثمانية أضعاف اهتمامنا، وتحشى عقول الطلاب بمعلومات علمية في سنوات الابتدائية، لا يمكنهم الاستفادة منها في حياتهم، فضلًا عن أنهم سيتناولونها بتفصيل أكبر في سنوات الثانوية، وفي الوقت نفسه يتخرج الطالب في التعليم المدرسي وهو لا يعرف كيف يفك ويركب الحاسوب أو يبرمجه، في حين يتقن طالب الصف السادس الياباني ذلك، ويتخرج الطالب بعد دراسة 2160 حصة للغة الإنجليزية ثم لا يستطيع صوغ جملة بها، مع أن أية لغة تتقن في ستة أشهر تحضيرًا للدراسة الجامعية، ***اذا تهدر أوقات الطلاب ومعلميهم وأهليهم دون جدوى مكافئة؟!
لا يدرب الطلاب على الدفاع عن النفس والمقاومة المسلحة نظريًّا وعمليًّا وبعلامات أساسية في الشهادات، ولا تُدرَّس تجارب المقاومة في التاريخ المعاصر، ولا يتقن الطلاب أي صنف من أصناف الرياضة، ولا يُترَك لهم حرية اختيار التدرُّب على الرياضة التي يحبونها، وهم لا يمارسون غير كرة القدم، ثم لا يخرج من بينهم لاعب متميز.
إن التعليم في ظل مجتمع مقاوِم يجب أن يلتفت إلى المعلِّم بدرجة كبيرة، من حيث تدريبه، وإكرامه، ورفع مكانته، ويجب أن ترفع صور المعلمين الشهداء في ساحات مدارسهم، وتُقرأ الفاتحة على أرواحهم كل صباح، ومن الواجب تخفيف أعباء مدرسي المرحلة الابتدائية لخطورة دورهم في تأسيس الطلاب، وليس العكس كما هو واقع، يجب تخفيف المبالغ المقتطعة من رواتب المعلمين، وتعويضهم بمنحهم بعض الامتيازات، كأن يحصل أبناؤهم على تخفيض في رسوم الدراسة الجامعية، وتقديم ضمانات لهم لشراء أجهزة كهربائية وجوالات ومواد بناء وأثاث بتسهيلات ملموسة في الدفع، مع تخفيض الضريبة المضافة على مشترياتهم، وهكذا، الأمر الذي من شأنه رفع مكانة المعلِّم وتمييزه من سائر قطاعات المجتمع؛ لأنه يستحق الكثير، ومن الواجب على حكومة المقاومة أن يتحقق ذلك في عهدها.
إن جهودًا ضخمة ينتظر من حكومة المقاومة أن تخطوها نحو تعليم مقاوِم، يختلف اختلافًا ملموسًا عن تعليم حكومة تعايُش وسلام مع الاحتلال، إن الجيل الذي ننشده غير الجيل الذي تنشده حكومة (أوسلو)، ومن كان حريصًا على الوحدة الوطنية فإن الوحدة يجب أن تكون على أرضية المقاومة لا أرضية التعايش مع الاحتلال.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية