حضرة السيد الهباش قررت أن أكتب لك / بقلم : النائب محمود الخطيب

حضرة السيد الهباش قررت أن أكتب لك / بقلم : النائب محمود الخطيب

الثلاثاء 10 أغسطس 2010

حضرة السيد الهباش قررت أن أكتب لك



بقلم : النائب محمود الخطيب



لأن الدين النصيحة ، ولأنني سمعت من أحد مقربيك أنك تحب الإسلام ولكن...، ولأننا سنذهب عما قريب لنقف أمام المولى، لأجل ذلك ولغيره ولا سيما تلك الرؤيا التي رآها لك أحد الشباب الصالح والذي لا ينتمي لأي فصيل فقلت لما حدثني: يا ويح ثعلبة .


وعبثا حاولت أن أوصل تفاصيلها لك لكن أحدا لم يحملها اليك، وتأخر القلم لأكثر من شهرين ثم شاهدتك في خطبة الجمعة تمدح وتذم وتهاجم فتوى القرضاوي بعنف، وقبلها تابعتك فكنت عنيفا في تصريحاتك وخطبك وموقفك تجاه الآخرين فقلت في نفسي ما اغناك عن هذا أيها الرجل، ولماذا رضيت نفسك أن تحمل هذا العبء الثقيل؟ ولماذا لم تمر على الكرسي كما مر غيرك دون أن تتجه لك ألانظار ويكتب التاريخ شيئاً.


دور لعبته كبطل، ولم تعلم أن البطل سينتهي دوره حين انتهاء المسلسل، لكن دوره هذا لن ينسى من الذاكرة، لأن الناس لا تختزن ذاكرتهم سوى أشخاص لهم أدوار أثرت في كيانهم وهذا الدور لا يقدم لك شيئا، ولن يؤخر في مسير العاملين شيئا، إن الستار سيسدل على أخر فصول المسرحية عما قريب ... ثم ندخل القبر عما قريب...


وأنا بعد هذه المقدمة أعتقد أن من حقك أن تتبنى المنهج الذي تريد، إن في الفصائل أو المذاهب الفقهية طالما أنك تدعم ذلك بالدليل دون المصلحة أو حظوظ النفس، وهذا ما أتبناه وأدين الله به ولا أتعصب لأحد أبداً إنما أتعصب للدليل وروح الدليل ومنطقه وفقهه وواقعيته فلأن كان أحب العلماء إلى قلبي فقها العلاقة القرضاوي ,لكن من حقي ألا أتبنى آراءه جملة لأنني حينها سأنقله إلى مرتبة العصمة، وأغلق على عقلي وقلبي ما أعطاني ربي من هبة التدليل، وقد خالف ابن تيمية العلماء في جملة أمور، وهو من أحبهم إلى قلبي . وكذلك أحب من يعمل للإسلام لكنني أعتقد أنه لايحق لأحد أن يحتكر الاسلام وأن أي جماعة تعمل للإسلام فهي جماعة من المسلمين لا جماعة المسلمين ولأن الإسلام فوق أن ينتظم في جملة عقول بشرية تغلق على الأخرين اجتهادهم وعقولهم ، وتدخلهم بعد ذلك النار، وأعتقد أن هنالك أحزاباً وهيئات وأشخاصاً وصلت إلى مرتبة (الرمز) واذا كانوا كذلك فالاشارة اليهم على الرغم من مخالفتهم يجب أن تكون مهذبة لأن أحداً ليس فوق المراجعة ولأن أحداً ليس دون أن يراجع ولا يعرف الفضل لأهل الفضل الا ذوو الفضل ولكن ما هكذا تورد يا سعد الابل.


أما اذا وصف الطائي بالبخل مادر
وعير قسا بالفهاهة باقل
وطاولت الأرض السماء سفاهة
وقال الدجى للصبح لونك حائل
فيا موت زر ان الحياة مريرة
ويا نفسي جدي ان دهرك هازل
ولنا على كلامنا قول عمر لرجل : أترد على ابن مسعود


واذا كان الحبيب يشير وهو على المنبر للمخطئين بقوله :(ما بال اقوام ) فما بالك بالكبار؟ إن الكبار لا يرد عليهم فكيف بالرموز ؟ ثم أنت تمدح الرئيس وتهاجم بشدة ؟ وأنا لا اريد منك ذم الرئيس فهلا ساويت بين الرجلين حتى تنصف ؟


وجاءت سكرة أخرى ....


قائمة ممنوعات من حضرتكم بحجة البدعة أو شيء آخر وأنا لا أريد أن اناقش الموضوع فقها فالدعوة مرفوضة شكلا ’والقاضي يرفض النظر اليها ، لأن المحكمة لا تنظر الا في مفاصل الامور وجوهرها.


هي محكمة تقول: إن من يتحدث عن طهارة المياه وأرضه منجسة بالاحتلال ترد دعواه .. وهي محكمة تقول إن من يتحدث عن بدع المساجد ويترك الحديث عن البدع الجوهرية والتي تنقض اصل الاسلام لا تنظر المحكمة دعواه .


ولكنني اقول ما قال الغزالي :صور غيرنا الخيرات في باطن الارض وشرعوا يستخرجون السائل والجامد، وسالت فوق ثبج البحار بوارج عملاقة ما رأينا شيئاً منها في موانئنا الجميلة . وبعض شطارنا العلماء ما زال يفتي بأن التسبيح على المسبحة بدعة .


ضج الناس كثيرا لقائمة ممنوعاتك الأخيرة فهلا رجعت عنها ؟ هم دائموا الحديث عن ذلك الامر، لقد كان ليوم الجمعة رونق خاص انطفأت شمعته ، وكنا نتبع الجنائز .لعظيم العرض المقدم من الاسلام عليها ,فلم يعد الناس يستطعون حضورها ويتذمرون لذلك ، وكان لرمضان بريق في تلاوة القرآن قبل الفجر وقبل المغرب لانه يشعر بشيء ما فما عاد كذلك .


لقد اخترت لنفسك بقائمة الممنوعات الجديدة أن تكون عند أحسن أحوال الظن بقرارك في أضيق مذهب عرفه الاسلام وهو ما يسمى بالسلفية اذ لا تشكل من مجموع المسلمين سوى 5% .


فهي وإن ناسبت بيئة الصحراء والحر إذ هنالك الوقت المديد للجلوس في الغرف المكيفة ليناقشوا جزئيات المسائل، وهو ما أقول أنه فقه الأوراق، لكنها لا ولن تناسب بيئة بلاد الشام المتحركة الثائرة والتي لا تستطيع أن تجلس في الغرف لنقاش جزئيات المسائل اذ هنالك القضايا الضخام والتي حسمت الشام أمرها بانها ليست بحاجة الى نقاش بل الى عمل، فأنت في جانب الفقه في أضيق أبوابه ومذاهبه فكيف أنت في جانب السياسة ؟


لقد أحرجك د.الرمحي مرة فقال لك :ماذا أنت في الحالة الفلسطينية وماذا تمثل؟ وكان ردك باهتا لشي تعرفه جيداً.


فلا أنت في جانب الدين في حالة (شعبية ) ولا في السياسة بأفضل؟ لقد اخترت لنفسك.وباختصار ثوبا ليس لك ، واخترت كذلك أن تدحض مخالفيك بالصورة والصوت بل وبمكبرات الصوت دون كبير تدقيق، وأما أنا فأقول لك:"وما ابتدعنا، ولكن شبه لهم" .


وما كنت لألبس إلا الثوب الذي ألبسني إياه ربي، وأنصحك بعد ذلك أن تحمل عصاك على كاهلك، وترحل الى ربك مبكراً، وأن تقوم عن كرسيك لربك مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة .


وتذكر حينما دخل احد الأخوة الفضلاء الوزارة ليجلس على كرسي الوزارة فجلس طويلا ولكن لا على كرسي الوزارة بل جلس هنالك كسيحا مشلولا على كرسي المرض لأكثر من مدة الوزارة، ولقد زرته مراراً فبكيت ثم توفي الرجل ولم ير الوزارة .


سنسحب قريبا الى القبور ..


فلتستمع عبارة ابن عساكر وليسمح لي ابن عساكر أن ادرج فيها ( والعاملين ) قبل التوجه الى نومك : إعلم أن لحوم العلماء و( العاملين ) مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من اطلق لسانه عليهم بالسب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب .

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية