جيش لحد الفلسطيني ... بقلم : إسلام علي

الأربعاء 26 سبتمبر 2012

جيش لحد الفلسطيني

إسلام علي

مقالي هذا يُقسم إلى قسمين، الأول تشريح لواقع السلطة وأنا اعرف أن كل ما سأكتبه معروف لدى الجميع ولكن وجب ذكره لتذكير من نسي ولتعريف من لا يعرف، والقسم الثاني رسالة إلى هذا الجيش قبل فوات الأوان وقبل أن تحين اللحظة اللحدية كما في جنوب لبنان.

هذه السلطة هي مولودة سفاحة لعلاقة غير شرعية بين من اختطف ثورة ودماء الشعب الفلسطيني وتضحياته منذ عام 48 وبين مسخ الكيان الصهيوني، فكان من الطبيعي أن يكون هذا المولود بهذا الانحطاط العجيب.
نبدأ هنا بذكر سلسة نتائج تصرفات هذا المولود غير الشرعي وكما تعلمون هذا النوع من المواليد ( أولاد الحرام ) تصرفاتهم كارثية.

أولا، بقدرة قادر تقلصت أراضينا من فلسطين كاملة إلى 28% من الأراضي التي اتفق عليها أصلا في أوسلو العار،هذا يعني أنه وبعد الاتفاق حصلنا على 28% منه وليس على ارض الواقع بل على الورق.

ثانيا، تحول هذا المولود غير الشرعي إلى جهاز امني جديد تحت إدارة الاحتلال عن طريق التنسيق الأمني، بمعنى أن الاحتلال قام بتوفير قيمة فاتورة الاحتلال وحملها على أكتاف الأجهزة اللحدية الفلسطينية وبذلك أصبح الشعب الفلسطيني أول شعب يرزح تحت الاحتلال وبنفس اللحظة يدفع فاتورة تكاليفه من جيوب الشعب في أطول احتلال عرفته الشعوب، ونقلا عن الصهيوني دوف فايسغلاس، مساعد سابق لشارون قوله، إن اتفاق أوسلو كان أفضل فكرة عبقرية في تاريخ " إسرائيل " لأنه أبقى على الاحتلال وتخلص من تكاليفه التي نقلت لكاهل الشعب الفلسطيني والدول المانحة، وبالتالي جعل الاحتلال مربحا، فنسبة 37% من ميزانية السلطة البالغة 2.4 مليار دولار تذهب لتعزيز أجهزة الأمن و التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي الذي دافع عنه عباس حتى يوم أمس، و الدول المانحة لا تفهم لماذا عليها دفع أكثر من 700 مليون دولار سنويا لحماية امن إسرائيل.كما أن الدول المانحة تعرف بالأرقام و الحقائق أن نسبة 10% من ميزانية السلطة تذهب مصاريف و ميزانيات ضخمة لتغطية حياة و بذخ و سفريات و قصور و لوحات و تحف، و جزء لا باس به من ال " 240 مليون دولار " يستقر نقدا في حسابات سرية.

ثالثا، على ارض الواقع السلطة الفلسطينية هي استثمار لمن يديرها فحجم الفساد عجيب جدا بحيث أن كل المعونات والمنح الدولية والمشاريع دائما تصل في نهاية المطاف إلى أفق مسدود، ولكنه مثقوب بثقب يهرب هذه الأموال إلى عصابة الفساد في جيش لحد الفلسطيني.

رابعا، تم تفريغ هذه الأجهزة اللحدية من أي ولاء أو انتماء سوى للراتب والميزات المرتبطة بهذه الوظيفة الشيطانية، وهنا كلمة حق لا بد أن تقال أن حركة فتح تم اختطافها من قبل هؤلاء اللحدية واستغل اسمها الوطني في تغطية كل جرائمهم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، لكن لا يمكن إخلاء طرفها من هذه المسؤولية الوطنية فكان من باب أولى على شرفاء فتح إنهاء هذه الزمرة الفاسدة العميلة للمحتل تحت ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الذي يذكر في قانون القضاء الثوري للمنظمة والمعمول به حتى الآن في المادة 140 " يعاقب بالإعدام كل فرد ألقى سلاحه أو ذخيرته أو عدته بصورة شائنة أمام العدو، تخابر مع العدو أو أعطاه أخبارا بصورة تنطوي على الخيانة أو أرسل إلى العدو راية المهادنة عن خيانة أو جبن، أمد العدو بالأسلحة أو الذخيرة أو المؤن أو آوى أو أجار عدوا ليس بأسير وهو يعلم أمره، قام عن علم منه أثناء وجوده بالخدمة بأي عمل من شأنه أن يعرض للخطر نجاح أية عمليات تقوم بها قوات الثورة أو أية قوات من القوات الحليفة".

خامسا، هذا المسخ اللحدي لا يختلف عن باقي الأنظمة العربية سوى بشيء واحد وهو انه فاقهم عمالة وخضوعا للمحتل الإسرائيلي وهذا كله تحت حجة المعاهدات الدولية والواقعية وبعد النظر والمعارك السياسية، لا اعرف من أقنعهم بأنهم يستطيعون هزيمة إسرائيل سياسيا، كل أبجديات السياسة تعرف أن القوة هي من تفرض السياسة وليس الدفاع السلبي.

كل ذلك يتلخص بوجوب إعادة هذا المولود إلى أبويه الحقيقيين، ورفع تكلفة حياته عن كاهل الشعب الفلسطيني أو إعدامه عقابا على تصرفاته الكارثية بعد أن أتم العمر القانوني منذ 1993.

بعد أن ملئنا الدنيا صراخا كشعب فلسطيني عن عدالة قضيتنا، وعلمنا شعوب الأرض معنى الثورية، وأصبحنا رمزا لها، لم أكن أتوقع أن نصبح سياقيين للوراء، فلم يذكر التاريخ يوما شعبا ساعد على بقاء الاحتلال الا انتم، وهذه الجريمة انتم السباقون إليها وتحسب لكم في ميزان تفوقكم الشيطاني، وفي ديننا الإسلامي وكل شرائع الأرض والشعوب هي خيانة كبرى تستحق الإعدام لمرتكبيها.

نصيحتي لكم التوبة من هذه الجريمة والعودة عنها قبل فوات الأوان، فلن تكونوا أقوى من الأنظمة العربية التي اقتلعتها شعوبها من جذورها ولن تحميكم إسرائيل من بركان الشعب الغاضب، فوالله إن حانت اللحظة اللحدية ليكون ذبحكم أحب إلى شعبكم من ذبح اليهود، فلا عهد ولا ذمة لمن باع شرفه ووطنه وشعبه بعرض من الدنيا، لن نسامحكم على استباحة حرمة بيوتنا واعتقال أبنائنا المجاهدين وتدمير نسيج الشعب الفلسطيني في سبيل إرضاء الكيان الصهيوني.

" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية