حركة فتح في تفكير المؤسسة الإسرائيلية( 2 )
علاء الريماوي
في الحلقة السابقة تحدثنا عن تعاطي المؤسسة الإسرائيلية مع حركة فتح من خلال التطور الزمني لعمر الحركة والذي انعكس بدوره على البنية التنظيمية والدور المنوط بها.
في فتح ظلت البنية التنظيمية تعيش مخاض الانشقاقات لكن ظلت الحركة الأم قادرة على الصمود لنجاح الرئيس الراحل ياسر عرفات في بناء منظومة سيطرة على الحركة وعلى منظمة التحرير جعلت قبلة الدعم المالي والسياسي مكاتب الحركة المنتشرة في أكثر دول العالم.
هذا الانتشار الكبير أكسب الحركة حيوية الفعل لكن أدخلها في ميزان عدم الصفاء التنظيمي والذي ساهم في فرز واضح في بنية الحركة من خلال جناح مقاتل عاش ظروف الجبهة فقاتل وأبدع، وشق آخر عاش ترف الانفتاح وبذخ الحياة المترفة وفتح العلاقات مع دول ومؤسسات نجحت في ترسيخ ظاهرة المحاور في الحركة.
العام 78 كان الأهم بالنسبة لبنية المقاومة الفلسطينية من خلال القدرة العسكرية، ومدى تسلحها، والأهم قدرة بناء قواعدها على أرض لبنان وحركة تحالفها مع قوى التحرر في العالم.
هذا الوضع جعل (إسرائيل) تعيد التفكير في طريقة المواجهة مع منظمة التحرير واتخذت القرار بضرب قواعد المقاومة الفلسطينية العسكرية والجيش السوري في عملية قادها أرئيل شارون في العام 82 نجح الأخير فيها بتحقيق اتفاق من خلال حكومته كان بداية الإرتكاسة للحركة الوطنية والذي قضى بخروج 10 آلاف مقاتل فلسطيني من لبنان، مما وفر فرصة مهمة لاتخاذ قرار آخر، وهو البدء في ضرب البنية المجتمعية للمقاومة من خلال حرق المخيمات الفلسطينة على يد قوى لبنانية متحالفة ومدعومة من دولة الاحتلال نفذت مجازر صبرا وشاتيلا.
هذا العمل جاء في سياق مهم فقدت فيه فتح ومنظمة التحرير مصر بعد توقيع السادات إتفاق كامب ديفيد مع ( إسرائيل) ثم انكسار الحلف الإستراتيجي مع سوريا التي لم تكن في حالة وفاق مع حركة فتح،و الأهم كان في عمق الخلاف الداخلي الذي شق الحركة في العام 1983 على يد العملة وأبو موسى مما أدخل الحركة في خصومة داخلية بالسلاح.
في ذروة هذه المعطيات كان الحصار قد أحكم على حركة فتح والتي كانت قد خسرت أيضا من العام 1970 الأردن بعد ما عرف بأيلول الأسود وظهور ما يعرف بالعلاقة الأردنية ( الإسرائيلية ).
هذا الواقع فرض على الرئيس عرفات خروجا مع المقاومة إلى دول المغرب العربي، الجزائر، ليبيا، مما جعل البنية التنظيمية في الحركة مضطربة مما انعكس على دور الحركة من خلال الإستخدام الكبير في الخلافات العربية الداخلية والتي زادت من العبء على الفلسطيني وتحديدا على حركة فتح.
المؤسسة الإسرائيلية كانت ترقب هذه التطورات عن قرب وتتابع مسار التطورات على الساحة الفلسطينية من خلال أطراف عديدة، في المقابل كانت بعض قيادات حركة تفتح علاقات مع دول ومؤسسات وشخصيات قريبة من الاحتلال حيث تشير بعض الأوراق الإسرائيلية عن منتصف السبعينيات.
هذا الحديث في مجمله أثمر بعض التحركات الدولية والتي يمكن تلخيصها عبر النقاط الآتية:
1.مشروع الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان) في سبتمبر 1982 وهو لا يختلف عن ما جاء في اتفاقية كامب ديفيد في شقها الفلسطيني.
2.مشروع فاس ,وهو مشروع طرحه الأمير فهد وتبناه مؤتمر القمة في مدينة فاس6_9 أيلول 1982 .
3. مشروع بريجنيف للسلام 1982 ويمثل التصور السوفييتي للتسوية .
4. مشروع الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية 1984 _1985 .
5. مشاريع التسوية من 1987_2000 و مشروع بيل كلينتون للتسوية.
هذه المشاريع خلقت لدى الحركة مجموعة من التحولات المهمة التي سنتناولها في الحلقة القادمة إن شاء الله.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية