جماهير فتح وطاقاتها المعطلة ... بقلم : أحمد أبورتيمة

الجمعة 04 يناير 2013

جماهير فتح وطاقاتها المعطلة

أحمد أبورتيمة

لم تهمني السياسة يوماً مثلما يهمني الإنسان، ولا تعنيني القيادات الصنمية الشائخة المنتصبة كالتماثيل كما يعنيني نبض الشعب الحي القادر على التجدد الدائم والإبداع.

هذه المرة قررت تجاوز القوالب الرسمية والمناظير السياسية، ونزلت إلى الشارع لأخالط نبض القاعدة الفتحاوية مباشرةً في خروجهم الأول من بيوتهم منذ ست سنين..

سرت ماشياً على قدمي لمسافة تزيد على الخمسة كيلومترات وأنا أتفرس في وجوه الغادين والرائحين رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، أريد أن أقرأ ملامح الوجوه ولغة العيون التي لا تخطئ..

أمعنت النظر فيهم واحداً بعد الآخر فإذا هم أناس مثلنا تماماً يضحكون ويبكون، ينبضون بالمشاعر والأحاسيس، لكل واحد منهم قصص وذكريات، وفي عيني كل واحد ألم وحلم..

أعلم أنني أذكر شيئاً بدهياً جداً إلى درجة الإضحاك، لكننا كثيراً ما ننسى أبسط الحقائق فنحتاج إلى من يذكرنا بها..نعم لقد اكتشفت أنهم أناس مثلنا تماماً..

هذا القطاع العريض من الشعب النابض بالمشاعر والحيوية مغيبون في بيوتهم منذ ست سنين لا يساهمون شيئاً في صناعة المجتمع، يتقاضون رواتبهم ولا يعملون، قد تعطلت طاقاتهم وحيدت إمكانياتهم، فأي خيبة تحل بمجتمع تتعطل نصف طاقاته فيصيرون عالةً يحملهم المجتمع بدل أن يحملوه..

لقد حل بنا الانقسام البغيض فأقام هذه الحواجز النفسية المنيعة حتى أنها أنستنا كم نحن متشابهون في إنسانيتنا وفي آلامنا وأحلامنا وفي قضيتنا ومصيرنا المشترك..

كيف لهذه الحواجز البغيضة أن تتهدم وكيف للنسيج المجتمعي أن يعيد التحامه وكيف لهذه الطاقات المعطلة والأشواق الجارفة أن تتفجر في اتجاه إيجابي يعود بالنماء والازدهار على الوطن بدل أن تتبدد بالفراغ القاتل أو بمظاهر احتفالية خالية من أي مضمون..

لقد ذكرنا خروج عشرات آلاف الجماهير للمرة الأولى منذ ست سنوات كم تضم جدران البيوت من طاقات معطلة، وكم كان الانقسام بغيضاً حين غيب عن اهتماماتنا مصلحة الوطن والمجتمع وأغرقنا في استنزافات فصائلية محزنة أهدرت الكثير من الوقت والجهد فيما لا طائل من ورائه..

أختم بما قد بدأت به وهو أنه لا تهمني القيادات الشائخة بقدر ما يهمني نبض الجماهير الحية، وإذا كنت على قناعة بأن وظيفة فتح التاريخية قد انتهت فإن هذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي لا يربطها بفتح أكثر من الحنين إلى الماضي والرغبة في الانتماء لجماعة يجب أن نكسبها ونضع الخطط الجادة لذلك لأنها تمثل مادةً خاماً وعناصر أوليةً يمكن أن يستفاد منها في صناعة صيغ اجتماعية جديدة أكثر حيويةً فتتوجه الطاقات في مشاريع مفيدة تحقق الخير للوطن والإنسان..

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية