حديث في أزمة الكهرباء في الضفة
علاء الريماوي
لم يتورع ليبرمان في ساعة انس اقامها ليلة أمس مع اعضاء حزبه من اطلاق تهديد صريح حول اغراق الضفة في الظلام مالم تدفع ديونها لشركة الكهرباء القطرية.
حديث ليبرمان جاء على خلفية تقارير موسعة تحدثت عن أن دافع الضرائب الإسرائيلي يساهم في دفع فاتورة الكهرباء الفلسطينية مما جعل نائب في الكنيست يدعو للتحقيق مع الحكومة الإسرائيلية في هذا الملف.
حديث الكهرباء وأزمتها ذكرني بإجتماع لشركة كهرباء القدس منذ اعوام ( التي تتحمل عبئ الازمة الحالية ) والذي كان يهدف الى انتخاب مجلس إدارة الشركة.
مجلس الإدارة حينها حرص على رفاهية حضور في فندق ضخم مع مقبلات قال عنها بعض الحاضرين " رشوة لاجل التحكم ".
كعادة الانتخابات في مثل هذه المؤسسات يحرص الناس على (الكولسة، الوشوشة، والتعريه وحرق الخصم ).
دخلنا القاعة وإذا بجماعة محسوبة على مجلس الادارة تلقفتنا هامسة " تتعبوش حالكم الأمور محسومة إحنا من سيفوز "
حكاية الفوز في مجلس إدارة الشركة ليس معقدا بل بسيط تستطيعه اطراف متنفذة نجحت منذ سنوات في حصد توكيلات عن بعد لعدد من أصحاب الاسهم الذين يحق لهم الاقتراع.
جلسنا في القاعة وبدأت مراسم اليوم من خلال عرض للتقرير السنوي المالي والاداري، والذي فجأة تحول الى معركة بين أطراف نزاع في الشركة ومراكز قوى شاهدنا فيها طرد لبعض من قاعة الفندق.
حديث الجلبة والاتهام هذا سجلت منه نقاط وجب التأكد منها عبر المؤسسات المختصة والتي قد تعطي مؤشرا لفهم حجم الإنهيار في الشركة والتي نخلصها بالاتي.
1. السيطرة على الشركة من قبل جماعة بطرق غير شرعية وملتويه.
2. إتهام بالفساد المالي وإهدار للموارد بشكل واضح ومحدد.
3. عقد صفقات شراء بمبالغ كبيرة لمولدات تالفة.
4. اشراك إسرائيلي في ادارة الشركة.
5. الحديث عن مواطن خلل في مستويات مختلفة.
هذه الاتهامات التي تقاذفها الحضور مع مجلس الادارة والتي رد عليها بطرق مختلفة، والتي برأي الشخصي تحتاج الى جهات مسؤولة للوقوف عليها والتحقيق في محتواها كي يرتاح المواطن من عناء التفكير في النتائج.
في الحديث عن أزمة شركة كهرباء القدس كثير يمكن التنويه اليه، كعدم دفع المخيمات للفاتورة، وتأخر تسديد فاتورة السلطة، وغيرها من امور التعدي على الشبكة.
ولكن الأهم الذي يجب أن يتناوله صاحب القرار في البلد، هو فتح ملف الشركة، ومناقشته، ومن ثم أخذ التدابير اللازمة لمنع انهيار سيتسبب بحرمان ربع سكان الضفة من الكهرباء.
في الختام : سالني زميل عن أي المواضيع سأكتب اليوم، أجبت الكهرباء في الضفة، ضحك وتمتم في نفسه وأسمعني، ويح الايام حين تدور كنا نكتب عن ظلام غزة واليوم نخشى من تكرار المشهد في الضفة، جيد هذا حتى يعلم القادة أن الفلسطيني تحت الاحتلال واحد، وأن فاتورة الرفاهية المقدمة لا تعطى الا بمقابل التخلي عن الوطن.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية