تـزوير نتـنياهو للحقائق ...بقلم : د. فـايز رشيد

الإثنين 13 فبراير 2012

تـزوير نتـنياهو للحقائق

د. فـايز رشيد
بنيامين نتياهو رئيس الوزراء الصهيوني، هو الأكثر حرصاً من بين قادة العدو على ليّ عنق الحقائق وتزوير التاريخ، فهو من أكثر من يمثلون الجوهر الحقيقي للفكر الصهيوني العنصري في كل مجالاته. يتضح ذلك في ما ذكره في كتابه المعنون ب "مكان تحت الشمس" الصادر عام 1996 وقد كان حزبه "الليكود" حينها في المعارضة. نتنياهو هو نفسه من حيث الجوهر إبّان تسلمه موقع رئيس الوزراء في ائتلاف حكومته الفاشية الحالية، لكن مع الحرص على الظهور بالقفازات الحريرية ناعمة الملمس.

حرص نتنياهو مؤخراً على تصوير وجود جناحين في الليكود، وذلك في المعركة الانتخابية الأخيرة (منذ أسبوعين)، التي جرت على منصب رئيس الحزب، إذ جرى التنافس بينه وبين المستوطن موشيه فيغلين، وفاز فيها الأول، مع أن الثاني حصل على 24% من أصوات المقترعين. كذلك حرص رئيس الوزراء على أن يبدو وكأنه يعارض انتساب المستوطنين للحزب، من خلال التقليل من شأنهم في التأثير على مسار الحزب، قائلاً: "إن حزب الليكود لم يتحرك نحو اليمين بسبب وجود المستوطنين، كما أنه لم يصبح أكثر تديناً"، الأمر الذي يعني "أن تواجدهم في الحزب لن يؤثر في آرائه"، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية وإعلامية من داخل الكيان تؤكد "أن المستوطنين باتوا يسيطرون على مفاصل أساسية في الحزب، فنسبتهم لا تقل عن 20% من مقاعد المجلس المركزي للحزب، فمن بين 3500 عضو يمتلكون 25% (أي 875 عضواً)، ومن بينهم قادة عصابات "فتيان التلال" الإرهابية الصهيونية، التي ترتكب الجرائم يومياً ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي أطلقت حملة جرائم "تسعيرة" وفحواها "قتل الفلسطينيين وملاحقتهم حيثما يكون الأمر ممكناً"، وأحد ممثلي هذه العصابة هو المدعو مئير باتلر القابع في "اعتقال منزلي" في بيته، بعد أن جرى الاشتباه به في ارتكابه جرائم ضد بعض الفلسطينيين.

وبالمشاغبة ضد قوات الجيش "الإسرائيلي"! تصوروا أن هذه الإرهابي يوقف ويُسجن في بيته بدلاً من السجن، وأنه عضو في المجلس المركزي لحزب الليكود، وأن الأخير سمح للمئات من أنصار الفاشي، بالانتساب إلى صفوفه،! ثم إنه لم يُسجن بسبب جرائمه ولكن لارتكابه اعتداءات على قوات الجيش "الإسرائيلي"، التي تقوم بتفكيك بعض البؤر الاستيطانية، التي يبنيها المستوطنون في الضفة الغربية بشكل عشوائي (غير منظم)، الأمر الذي يؤثر في الخطط المنظمة في الاستيطان للدولة الصهيونية، كل ذلك يجري فقط في "إسرائيل" في القرن الواحد والعشرين ومن دون ضجيج إعلامي.

نتنياهو أحد عتاة الأيديولوجية الصهيونية، والقادة الأكثر تطرفاً في "إسرائيل" يحرص على الظهور بمظهر (الحَمَلْ)، ويحاول اختراع شروخ وفوارق بينه وبين فيغلين (المنافس الآخر)، وبينه وبين المستوطنين، في الوقت الذي تُشرّع فيه أبواب الحزب لدخولهم، والذين يعتبرون أن الليكود يعتبر خير تمثيل لهم ولأفكارهم ولجرائمهم ولتطرفهم ولعدوانيتهم، وعنصريتهم الكريهة، ولذلك ينتسبون إلى صفوفه، ومن ناحية أخرى لم يختاروا الانتظام في صفوف حزب يميني فاشي آخر، مثل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، الأمر الذي يؤكد أن الليكود هو من أكثر الأحزاب تطرفاً في "إسرائيل".

لسنوات طويلة ظل المثقف العربي أسير الأكاذيب الصهيونية، التي تدّعي وجود يمين ويسار في الفكر الصهيوني، وخير أمثلة على ذلك تعبيرات مثل اليمين الصهيوني، واليسار الصهيوني وغيرها من التعابير غير الموضوعية وغير الواقعية، فالفكر الصهيوني هو فكر عنصري، عدواني اقتلاعي، وهو كل لا يتجزأ، فلا يمكن أن تجد نصف أو ربع صهيوني، أو غيرها من التسميات غير الصحيحة.

أيضاً ظللنا لسنوات نستعير تعبيرات مثل أحزاب يمينية "إسرائيلية"، وأحزاب يسارية، وتعبيرات مثل يمين الوسط ويسار الوسط في التعبير عن اتجاهات التيارات داخل الحزب الواحد، هذا الوصف أيضاً غير موضوعي ولا واقعي، فكل الأحزاب "الإسرائيلية" بيمينها ويسارها ووسطها تعتنق الأيديولوجيا الصهيونية، وبينها قواسم مشتركة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر اتفاق كافة الأحزاب "الإسرائيلية" على أن تظل القدس "العاصمة الأبدية" والموحدة ل"إسرائيل" وكذلك رفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم وأراضيهم وغيرها من القواسم. صحيح أن بعض التعارضات الثانوية تنشأ في داخل الحزب الواحد وبين الأحزاب أيضاً لكنها، تعارضات/ اختلافات على ممارسة السلطة وليس خلافات على اعتناق الفكر. نتنياهو هو المزورْ الأكبر في التاريخ.

صحيفة الخليج الإماراتية

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية