حماس وإسرائيل وآفاق تهدئة قادمة
علاء الريماوي
بعد مرور أكثر من عام على حرب غزة، ظلت "إسرائيل " تدير نقاشات داخلية، على مستويات أمنية وسياسية معتبرة، للوصول إلى منهجية تعامل مع قطاع غزة.
كما حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايامين نتنياهو، فتح قناة تفاوض مع حماس عبر مصر، تركيا قطر، وبشكل غير مباشر، للحديث عن آفاق تهدئة مع قطاع غزة، لكن الانقسام الداخلي، وتأثير الأطراف على القرار الفلسطيني، بالإضافة إلى قرب الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ورؤية عالمية لهزمية الإخوان المسلمين، قدم أولويات أخرى في التعامل مع حماس، منها دفع الأمور في قطاع غزة إلى إنفجار في وجهها عبر خلق جملة من الإشكاليات الكبيرة منها.
أولا : إغلاق الأمل في وجه الناس، عبر تحويل مكتسبات المقاومة العسكرية على أرض، إلى كارثة من غير أفق.
ثانيا : مقاضية الإعمار ورفع الحصار، بوجود حماس الأمني والعسكري في قطاع غزة.
ثالثا : إتفاق الأطراف المحيطة بالقضية الفلسطينية بضرورة، إعمال حصار مهلك على غزة حتى يحدث إنهيار مجتمعي في غزة.
رابعا : الدفع بمكنة إعلامية كبيرة، ضد المقاومة، لخلق رأي مجتمعي كاره بعد الحب الذي توفر لها في حرب غزة.
خامسا : استخدام جماعات عالمية (جهادية )، لتوفير تحرك ضد الإرهاب كما يجري في مناطق عربية مختلفة.
سادسا : تعطيل الإمكانية للتوصل لأي اتفاق مع فتح، مما يعني أن الحكومة الفلسطينية لن تقوم بأي من أدوارها على الأرض.
سلوك حماس في مواجهة الأزمة
شعرت حماس ولا زالت، أن القادم يريد رأس وجودها، وأن البيئة المحيطة شريكة في رؤية " أن غزة من غير حماس أفضل لها ".
هذا الإدراك جعل الحركة، تميل لإستخدام جملة من الأوراق على الأرض كسرت من خلالها بعضا من أطواق الحصار عبر الآتي:
أولا : مواجهة الحرب الإعلامية، بحملة إعلامية مضادة لإحراج نتنياهو، قبل الانتخابات وبعدها عبر التهديد بكشف ملفات كبيرة، لم يعرفها المجتمع الإسرائيلي في الحرب (الصناديق السوداء ) الأمر الذي جعل نتنياهو يوجه رسالة لحماس عبر وسطاء جاء فيها: " إسرائيل بعد الانتخابات جاهزة لقبول مطالب ما بعد الحرب ".
ثانيا : المدافعة مع مصر أمنيا : أدرك الأمن المصري أن حماس في غزة، يمكنها التخلي عن دورها الضابط في غزة، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في سيناء الأمر الذي عزز، كسر جليد العلاقة مع حماس، وإن ظل في مستويات متواضعة، كلقاءات مع وزير المخابرات والحديث عن آفاق للعلاقة، بدأت بتصحيح التوصيف القانوني للحركة، بعد وضعها على قائمة الإرهاب.
ثالثا : تدخل حلفاء حماس بوتيرة مرتفعة : من خلال حضور تركيا وقطر، في ملف الحصار على غزة، مما أوجد صيغة للحديث عن مصالح مشتركة، يريدها الإقليم، الأمر الذي دفع إسرائيل لمحاولة إصلاح ما تمكن، تحديدا في ملف العلاقات بعد مرمرة وحرب غزة.
رابعا : يقين إسرائيل أن حماس قادرة على إدارة حالة إستنزاف كبيرة، مما قد يتسبب باشتعال لا تريده الحكومة الإسرائيلية.
خامسا : دخول حماس إلى مربع الحالة الأمنية الرخوة المحيطة بالكيان، الأمر الذي خشيت معه حكومة نتنياهو، من تكون جيوب أمنية في سوريا ثم لبنان، فيعيد بذلك الحالة إلى ما قبل خروج المنظمات الفلسطينية في لبنان.
سادسا : نجاح حماس في مسك خيوط مختلفة، أهمها إدارة غزة، على قواعد من الانضباط الكبير، والأهم قدرتها على صياغة تفاهمات مع القوى المؤثرة فيها.
النقاط الست وغيرها ولدت تحركا إسرائيليا، ودوليا لنزع فتيل إنفجار قادم من خلال الآتي:
أولا : انفتاح دولي مع حماس : أوروبي كبير، أمريكي أقل درجة، عربي معتبر، مما جعل هناك فرصة ممكنة لحلول قادمة باتجاه غزة.
ثانيا : تقديم أوروبا من خلال بلير وجهات سياسية أخرى، مقترحات محددة، للتهدئة، منها رفع الحصار، وإعادة الإعمار.
ثالثا: تحرك وزاري، كبير، للحديث عن ملف الجنود لدى حماس، وإن ظل الملف في سياقات مرتبكه.
رابعا : انتقال دور تركيا، قطر، في حلحلة ملفات رفع الحصار، بعد اشتراطات من حماس بضرورة البدء في إجراءات التخفيف عن غزة قبل الحديث عن تهدئة.
خامسا : قبول دولي لعلاقة مع حماس دون اشتراطات الرباعية، والقفز عن معيقات السلطة الفلسطينية في ملف غزة.
المستقبل في ظل هذا الواقع..
البيئة مهيئة لعقد تهدئة، كل طرف يحاول إملاء رؤيته على الآخر، إسرائيل تسعى لفرض تهدئة طويلة، تضمن معها الحالة الأمنية طيلة فترة حكم نتنياهو، كما تسعى لتوفير حالة رقابة بشكل ما على قطاع غزة، لتحقيق ما بات يعرف برخاء اقتصادي (يكبل مقاومة غزة ).
من جانبها ترى حماس أن التهدئة فرصة لالتقاط الأنفاس بعد حرب طاحنة، دون التوقيع على اتفاق سياسي، بل ستبقي الحديث عن صيغة تهدئة كنتاج من نتائج الحرب.
وبذلك ستستغل حماس ذلك لانفتاح دولي، أعمه عربي ثم أوروبي، لتؤسس لتعامل معها على أساس أنها حركة مقاومة فلسطينية.
المعيقات كبيرة، والتداخلات أكبر، لكن عناصر القوة المتوفرة، مهمة في إنضاج ملف وصل الحديث فيه إلى مراحل متقدمة.
ومن أهم نقاط القوة " حرص الولايات المتحدة على تهدئة الشرق، خشية إسرائيل من حرب قادمة، ضعف البدائل الأخرى وفشلها في مواجهة حماس.
مخاوف الاتفاق...
أولا : عدم استغلال فتح للحالة الجديدة، والاكتفاء بالضفة الغربية، وقبول حماس ذلك، مما قد يدفع السلطة لأخذ خطوات خطيرة.
ثانيا : تأسيس كيان سياسي في الضفة الغربية، يتفق معه أطراف، مظلتها منظمة التحرير، وحالة في غزة مظلتها المقاومة.
ثالثا : عدم إجماع الحالة الفصائلية في غزة على صيغة التهدئة.
رابعا : تمرير تصورات للمستقبل السياسي للعلاقة مع إسرائيل، في الضفة الغربية، مما سيتيح استمرار الحالة الأمني.
علاء الريماوي
بعد مرور أكثر من عام على حرب غزة، ظلت "إسرائيل " تدير نقاشات داخلية، على مستويات أمنية وسياسية معتبرة، للوصول إلى منهجية تعامل مع قطاع غزة.
كما حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايامين نتنياهو، فتح قناة تفاوض مع حماس عبر مصر، تركيا قطر، وبشكل غير مباشر، للحديث عن آفاق تهدئة مع قطاع غزة، لكن الانقسام الداخلي، وتأثير الأطراف على القرار الفلسطيني، بالإضافة إلى قرب الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ورؤية عالمية لهزمية الإخوان المسلمين، قدم أولويات أخرى في التعامل مع حماس، منها دفع الأمور في قطاع غزة إلى إنفجار في وجهها عبر خلق جملة من الإشكاليات الكبيرة منها.
أولا : إغلاق الأمل في وجه الناس، عبر تحويل مكتسبات المقاومة العسكرية على أرض، إلى كارثة من غير أفق.
ثانيا : مقاضية الإعمار ورفع الحصار، بوجود حماس الأمني والعسكري في قطاع غزة.
ثالثا : إتفاق الأطراف المحيطة بالقضية الفلسطينية بضرورة، إعمال حصار مهلك على غزة حتى يحدث إنهيار مجتمعي في غزة.
رابعا : الدفع بمكنة إعلامية كبيرة، ضد المقاومة، لخلق رأي مجتمعي كاره بعد الحب الذي توفر لها في حرب غزة.
خامسا : استخدام جماعات عالمية (جهادية )، لتوفير تحرك ضد الإرهاب كما يجري في مناطق عربية مختلفة.
سادسا : تعطيل الإمكانية للتوصل لأي اتفاق مع فتح، مما يعني أن الحكومة الفلسطينية لن تقوم بأي من أدوارها على الأرض.
سلوك حماس في مواجهة الأزمة
شعرت حماس ولا زالت، أن القادم يريد رأس وجودها، وأن البيئة المحيطة شريكة في رؤية " أن غزة من غير حماس أفضل لها ".
هذا الإدراك جعل الحركة، تميل لإستخدام جملة من الأوراق على الأرض كسرت من خلالها بعضا من أطواق الحصار عبر الآتي:
أولا : مواجهة الحرب الإعلامية، بحملة إعلامية مضادة لإحراج نتنياهو، قبل الانتخابات وبعدها عبر التهديد بكشف ملفات كبيرة، لم يعرفها المجتمع الإسرائيلي في الحرب (الصناديق السوداء ) الأمر الذي جعل نتنياهو يوجه رسالة لحماس عبر وسطاء جاء فيها: " إسرائيل بعد الانتخابات جاهزة لقبول مطالب ما بعد الحرب ".
ثانيا : المدافعة مع مصر أمنيا : أدرك الأمن المصري أن حماس في غزة، يمكنها التخلي عن دورها الضابط في غزة، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في سيناء الأمر الذي عزز، كسر جليد العلاقة مع حماس، وإن ظل في مستويات متواضعة، كلقاءات مع وزير المخابرات والحديث عن آفاق للعلاقة، بدأت بتصحيح التوصيف القانوني للحركة، بعد وضعها على قائمة الإرهاب.
ثالثا : تدخل حلفاء حماس بوتيرة مرتفعة : من خلال حضور تركيا وقطر، في ملف الحصار على غزة، مما أوجد صيغة للحديث عن مصالح مشتركة، يريدها الإقليم، الأمر الذي دفع إسرائيل لمحاولة إصلاح ما تمكن، تحديدا في ملف العلاقات بعد مرمرة وحرب غزة.
رابعا : يقين إسرائيل أن حماس قادرة على إدارة حالة إستنزاف كبيرة، مما قد يتسبب باشتعال لا تريده الحكومة الإسرائيلية.
خامسا : دخول حماس إلى مربع الحالة الأمنية الرخوة المحيطة بالكيان، الأمر الذي خشيت معه حكومة نتنياهو، من تكون جيوب أمنية في سوريا ثم لبنان، فيعيد بذلك الحالة إلى ما قبل خروج المنظمات الفلسطينية في لبنان.
سادسا : نجاح حماس في مسك خيوط مختلفة، أهمها إدارة غزة، على قواعد من الانضباط الكبير، والأهم قدرتها على صياغة تفاهمات مع القوى المؤثرة فيها.
النقاط الست وغيرها ولدت تحركا إسرائيليا، ودوليا لنزع فتيل إنفجار قادم من خلال الآتي:
أولا : انفتاح دولي مع حماس : أوروبي كبير، أمريكي أقل درجة، عربي معتبر، مما جعل هناك فرصة ممكنة لحلول قادمة باتجاه غزة.
ثانيا : تقديم أوروبا من خلال بلير وجهات سياسية أخرى، مقترحات محددة، للتهدئة، منها رفع الحصار، وإعادة الإعمار.
ثالثا: تحرك وزاري، كبير، للحديث عن ملف الجنود لدى حماس، وإن ظل الملف في سياقات مرتبكه.
رابعا : انتقال دور تركيا، قطر، في حلحلة ملفات رفع الحصار، بعد اشتراطات من حماس بضرورة البدء في إجراءات التخفيف عن غزة قبل الحديث عن تهدئة.
خامسا : قبول دولي لعلاقة مع حماس دون اشتراطات الرباعية، والقفز عن معيقات السلطة الفلسطينية في ملف غزة.
المستقبل في ظل هذا الواقع..
البيئة مهيئة لعقد تهدئة، كل طرف يحاول إملاء رؤيته على الآخر، إسرائيل تسعى لفرض تهدئة طويلة، تضمن معها الحالة الأمنية طيلة فترة حكم نتنياهو، كما تسعى لتوفير حالة رقابة بشكل ما على قطاع غزة، لتحقيق ما بات يعرف برخاء اقتصادي (يكبل مقاومة غزة ).
من جانبها ترى حماس أن التهدئة فرصة لالتقاط الأنفاس بعد حرب طاحنة، دون التوقيع على اتفاق سياسي، بل ستبقي الحديث عن صيغة تهدئة كنتاج من نتائج الحرب.
وبذلك ستستغل حماس ذلك لانفتاح دولي، أعمه عربي ثم أوروبي، لتؤسس لتعامل معها على أساس أنها حركة مقاومة فلسطينية.
المعيقات كبيرة، والتداخلات أكبر، لكن عناصر القوة المتوفرة، مهمة في إنضاج ملف وصل الحديث فيه إلى مراحل متقدمة.
ومن أهم نقاط القوة " حرص الولايات المتحدة على تهدئة الشرق، خشية إسرائيل من حرب قادمة، ضعف البدائل الأخرى وفشلها في مواجهة حماس.
مخاوف الاتفاق...
أولا : عدم استغلال فتح للحالة الجديدة، والاكتفاء بالضفة الغربية، وقبول حماس ذلك، مما قد يدفع السلطة لأخذ خطوات خطيرة.
ثانيا : تأسيس كيان سياسي في الضفة الغربية، يتفق معه أطراف، مظلتها منظمة التحرير، وحالة في غزة مظلتها المقاومة.
ثالثا : عدم إجماع الحالة الفصائلية في غزة على صيغة التهدئة.
رابعا : تمرير تصورات للمستقبل السياسي للعلاقة مع إسرائيل، في الضفة الغربية، مما سيتيح استمرار الحالة الأمني.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية