جريمة جديدة في زنازين عباس.. ويقولون يا حوار

جريمة جديدة في زنازين عباس.. ويقولون يا حوار..بقلم مصطفى الصواف

الثلاثاء 16 يونيو 2009

جريمة جديدة في زنازين عباس.. ويقولون يا حوار

بقلم مصطفى الصواف
لا أدري ماذا تبقى من القول بعد كل الذي يجري في الضفة الغربية من جرائم قتل سواء عبر الملاحقة وإطلاق النار أو عبر التعذيب في زنازين محمود عباس، كما حدث أمس مع الشهيد هيثم عمرو من دورا الخليل، والذي اعتقل الخميس الماضي ليتم اغتياله وإعدامه أمس الاثنين، 15 حزيران، 2009؟!
 
لن أعتمد على رواية حركة المقاومة الإسلامية حماس ، والتي تتمتع بمصداقية عالية ومصدقة عندي وعند كثير من الناس، ولكن سأستشهد برواية الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والذي قدم إفادته لما شاهده على جثة الشهيد عمرو، وهذا ورد في بيان للمركز صدر عقب الجريمة البشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وعلى أيدي أدعياء الوطنية والانتماء لهذا الوطن، حيث قال في إفادته :" وأفاد باحث المركز الفلسطيني الذي شاهد الجثة قبل دفنها أنه لاحظ وجود علامات ازرقاق على الظهر، وبقع ازرقاق غامقة وكبيرة على الفخذين من الأمام والخلف، وازرقاق غامق جداً على الإليتين، وبقعة حمراء كبيرة على الإلية اليسرى، وبقع ازرقاق على الساقين والقدمين واليد اليسرى، مما يؤكد تعرضه للتعذيب".
 
هذه شهادة محايدة وليست رواية حماس الصادقة، وليست رواية الكذابين والدجالين ممن يرون أن الوفاة كانت نتيجة لمحاولة الشهيد الهروب والقفز من الطابق الثاني لمقر المخابرات في مدينة الخليل التي ارتكبت جريمة الإعدام في ملاكها وعلى أيدي جلاديها من رجالات دايتون، ثم يخرجون بمنتهى الوقاحة ويعلنون أن سبب الوفاة محاولة الهروب، وليس التعذيب الشديد الذي شوهدت آثاره في كل أنحاء جسد الشهيد وفق رواية المركز الفلسطيني والذي يطالب بلجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الجريمة وتقديم مرتكبيها إلى المحاكمة.
 
شكراً للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على جرأته وصراحته ومصداقيته التي لا نجدها في أي من المراكز الأخرى والتي نتمنى أن تتمتع بما يتمتع به المركز الفلسطيني، ولكن نطمئن المركز الفلسطيني بأنه لن تكون هناك لجنة، ولن يكون هناك تحقيق، لأن المجرم ارتكب جريمته عن سبق الإصرار والترصد وبأمر من قيادته العليا المتمثلة بمحمود عباس، وهو المطلوب محاكمته على هذه الجريمة البشعة.
 
إذا كان هذا هو الحال في الضفة التي تخضع لـ محمود عباس وأجهزته الأمنية التي يتولى قيادتها العليا ويشرف عليها الأمريكي دايتون، اعتقالات وتعذيب على مدار عامين في الضفة الغربية، إعدامات في زنازين التحقيق نتيجة التعذيب كما حدث مع مجد البرغوثي ومحمد الحاج وهيثم عمرو، وإعدام بعد ملاحقة ومحاصرة في قلقيلية مرتين، ثم يتحدثون عن الانقسام وضرورة الحوار، حتى باتت هذه الجمل مثار سخرية وتهكم في الشارع الفلسطيني، كيف يراد للحوار أن يمضي نحو تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام شلال الدم ينزف كل يوم؟!
 
نعم للحوار ألف ألف مرة، ولكن لا تجعلونا "كالديابة" في مثلنا الفلسطيني " قالوا لـ الديب بدنا نراعيك الغنم، فأخذ يبكي، وعندما سئل لماذا تبكي؟ قال الديب بأبكي على الصحيح"! هذا الصحيح المفقود، الذي نبحث عنه منذ اللحظة الأولى لإعلان النية لعقد الحوار، هذا الصحيح كان مفقودا في الدعوة، ومفقودا من راعي الحوار، ومفقودا من محمود عباس وحركة فتح، ومفقودا من العالم الظالم.
 
إلى كل الراغبين في الحوار، رغبة حقيقية وعلى رأسهم حركة حماس، نقول لكم: إن محمود عباس ومن سرق حركة فتح لا يريدون حوارا، قلناها وسنقولها ولن نمل طالما الوقائع على الأرض تثبيت ذلك، ومثال لازال حيا، وحدث يوم السبت الماضي عندما حاصرت عناصر الوقائي أعضاء المجلس التشريعي من حركة حماس في بيت لحم، وجلسة الحوار بين فتح وحماس منعقدة في رام الله، هل هذه العناصر لا تعرف أن هؤلاء هم أعضاء المجلس التشريعي، كما ادعوا ذلك يوم أن اعتقلوا النائب الدكتور محمود الرمحي، في الأسبوع الماضي؟!
 
ثم نقول "حوار"، ونقول "انقسام"، ونقول( يا تلحقوا يا ما تلحقوا) القضية الفلسطينية في خطر، والجميع يعلم أين يكمن الخطر، هل هو في حماس التي نادت وتنادي بالحوار على قاعدة مصالح وحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني؟! أم في عباس وحركة فتح التي تدعي الحوار على قاعدة الاعتراف بإسرائيل وشروط الرباعية الدولية، أو تحت سيف الضغط المصري لإثناء حماس عن ثوابتها ودعم عباس وفتح والتساوق مع تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع أوباما والإدارة الأمريكية، وما تحدث به نتنياهو أول من أمس بكل وقاحة وعنصرية وعلى المكشوف خير دليل.
 
نريد أن نحكم ديننا أولا، ثم عقولنا، ونقرأ الواقع بشكل كامل قبل أن نستجيب لدعوة مصرية هنا أو هناك، ونحن نعلم حقيقة المواقف والنوايا، ونقول مرة أخرى: نعم للحوار ولكن على قاعدة مصالح شعبنا وحقوقه وثوابته ولا اعتبار لأي أمر آخر، وهذا العالم لن يقدم أو يؤخر، فالأمر كله بيد الله، مصداقا لقوله تعالى [ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الإنفطار : 19]
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية