جيل العودة.. جيل التحرير!
لمى خاطر
مئة ألف طالب وطالبة هو تعداد الفئة المستهدفة بالمخيمات الصيفية التي تنظمها حركة حماس في قطاع غزة، والتي أطلقت عليا (مخيمات جيل العودة)، وخُصصت لطلبة المدارس الأساسية في القطاع، يضاف إليها 20 ألفاً انتظموا في برنامج حفظ القرآن الكريم (تاج الوقار)، الذي ينظّم للسنة الخامسة على التوالي.
أي أن هناك 120 ألف طالب وطالبة انخرطوا في النشاط الصيفي لهذا العام، ضمن برنامج شامل، ومتنوّع الجوانب، ويبدو –من خلال المتابعة- أنه قد تم الإعداد له بشكل جيد، ففي مخيمات جيل العودة تتكامل البرامج التربوية والوطنية والتكافلية والترفيهية، مع نشاطات تهتم بالبيئة وزراعة الأشجار وغير ذلك.
ولعلّ متابعة عن بعد للمخيّمات –رغم أنها ما تزال في البداية- يبيّن حجم الجهد المبذول لإخراجها بهذه الصورة المتكاملة، كما يُبيّن اعتناء حركة حماس بالجيل الشاب، والحرص على إذكاء جذوتي العقيدة والوطنية في نفسه، في وقت بات يُشكّل فيه طول أمد الاحتلال تهديداً لمتانة انتماء الأجيال لقضيتها واهتمامها بثوابتها، وانحيازها لثقافة المقاومة وتجذر مفهوم العودة والوطن الكامل في ذهنها!
غير أن حالة المقاومة كخيار أعلى التي جسّدتها حماس منذ نشأتها، وظلّت تؤكدها حتى بعد حكمها غزة، من الطبيعي أن تتجلى في الوعي الجمعي حيث تعمل الحركة وتنجز بعيداً عن الملاحقة اليومية الشرسة من قبل الاحتلال أو أدواته الداخلية. مثلما أن حالة المصداقية تلك تم ترجمتها إلى برامج عملية داخل المجتمع وتستهدف الشباب وطلاب المدارس، بهدف إبقاء حالة التناسق في الوعي والأولويات بين المستويين الرسمي والشعبي.
الغريب هنا؛ أن مثل هذا النشاط الوطني الكبير في معانيه العامة كما في برامجه الخاصة لم يحظَ بإشادة أو إشارة من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية، وخصوصاً تلك التي لا تفتح نافذتها على غزة إلا لنقل أجزاء لصورة سوداوية تمعن في التركيز عليها والمبالغة في تعميمها.. بحيث يبدو للمتابع العادي أن غزة ليست سوى شرطة آداب تجتهد في قهر الحريّات أو ملاحقة غير الملتزمين (دينيا)!
صحيح أن العثرات التي تنتاب وضع الحكومة في غزة أو جهازها الأمني تتطلب مراجعة وتصويباً بشكل مستمر، ولكن لا يجوز اختزال وضع غزة في خانتها. ففي غزة صور مشرقة متعددة، ومخيمات جيل العودة منها، حيث العمل على إبقاء نبض نداء التحرير مستمرّا، في وقت يراهن فيه الاحتلال على ارتكاس إرادة المقاومة في وعي الجيل الجديد، وعلى مسخ هويته الوطنية وتحويله عن هدفه الكبير وإغراقه في الجزئيات.
إن هذه الرسائل التي تطلقها مخيمات جيل العودة مبشّرة وجديرة بالتأمّل، فعدّة التحرير لا يمكن أن تستند إلى مبادرات فردية متفرّقة ومشتتة، ولا إلى شعور وطني موسمي وطارئ، وحيثما اكتملت مفاهيم الوطنية واستحقاقاتها في أذهان الأجيال، يمكن توقّع وارتقاب التغيير الحقيقي وملاحظة بداياته أو إرهاصاته, وحيثما كانت الإرادة السياسية متحررة من الإملاءات ستكبر غراس مشروعها، ولن تتيه بوصلة نمائها أو تحيد عن هدفها الكبير.
لمى خاطر
مئة ألف طالب وطالبة هو تعداد الفئة المستهدفة بالمخيمات الصيفية التي تنظمها حركة حماس في قطاع غزة، والتي أطلقت عليا (مخيمات جيل العودة)، وخُصصت لطلبة المدارس الأساسية في القطاع، يضاف إليها 20 ألفاً انتظموا في برنامج حفظ القرآن الكريم (تاج الوقار)، الذي ينظّم للسنة الخامسة على التوالي.
أي أن هناك 120 ألف طالب وطالبة انخرطوا في النشاط الصيفي لهذا العام، ضمن برنامج شامل، ومتنوّع الجوانب، ويبدو –من خلال المتابعة- أنه قد تم الإعداد له بشكل جيد، ففي مخيمات جيل العودة تتكامل البرامج التربوية والوطنية والتكافلية والترفيهية، مع نشاطات تهتم بالبيئة وزراعة الأشجار وغير ذلك.
ولعلّ متابعة عن بعد للمخيّمات –رغم أنها ما تزال في البداية- يبيّن حجم الجهد المبذول لإخراجها بهذه الصورة المتكاملة، كما يُبيّن اعتناء حركة حماس بالجيل الشاب، والحرص على إذكاء جذوتي العقيدة والوطنية في نفسه، في وقت بات يُشكّل فيه طول أمد الاحتلال تهديداً لمتانة انتماء الأجيال لقضيتها واهتمامها بثوابتها، وانحيازها لثقافة المقاومة وتجذر مفهوم العودة والوطن الكامل في ذهنها!
غير أن حالة المقاومة كخيار أعلى التي جسّدتها حماس منذ نشأتها، وظلّت تؤكدها حتى بعد حكمها غزة، من الطبيعي أن تتجلى في الوعي الجمعي حيث تعمل الحركة وتنجز بعيداً عن الملاحقة اليومية الشرسة من قبل الاحتلال أو أدواته الداخلية. مثلما أن حالة المصداقية تلك تم ترجمتها إلى برامج عملية داخل المجتمع وتستهدف الشباب وطلاب المدارس، بهدف إبقاء حالة التناسق في الوعي والأولويات بين المستويين الرسمي والشعبي.
الغريب هنا؛ أن مثل هذا النشاط الوطني الكبير في معانيه العامة كما في برامجه الخاصة لم يحظَ بإشادة أو إشارة من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية، وخصوصاً تلك التي لا تفتح نافذتها على غزة إلا لنقل أجزاء لصورة سوداوية تمعن في التركيز عليها والمبالغة في تعميمها.. بحيث يبدو للمتابع العادي أن غزة ليست سوى شرطة آداب تجتهد في قهر الحريّات أو ملاحقة غير الملتزمين (دينيا)!
صحيح أن العثرات التي تنتاب وضع الحكومة في غزة أو جهازها الأمني تتطلب مراجعة وتصويباً بشكل مستمر، ولكن لا يجوز اختزال وضع غزة في خانتها. ففي غزة صور مشرقة متعددة، ومخيمات جيل العودة منها، حيث العمل على إبقاء نبض نداء التحرير مستمرّا، في وقت يراهن فيه الاحتلال على ارتكاس إرادة المقاومة في وعي الجيل الجديد، وعلى مسخ هويته الوطنية وتحويله عن هدفه الكبير وإغراقه في الجزئيات.
إن هذه الرسائل التي تطلقها مخيمات جيل العودة مبشّرة وجديرة بالتأمّل، فعدّة التحرير لا يمكن أن تستند إلى مبادرات فردية متفرّقة ومشتتة، ولا إلى شعور وطني موسمي وطارئ، وحيثما اكتملت مفاهيم الوطنية واستحقاقاتها في أذهان الأجيال، يمكن توقّع وارتقاب التغيير الحقيقي وملاحظة بداياته أو إرهاصاته, وحيثما كانت الإرادة السياسية متحررة من الإملاءات ستكبر غراس مشروعها، ولن تتيه بوصلة نمائها أو تحيد عن هدفها الكبير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية