حماد الحسنات: حماس عدَّلت "مسار" الصراع مع الاحتلال
في قطاع غزة، حيث الحصار والدمار الذي خلفته 3 حروب صهيونية متتالية في 6 أعوام، يجلس الشيخ حماد الحسنات، أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين وأحد قادة حماس الأوائل، ورغم المعاناة التي يعيشها القطاع، ومحاولات "ترضيخ حماس"، إلا أنه يستبشر بمستقبل "مزهر للمقاومة" وعلى رأسها حركة حماس.
وبمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كان لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، حوار خاصّ مع الشيخ الحسنات، عرّج من خلاله على محطات عدة بتاريخ الحركة، ورؤيته لمستقبلها في ظل محاولات النيل منها.
يحتفظ الحسنات بكثير من التفاصيل التاريخية والحركية منذ ميلاد حماس قبل 27 سنة، وهو يربط باستمرار مبررات تأسيس الحركة وبداياتها برغبة قادتها إطلاق العمل المقاوم.
ويؤكد على "نجاح حماس بعد 27 سنة من عمرها في تعديل المسار في الصراع مع الاحتلال وإلحاق هزيمة جزئية به رغم قوته العكسية في الداخل والخارج لتشويه صورة المقاومة الإسلامية" .
ولا يفضل الحسنات الحديث عن الانتفاضة الأولى التي اندلعت في العام 1987 وشهدت انطلاقة حماس، قبل التعريج عن نشاط جماعة الإخوان في أعقاب احتلال غزة عام 1967، حيث بدأت الجماعة تعيد بناءها بعد شهرين من احتلال غزة، مستفيدة من سماح الاحتلال لبعض الأنشطة الدينية التي لا تأخذ منحى تنظيميًّا.
ويقول الحسنات عن تلك المرحلة، إنه بعد تأسيس أحمد الشقيري "جيش التحرير" أجمع قادة الإخوان في اجتماع حضره هو في شهر 9-1967 على ضرورة المقاومة، ولكنهم لم يملكوا المال والسلاح فوضعوا إستراتيجية تتلخص بإنشاء جيل يكسر حاجز الخوف لا يهاب الموت، فاستمرت تربيتهم 20 سنة "1967-1987".
ويضيف: "سنة 1987 كان شبابنا يقولون لليهود أطلق النار هنا -يشير لرقبته- ، وهنا لمسنا أن عملنا آتى ثماره فبدأت الانطلاقة وانطلق عمل حماس رسمياً مع بيانها 14-12 رسمياً في الفعاليات ومواجهات الاحتلال".
قبل الإجابة عن منجزات حماس بعد 27 سنة من انطلاقتها؛ يدعو الحسنات للمقارنة بحالها عندها تأسيسها وهي لا تملك رصاصة واحدة، واليوم بعد صمودها في 3 حروب، بعد أن تفاعلت واحتضنت شعبها، ونالت ثقته وأدارت مؤسساتها وحكومة رغم حصارها المستمر منذ قرابة 8 سنوات، ولا تزال صامدة وهو أمر في غاية الصعوبة -كما يقول-
ويتابع: "المهم في مشوارنا كحركة مقاومة هو قدرتنا على محاصرة مشروع الاحتلال حتى طلب في الحرب الأخيرة وساطات لوقف إطلاق النار، وهو أمر يختلف كثيراً عن تاريخ العرب مع الاحتلال، واليوم رغم قوة الاحتلال العسكرية إلا أن مظهراً من مظاهر الهزيمة يبدو موجودًا *** يعد جيشه لا يهزم".
ويرى القيادي في حماس أن القضية الفلسطينية متكاملة، وأن هدف حماس الأول كحركة مقاومة بلغت 27 سنة من عمرها؛ هو إزالة الاحتلال وقد قطعت شوطاً في طريقها ولو جزئياً، فهي تسعى لإعادة الوطن وإزالة الاحتلال وستواصل وفق معادلة "إما يزول الاحتلال أو يخضع للأمة الإسلامية".
وحول موقف حماس من كيان الاحتلال؛ يضيف: "موقفنا ثابت لا يتغير وهو عدم الاعتراف بالكيان وعدم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، وسيبقى الصراع حتى يطردوا من أرضها مهما طال الزمن واستمر الصراع، أما قضايا اللاجئين التي تعد لبّ مبررات انطلاق حماس فلا يمكن التنازل عن عودتهم".
يبتسم الحسنات قبل الحديث عن تحديات حماس الحالية؛ فهو رغم فهمه لأهميتها لا يبدي قلقاً اعتماداً على خبرته الطويلة في العمل الحركي طوال عشرات السنين، لكن أكثر ما هو مزعج بالنسبة له هو التحدي الداخلي؛ فالفرقاء الفلسطينيين ويقصد "فتح وحماس" لم يتفقا على رؤية موحدة.
تسير فتح ومشروعها "التسوية"، كما يصفها، بطريق معاكس لطريق حماس المقاوم؛ فهي ترى أن الحقوق تأتي بالمفاوضات والسلام، وحماس تعمل وفق مبدأ قديم جديد وواقعي أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
تعاني حماس، كما يؤكد الحسنات، من مقاومة عكسية؛ فهناك أطراف فلسطينية وعربية تسعى لإفشال مشروع المقاومة خوفاً على مواقعهم السياسية وهم يحاولون باستمرار تشويه صورة حماس وتمثيلها بالخطر الكبير، لكن هذا التحدي لن يحد من مواصلة عملها الحركي والمقاوم.
ويضيف: "هناك تحديات كبيرة خارجية أولها حصار غزة وعدم وصول صوتنا للعالم ومنعنا من تلقي الحاجات الضرورية، وأسوأ ما يجري الآن هو عدم الإعمار والناس في وسط برد الشتاء، ولكن اعتماداً على تجاربنا السابقة سنخرج من كل مشكلة وتحدٍّ ما لم يأت الخطر من أنفسنا".
ويقدر الحسنات مواقف الدول الصديقة للمقاومة في الإقليم العربي مثل إيران وقطر وتركيا، مشيراً إلى أن حماس والمقاومة بحاجة ماسّة لمساعدتهم بالسبل المالية والسياسية والمعنوية في كافة المحافل.
ويتابع: "أكثر ما تريده حماس الآن هو رفع الحصار لضمان استمرارية الحياة وبرنامج المقاومة المشروع، وكذلك مطلب المقاومة في الحرب الأخيرة بإنشاء ميناء مهم حتى نتصل بالعالم الخارجي، وقد تلمست بوادر خير رغم قسوة الحرب، فالناس أرادوا نهاية للحرب ولكن بإنجاز، بمعنى أننا قادرون أن نفعل شيئًا أمام عدوان الاحتلال، وصمت حماس الآن كمن حاول دفن النار بالتراب ظناً منه أنه أخمدها فإذا هي تشتعل عند أول همزة".
وبعد قرابة ستة عقود من الانتماء للإخوان المسلمين و27 عاماً منذ تأسيس حماس، يدعو الشيخ الحسنات الله أن يتقبل كل شيء قدمه، ويسأله الإخلاص في القول والعمل، داعياً أبناء الحركة وفلسطين لـ "التمسك بحماس بكل إمكانات الفرد وعدم الاستماع للمروجين، فحماس بصدق تعبر عن أهداف الحركة الإسلامية"، كما أوصي أبناء حماس أنفسهم بالاعتدال والتمسك بالثوابت.
وفي معرض رده عن الخشية حول مستقبل حماس، نتيجة تواصل الأزمات والحصار على غزة، يوضح الحسنات أن حماس تعمل حسب ما "يمليه دينها ومبادئها الإسلامية"، مضيفاً: "الذي يخشى من المحاسبة هو من يفرط في الحقوق وليس الذي يحافظ عليها، وحماس على ثوابتها إن كان الله لا يريد لنا تحقيق الأهداف الآن فنحن نضع الأساس لتحقيقها بالمقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية ".
في قطاع غزة، حيث الحصار والدمار الذي خلفته 3 حروب صهيونية متتالية في 6 أعوام، يجلس الشيخ حماد الحسنات، أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين وأحد قادة حماس الأوائل، ورغم المعاناة التي يعيشها القطاع، ومحاولات "ترضيخ حماس"، إلا أنه يستبشر بمستقبل "مزهر للمقاومة" وعلى رأسها حركة حماس.
وبمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كان لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، حوار خاصّ مع الشيخ الحسنات، عرّج من خلاله على محطات عدة بتاريخ الحركة، ورؤيته لمستقبلها في ظل محاولات النيل منها.
يحتفظ الحسنات بكثير من التفاصيل التاريخية والحركية منذ ميلاد حماس قبل 27 سنة، وهو يربط باستمرار مبررات تأسيس الحركة وبداياتها برغبة قادتها إطلاق العمل المقاوم.
ويؤكد على "نجاح حماس بعد 27 سنة من عمرها في تعديل المسار في الصراع مع الاحتلال وإلحاق هزيمة جزئية به رغم قوته العكسية في الداخل والخارج لتشويه صورة المقاومة الإسلامية" .
20 عاماً لتربية الجيل
ويقول الحسنات عن تلك المرحلة، إنه بعد تأسيس أحمد الشقيري "جيش التحرير" أجمع قادة الإخوان في اجتماع حضره هو في شهر 9-1967 على ضرورة المقاومة، ولكنهم لم يملكوا المال والسلاح فوضعوا إستراتيجية تتلخص بإنشاء جيل يكسر حاجز الخوف لا يهاب الموت، فاستمرت تربيتهم 20 سنة "1967-1987".
ويضيف: "سنة 1987 كان شبابنا يقولون لليهود أطلق النار هنا -يشير لرقبته- ، وهنا لمسنا أن عملنا آتى ثماره فبدأت الانطلاقة وانطلق عمل حماس رسمياً مع بيانها 14-12 رسمياً في الفعاليات ومواجهات الاحتلال".
محاصرة مشروع الاحتلال
ويتابع: "المهم في مشوارنا كحركة مقاومة هو قدرتنا على محاصرة مشروع الاحتلال حتى طلب في الحرب الأخيرة وساطات لوقف إطلاق النار، وهو أمر يختلف كثيراً عن تاريخ العرب مع الاحتلال، واليوم رغم قوة الاحتلال العسكرية إلا أن مظهراً من مظاهر الهزيمة يبدو موجودًا *** يعد جيشه لا يهزم".
ويرى القيادي في حماس أن القضية الفلسطينية متكاملة، وأن هدف حماس الأول كحركة مقاومة بلغت 27 سنة من عمرها؛ هو إزالة الاحتلال وقد قطعت شوطاً في طريقها ولو جزئياً، فهي تسعى لإعادة الوطن وإزالة الاحتلال وستواصل وفق معادلة "إما يزول الاحتلال أو يخضع للأمة الإسلامية".
وحول موقف حماس من كيان الاحتلال؛ يضيف: "موقفنا ثابت لا يتغير وهو عدم الاعتراف بالكيان وعدم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، وسيبقى الصراع حتى يطردوا من أرضها مهما طال الزمن واستمر الصراع، أما قضايا اللاجئين التي تعد لبّ مبررات انطلاق حماس فلا يمكن التنازل عن عودتهم".
الصدّ والتشويه
تسير فتح ومشروعها "التسوية"، كما يصفها، بطريق معاكس لطريق حماس المقاوم؛ فهي ترى أن الحقوق تأتي بالمفاوضات والسلام، وحماس تعمل وفق مبدأ قديم جديد وواقعي أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
تعاني حماس، كما يؤكد الحسنات، من مقاومة عكسية؛ فهناك أطراف فلسطينية وعربية تسعى لإفشال مشروع المقاومة خوفاً على مواقعهم السياسية وهم يحاولون باستمرار تشويه صورة حماس وتمثيلها بالخطر الكبير، لكن هذا التحدي لن يحد من مواصلة عملها الحركي والمقاوم.
ويضيف: "هناك تحديات كبيرة خارجية أولها حصار غزة وعدم وصول صوتنا للعالم ومنعنا من تلقي الحاجات الضرورية، وأسوأ ما يجري الآن هو عدم الإعمار والناس في وسط برد الشتاء، ولكن اعتماداً على تجاربنا السابقة سنخرج من كل مشكلة وتحدٍّ ما لم يأت الخطر من أنفسنا".
ويقدر الحسنات مواقف الدول الصديقة للمقاومة في الإقليم العربي مثل إيران وقطر وتركيا، مشيراً إلى أن حماس والمقاومة بحاجة ماسّة لمساعدتهم بالسبل المالية والسياسية والمعنوية في كافة المحافل.
ويتابع: "أكثر ما تريده حماس الآن هو رفع الحصار لضمان استمرارية الحياة وبرنامج المقاومة المشروع، وكذلك مطلب المقاومة في الحرب الأخيرة بإنشاء ميناء مهم حتى نتصل بالعالم الخارجي، وقد تلمست بوادر خير رغم قسوة الحرب، فالناس أرادوا نهاية للحرب ولكن بإنجاز، بمعنى أننا قادرون أن نفعل شيئًا أمام عدوان الاحتلال، وصمت حماس الآن كمن حاول دفن النار بالتراب ظناً منه أنه أخمدها فإذا هي تشتعل عند أول همزة".
التمسك بحماس ونهجها
وفي معرض رده عن الخشية حول مستقبل حماس، نتيجة تواصل الأزمات والحصار على غزة، يوضح الحسنات أن حماس تعمل حسب ما "يمليه دينها ومبادئها الإسلامية"، مضيفاً: "الذي يخشى من المحاسبة هو من يفرط في الحقوق وليس الذي يحافظ عليها، وحماس على ثوابتها إن كان الله لا يريد لنا تحقيق الأهداف الآن فنحن نضع الأساس لتحقيقها بالمقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية ".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية