حماس في الدعاية الانتخابية الإسرائيلية ... بقلم : حازم قاسم

الإثنين 16 مارس 2015

حماس في الدعاية الانتخابية الإسرائيلية



حازم قاسم


واجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هجومًا إعلاميًّا متواصلًا منذ إعلان انطلاق (الماراثون) الانتخابي للكنيست العشرين، وتصاعد هذا الهجوم مع اشتداد سعار الدعاية الانتخابية، ما أثر على موقع نتنياهو الانتخابي، وجعل حزبه يأتي ثانيًا بعد أن كان في المقدمة، حسب استطلاعات الرأي قبيل موعد الانتخابات التي تجرى اليوم.

تتعدد نقاط الضعف التي استغلها خصوم نتنياهو، مثل سياسته المالية التي لا تراعي الطبقات الضعيفة، وشبه الفساد في مصروفات عائلته، والقضايا المختلفة التي لاحقت زوجته سارة؛ إلا أن فشل نتنياهو في إخضاع حركة حماس وقوى المقاومة في قطاع غزة في الحرب الأخيرة كان الموضوع الأبرز الذي استغلته الأحزاب والشخصيات المعارضة.

بدأ الهجوم على نتنياهو قبل انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، بعدما بدأت تتكشف ملامح فشله في تحقيق أهداف هذه الحرب، وعدم قدرته وقدرة جيشه على حسم المعركة، مع القوة الهائلة التي استخدمها ضد بقعة جغرافية صغيرة ومحاصرة، في مقابل إنجازات عدة للمقاومة وعملياتها الجريئة، وتواصل إطلاق الصواريخ، وفقدان جيش الاحتلال عددًا من جنوده (أعلنت المقاومة عن واحد وتكتمت على الآخر)، حتى وصلت الخلافات الإسرائيلية إلى داخل المجلس الوزاري المصغر، لتصل في النهاية إلى تفكك الحكومة، وحل الكنيست، والدعوة لانتخابات عامة مبكرة.

مع الدعوة للانتخابات انطلق "أصدقاء الأمس" بالهجوم على نتنياهو، وبدأت سلسلة الاتهامات تلاحقه بالتقصير في التعامل مع الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس على الحدود، وجريه وراء المبادرة المصرية في بداية الحرب، وتردده في اتخاذ الخطوات السياسية والعسكرية، وعدم قدرته على بلورة اتفاق تهدئة يضمن وقف حفر الأنفاق أو تصنيع الصواريخ.

وفي نهاية المعركة خرجت عشرات التصريحات والتحليلات التي تؤكد أن نهاية المعركة لم تحسم لمصلحة الاحتلال، وأن حماس ما زالت تقف على قدميها، بل تهدد وتتوعد.

ويكمن الإشارة إلى عدد من الدلالات التي تحملها مجمل هذه التصريحات، منها:
أولًا: إن المؤسسات الإسرائيلية العامة تستطيع إلى حد كبير امتصاص الخلافات والانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي (الإثنية والطائفية والقومية والسياسية)، ومن الصعب على هذه الخلافات والاختلافات أن تؤثر جوهريًّا على السلوك السياسي للكيان العبري ما عاش حالة الهدوء الميداني والمراوحة السياسية، لكن الضغط الخارجي _وخاصة الفعل المقاوم_ قادر على إثارة هذه الخلافات وإخراجها إلى السطح، شرط أن تكون هذه المقاومة شاملة ومتواصلة، وبذلك يكون الكيان عكس القانون الاجتماعي الحاكم لهذه الحالات كما هو دائمًا.

ثانيًا: بدأت صورة الفشل العسكري والاستخباري الإسرائيلي تزداد وضوحًا، مع تزايد التصريحات الصادرة عن الجهات التي أدارت المعركة، وكشفت هذه التصريحات حجم الإرباك الذي أصاب القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من أداء المقاومة وصمود أهل قطاع غزة، وبدا واضحًا حجم التخوفات الإسرائيلية من الدخول البري إلى عمق قطاع غزة.

ثالثًا: شكل فشل الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة صدمة حقيقية للوعي الجمعي الإسرائيلي، الذي لم يتصور أن يعجز جيشه "الذي لا يقهر" عن تحقيق أي من أهدافه، وشاهد كيف تفوقت المقاومة عليه في عمليات الإنزال خلف الخطوط، التي بثتها المقاومة عبر شاشات التلفزة. ويكشف استخدام الساسة الإسرائيليين موضوع الحرب على غزة لجذب الأصوات الانتخابية أن هذه الحرب حفرت شيئًا عميقًا في ذاكرة الجمهور الإسرائيلي.

رابعًا: ما زالت حالة المقاومة في قطاع غزة التي تقودها حركة حماس تمثل العبء الإستراتيجي على كاهل الاحتلال، وتعمل على استنزافه وإشغاله وتشتيت قواه، في مقابل ذلك يمثل برنامج السلطة التي انبثقت عن اتفاق أوسلو دعمًا إستراتيجيًا للاحتلال وضمان استمراره.

خامسًا: تعد المقاومة العسكرية هي الجانب الأقدر على التأثير الحقيقي على الاحتلال، ودفعه إلى اتخاذ المواقف التي لا يرضاها، وإذا ما تكامل أداء المقاومة العسكرية مع النضال السلمي والدبلوماسي؛ فإنها ستكون أقدر على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني شرط المواصلة والاستمرار.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية