حماس في الفكر الإسرائيلي(6) ... بقلم : علاء الريماوي

الأربعاء 19 ديسمبر 2012

حماس في الفكر الإسرائيلي(6)

علاء الريماوي

ظلت إسرائيل تعتمد على النظام المصري البائد في تعاطيه مع ملف قطاع غزة من خلال إحكام الحصار عليه ومنعه من تهريب الأسلحة والمواد الغذائية حتى وصل الحال إلى بناء سور حديدي على طول الحدود المصرية الفلسطينية مع قطاع غزة.

السور باهظ الثمن كان بتمويل أمريكي وإشراف إسرائيلي مصحوبا بتكنلوجيا متقدمة لرصد حركة الأنفاق التي كانت تخترق جنبات المكان لكن عزيمة المحاصر غلبت إيقاع الظالم فدمر السور عبر اختراقه في أكثر من موضع.

حديث التدمير في العلاقات المصرية مع حركة حماس ظلت الأخيرة تبتعد عنه من خلال الصمت على الظلم بل المبالغة أحيانا في الاحترام على عكس القناعة التي كان يحكمها منطق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

في لعبة الضغوط على حماس كان يدير النظام المصري ومن خلفه إسرائيل مفهوما للمصالحة يخرج حماس من المشهد السياسي ويعيد قطاع غزة للحالة التي كان عليها قبل الانقسام والتي يمكن لها أن تضمن حالة منضبطة ومفتوحة وفق أنجدات المصالح الإسرائيلية.

هذا الحديث كان السبب وراء خلاف داخلي لدى الحركة وصل صداه الإعلام لأول مرة واستغلته بعض من الأطراف للحديث عن قرب تمرد لحماس القطاع على رئيس مكتبها السياسي مما جعل مسار التبرير بعدم إحداث المصالحة من السلطة يسوغ لدى المتابع بعدم جدية حماس في المصالحة واتفاقها على ذلك.

هذا الحال لم يدم طويلا حتى جاءت أحداث الربيع العربي وسقط النظام المصري فشعرت حماس بأن قيدها تحطم وأن مقاس المخططات الإسرائيلية لم يعد قادرا على تقييد حركة بات فضاء تحركها أنظمة تنتمي لذات الفكر والمرجعية.

هذا الواقع وضع الكيان الصهيوني في أزمة التعاطي مع غزة وحماس مما أدخل في مصطلحات راسم السياسة الإسرائيلي " التعاطي الحذر " هذا الواقع رفع وتيرة النشاط لدى الحركة من خلال بناء منظومة تسلح واسعة مضافا إليها نشاط في بناء غزة والتي بات شرك حصارها يتفكك.

هذا الواقع لم يكن في حالة الضفة مماثلا بل زيد في حصار الحركة و أمعنت (|إسرائيل) في تفكيك بنيتها عبر اعتقالات واسعة ومركزة طالت عديد الكوادر المؤثرة والقادرة على تجديد نشاط الحركة.

هذه الحالة أضافت لها الأوراق الإسرائيلية مسألة الأزمة السورية وانحياز الحركة لثورة شعبها مما أفقدها قاعدة انطلاق آمنة ومهمة لحركة بنت قواعد تحركها في منطقة قريبة لفلسطين.

هذه المتغيرات حددت لها المؤسسة الإسرائيلية طابعا للتعاطي من خلال قبول لواقع لم تصنعه لكن أبقت لذاتها رقابة حذرة خاصة وأن قوى المقاومة في غزة زادت سعة تأثيرها خاصة في مناطق سيناء المصرية والذي أعتبر في الكيان كمعضلة إستراتيجية وجب التصدي لها وبحزم.

المجلس الأمني المصغر ( المطبخ الأمني والسياسي في إسرائيل ) اعتبر أن المنطقة فخه الذي يمكن له أن يفجر العلاقات المصرية الإسرائيلية المتوترة أصلا خاصة في ظل مزاج شعبي يحتاج إلى ذريعة التحرك كما حدث في الحالة التركية التي كانت غزة سبب توسعها وانتقالها إلى اتجاه معاد ظلت ( إسرائيل) إلى اليوم عاجزة عن إصلاحه.
حماس في هذه المرحلة كانت تعيش نقاشا عميقا في أروقتها خاصة بعد زيادة وتيرة التصعيد الإسرائيلي وتفلت بعض الفصائل التي كانت تحرج الحركة في صمتها المعلن.
القراءة الداخلية وصلت إلى قناعة من أن استمرار الاعتداءات سيضع الحركة أمام اتهام كبير لا تقوى عليه ولا تسعى إلى ترسيخه فكان القرار في الشهور الأربعة الماضية بأن ترد الحركة على النار بالنار لكن دون صخب إعلامي.

هذا الرد رأت فيه إسرائيل تكتيكا لا يمكن توسعه، خاصة في ظل حديث عن إعادة إعمار غزة، قراءة إسرائيل كانت مقدمة لاغتيال القائد الجعبري والذي كان على إثر الاستشهاده الحرب الأخيرة، التي وجب الوقوف عليها من خلال قراءة سنتناول فيها في مقال الغد إن شاء الله حماس وأثر الحرب على واقعها ومستقبلها الحركة والتعاطي الإسرائيلي مع هذا الواقع.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية