ثورة القذافي والثورة الفلسطينية...بقلم : د. فايز أبو شمالة

الإثنين 03 أكتوبر 2011

 
ثورة القذافي والثورة الفلسطينية


د. فايز أبو شمالة


قال القذافي: ثورة! ولوّح بقبضته أمام الفضائيات. وقال أبو ماهر غنيم: ثورة، ورفع شارة النصر بعد أن سمحت له إسرائيل بالعودة إلى الضفة الغربية!.

مسكينة هذه الثورة، كيف تظل مستمرة، ويغمرها الشباب، وقادرة على الحمل والإنجاب، في الوقت الذي تساقط فيه شعر مفجريها وشاب؟ مسكينة هذه الثورة التي يمتطي صهوتها القذافي والقيادة الفلسطينية، وكأن المطلوب منها أن تظل غطاء، عديمة العطاء، تقبل بالتلقيح الصناعي والتنسيق الأمني بصمت وحياء.

قبل أن تقوم ثورة القذافي بأربع سنين، قامت الثورة الفلسطينية، ومنذ الفاتح وحتى اليوم مات الناس، وهلك الزرع، وضاعت فلسطين، وتغيرت المفاهيم، ولكن الثورة ما زالت ثورة، لقد قبلت بخمس فلسطين، ورضيت بتبادل أراضي الضفة الغربية مع المستوطنين، وفاوضت عشرات السنين، وما زالت ثورة، حتى حين عاد مفجرها الثائر أبو ماهر غنيم، ابن السبعين عاماً، عاد وفي رقبته سلسال من ذهب، عاد إلى فلسطين بعد أن نسق له المنسقون، وبعد أن سمحت له إسرائيل بالمرور، عاد الثائر ابن السبعين، ورفع يده بشارة النصر وقال: ثورة، وضم إلى صدره ابنه ماهر غنيم الذي صار وزيراً لجدار الفصل والمستوطنات، تخيلوا الثورة التي تصنع الوزراء، ويمر قادتها إلى فلسطين بعد التنسيق الأمني مع الإسرائيلي!

أي ثورة هذه يا معمر القذافي؟ ولماذا تصرون أن تسموا أنفسكم ثواراً؟ ثوار ضد من؟ ولصالح من؟ وبماذا تردون يا ثوار فلسطين في القرن الواحد والعشرين على الدم المسفوح قبل سنين؛ دم أولئك الأبرياء الذين تمت تصفيتهم بتهمة اللقاء مع ضابط المخابرات الإسرائيلي؟ ماذا تقولون يا ثوار، عن صنيعكم في أرض فلسطين بعد اثنين وأربعين؟

أي ثورة هذه التي تعيش أربعين عاماً يا قذافي، ولا تحقق أهدافها؟ أم أنكم تقطعون الطريق على كل من يفكر في التغيير، على افتراض أنكم قادة الثورة والتغيير، يحق لكم كل شيء، ويمنع على غيرك فعل شيء؟ يجب أن يحاكم القذافي على قيامه بثورة عمرها اثنين وأربعين عاماً، ولم تنتصر، ولم تصل لغاية، ولم تتوقف، ولم تراجع نفسها، ولم تحاسب أخطاءها، ويجب أن يحاكم قادة الثورة الفلسطينية على ستة وأربعين عاماً من الثورة لم يحققوا لفلسطين شيئاً، بل خسروا الأرض التي كانت موجودة قبل ثورتهم، وصار أبناؤهم وأحفادهم وزراء، وأثرياء، وأمراء، وهم يقولون: نحن ثوار، لو كنا وزراء لقذفنا بالوزارة في وجوهكم!

يا ثوار المكاتب، والمكاسب، يا ثوار الإدعاء والبلاء، يا ثوار الفنادق والخوارق، توقفوا عن ثورتكم التي أوردتنا الهلاك، وأعطوا شعبنا الفلسطيني ورقة الطلاق، كي يعرف طريقه، ويطحن دقيقة، وينشب حريقه في تاريخكم، وفي تاريخ إسرائيل، وفي مكاسبكم، وأموالكم، وامتيازاتكم، واستثماراتكم!.

مثل فلسطين كمثل ليبيا، إنها تنتظر ربيعها العربي، إذ ليس هنالك أعتق من القيادة الفلسطينية في المنطقة إلا مجرى نهر الأردن، الذي جف، وتوقف عن الجريان حزناً وغضباً على ضياع فلسطين.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية