حل الدولة الواحدة على أنقاض فكرة «الدولتين»
أحمد خليل
منذ اتفاقات أوسلو تحول النضال الفلسطيني من تكريس الثوابت الوطنية الفلسطينية والنضال من أجل حمايتها وتحقيقها، إلى حماية بقاء ووجود السلطة الفلسطينية ومؤسساتها وبالطبع رموزها!
ولذلك فإن انتهاء السلطة الفلسطينية ومؤسساتها واختفاءها عن الوجود سوف يؤدي إلى إرغام العدو الإسرائيلي على ممارسة دوره ومسؤولياته كسلطة احتلال مباشرة وعلناً وأمام المجتمع الدولي عوضاً عن الاحتماء خلف السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.
السؤال الذي تجب الإجابة عنه الآن هو: هل يريد الفلسطينيون تقسيم فلسطين بينهم وبين الإسرائيليين إلى الأبد؟ أم أنهم يريدون استرجاع الوطن المغتصب السليب بأية وسيلة ومهما طال الزمن؟
وإذا كان من غير الممكن حالياً استرجاع الوطن بالوسائل العسكرية، فعلى الفلسطينيين العمل على استرجاعه بمنع تقسيمه أولاً، والنضال من أجل قيام دولة واحدة ديمقراطية، ومن ثم يتم تحويل النضال إلى نضال ضد سياسة التمييز العنصري وكل أشكال التمييز الأخرى.
تبني حل الدولة الواحدة المبني على أنقاض فكرة «الدولتين»، التي يجب أن يصبح نفيها ورفضها بشكل كامل وقاطع جزءاً من برنامج عمل وطني فلسطيني جديد سيخلق حالة من الفزع في الأوساط الإسرائيلية والصهيونية المطالبة بنقاء الدولة العبرية باعتبارها دولة لليهود فقط، والمطالبة الفلسطينية الآن بدولة واحدة ديمقراطية علمانية على أرض فلسطين الموحدة هي الرد الفلسطيني الصحيح والمؤثر على المطالبة الصهيونية بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية وهو شعار عنصري حتى النخاع.
كما أن وجود الفلسطينيين على أرضهم وفي وطنهم هو النفي الحقيقي والوحيد لمطلب إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة.
المطلوب عوضاً عن ذلك هو دولة ديمقراطية علمانية واحدة على أرض فلسطين التاريخية الموحدة، بغض النظر عن مسمى تلك الدولة في المرحلة الأولى، يتمتع فيها كافة المواطنين بحقوق مدنية وسياسية كاملة ومتساوية في النص والممارسة، تحكمها حكومة ديمقراطية برلمانية ينتخبها المواطنون بشكل دوري.
صحيفة الوطن القطرية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية