حماس وحزب الله.. تسريع الخطى نحو العودة
لم يعد سراً أن هناك تقارباً يجري بصورة حثيثة بين حماس وحزب الله وإيران، ولم تبق سوى زيارة رسمية يقوم بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لطهران لاكتمال عودة حماس كلياً لما يسمى "محور المقاومة".
الجديد في علاقة حماس وحزب الله، ما أعلنه حسن نصر الله أمين عام الحزب بأن لدى حماس إرادة جدية لترتيب العلاقة مع الحزب وإيران، وهذا قرار قيادي ومركزي في حماس في الداخل والخارج، وقد وصلت العلاقة الثنائية بيننا درجة عالية وكبيرة جداً.
حديث نصر الله عن حماس بهذه اللهجة ترك آثاراً إيجابية في الحركة، علماً بأن هذا الخطاب التصالحي لم يأت بين يوم وليلة، بل حصيلة لقاءات عديدة جرت بين الجانبين، تحديداً في بيروت، لمس فيها الحزب رغبة جادة من حماس بضخ دماء في العلاقة المتجمدة بينهما بسبب الملف السوري، وقد تشهد الأيام القادمة خطوات إيجابية أخرى في العلاقة.
هذا التقارب المتزايد بين حماس وحزب الله أفسح المجال لتفاؤل حماس بفتح ثغرة في جدار العزلة السياسية المفروضة عليها في الشهور الأخيرة، بعد القطيعة مع مصر، والمصالحة الخليجية القطرية، والضغوط الإسرائيلية على تركيا لاستضافتها بعض مسئولي حماس.
حماس لم تتأخر في التأكيد على حصول التقارب، برسائل التعزية للحزب بمقتل مسئوليه في القنيطرة، ودعوتها لتوجيه البنادق لمحاربة إسرائيل، وقد لوحظ أن هذه التعزية أثارت ردود فعل متباينة بين كوادر حماس على صفحات الفيسبوك بين مؤيد ومعارض.
حماس لا تنفي أن هناك تلاقياً بين حماس وحزب الله وإيران، وهي لم تغير شيئاً من سياستها تجاههما، ولم تنقطع العلاقات بينهما، والحركة حريصة على الإبقاء على علاقات فاعلة معهما لدعم القضية الفلسطينية، وكان من آثار التقارب الملموس بين حماس وحزب الله، الضجة التي أثارتها تصريحات خالد مشعل تجاه المعارضة السورية، حين أيد الشعوب العربية في الثورة من أجل حقوقها ولكن "بوسائل سلمية"، في إشارة لمقاتلي المعارضة في سوريا.
لكن الواضح أن حماس دفعت ثمناً غالياً بسبب موقفها الأخلاقي من الثورة السورية، فيما المعارضة السورية لم تفلح بتحقيق شيء لشعبها، غير الدمار والتشرد، ومما يثير الاستهجان هجومها على مشعل، واتهامه بأنه يتبع للمحور الإيراني، في حين أعلنت حماس تضامنها مع حزب الله بعد عملية الاغتيال الإسرائيلية، وتأييدها لعملية مزارع شبعا، معتبرة الحادث رسالة بضرورة إعادة التوحد في خندق واحد ضد إسرائيل.
قد يبدو منطقيا بعد خطاب نصر الله الأخير أن الحزب سيكون سعيداً لو انضمت حماس له في أي مواجهة يخوضها ضد (إسرائيل) رداً على الاغتيال الأخير، لتكتمل عودة حماس للمحور الإيراني، مع العلم أن فهم حماس للمعركة ضد العدو الإسرائيلي أنها واحدة، في أي جبهة قائمة، وليست بحاجة لإعلان من جهة سياسية بعينها، لكن قرار خوض الدخول في الجولة القادمة من عدمه متروك لطبيعة المعركة الميدانية، وليس لقرار سياسي محدد يؤيد أو يعارض.
وفي حين خاضت غزة الحرب الأخيرة ولم تتحرك الضفة الغربية رغم رغبة حماس بإشعالها في حينه، لكن الوضع الميداني لم يساعد على ذلك، وكذلك الحال مع حزب الله، فإن قرار الانضمام معه في المواجهة ضد (إسرائيل) متروك لحسابات ميدانية بحتة، ولا يعني أن تنخرط غزة تلقائياً في أي معركة قد تندلع في الجنوب اللبناني.
ورغم هذه الاندفاعة من حماس تجاه العودة السريعة لحزب الله وإيران، لكن هناك في داخل حماس ذاتها من يوجه نصائح لقيادتيها السياسية والعسكرية بالتريث في إعادة ما قطع من العلاقة، وعدم إظهار نفسها كمن تهرول باتجاه محور ليس لديه الكثير مما قد يقدمه لحماس.
أصحاب هذا الرأي في حماس المطالب بالتريث بتجديد العلاقة مع حلفاء الأمس، يرون إيران غارقة في ديونها وأزماتها الاقتصادية، ولا تملك المزيد من الأموال لتقدمها لحماس، وحزب الله متورط حتى أذنيه في المستنقع السوري، وقد يكون بحاحة حماس لغسل صورته أمام الرأي العام العربي أكثر من حاجة حماس له عسكرياً وتسليحياً.
د. عدنان أبو عامر
لم يعد سراً أن هناك تقارباً يجري بصورة حثيثة بين حماس وحزب الله وإيران، ولم تبق سوى زيارة رسمية يقوم بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لطهران لاكتمال عودة حماس كلياً لما يسمى "محور المقاومة".
الجديد في علاقة حماس وحزب الله، ما أعلنه حسن نصر الله أمين عام الحزب بأن لدى حماس إرادة جدية لترتيب العلاقة مع الحزب وإيران، وهذا قرار قيادي ومركزي في حماس في الداخل والخارج، وقد وصلت العلاقة الثنائية بيننا درجة عالية وكبيرة جداً.
حديث نصر الله عن حماس بهذه اللهجة ترك آثاراً إيجابية في الحركة، علماً بأن هذا الخطاب التصالحي لم يأت بين يوم وليلة، بل حصيلة لقاءات عديدة جرت بين الجانبين، تحديداً في بيروت، لمس فيها الحزب رغبة جادة من حماس بضخ دماء في العلاقة المتجمدة بينهما بسبب الملف السوري، وقد تشهد الأيام القادمة خطوات إيجابية أخرى في العلاقة.
هذا التقارب المتزايد بين حماس وحزب الله أفسح المجال لتفاؤل حماس بفتح ثغرة في جدار العزلة السياسية المفروضة عليها في الشهور الأخيرة، بعد القطيعة مع مصر، والمصالحة الخليجية القطرية، والضغوط الإسرائيلية على تركيا لاستضافتها بعض مسئولي حماس.
حماس لم تتأخر في التأكيد على حصول التقارب، برسائل التعزية للحزب بمقتل مسئوليه في القنيطرة، ودعوتها لتوجيه البنادق لمحاربة إسرائيل، وقد لوحظ أن هذه التعزية أثارت ردود فعل متباينة بين كوادر حماس على صفحات الفيسبوك بين مؤيد ومعارض.
حماس لا تنفي أن هناك تلاقياً بين حماس وحزب الله وإيران، وهي لم تغير شيئاً من سياستها تجاههما، ولم تنقطع العلاقات بينهما، والحركة حريصة على الإبقاء على علاقات فاعلة معهما لدعم القضية الفلسطينية، وكان من آثار التقارب الملموس بين حماس وحزب الله، الضجة التي أثارتها تصريحات خالد مشعل تجاه المعارضة السورية، حين أيد الشعوب العربية في الثورة من أجل حقوقها ولكن "بوسائل سلمية"، في إشارة لمقاتلي المعارضة في سوريا.
لكن الواضح أن حماس دفعت ثمناً غالياً بسبب موقفها الأخلاقي من الثورة السورية، فيما المعارضة السورية لم تفلح بتحقيق شيء لشعبها، غير الدمار والتشرد، ومما يثير الاستهجان هجومها على مشعل، واتهامه بأنه يتبع للمحور الإيراني، في حين أعلنت حماس تضامنها مع حزب الله بعد عملية الاغتيال الإسرائيلية، وتأييدها لعملية مزارع شبعا، معتبرة الحادث رسالة بضرورة إعادة التوحد في خندق واحد ضد إسرائيل.
قد يبدو منطقيا بعد خطاب نصر الله الأخير أن الحزب سيكون سعيداً لو انضمت حماس له في أي مواجهة يخوضها ضد (إسرائيل) رداً على الاغتيال الأخير، لتكتمل عودة حماس للمحور الإيراني، مع العلم أن فهم حماس للمعركة ضد العدو الإسرائيلي أنها واحدة، في أي جبهة قائمة، وليست بحاجة لإعلان من جهة سياسية بعينها، لكن قرار خوض الدخول في الجولة القادمة من عدمه متروك لطبيعة المعركة الميدانية، وليس لقرار سياسي محدد يؤيد أو يعارض.
وفي حين خاضت غزة الحرب الأخيرة ولم تتحرك الضفة الغربية رغم رغبة حماس بإشعالها في حينه، لكن الوضع الميداني لم يساعد على ذلك، وكذلك الحال مع حزب الله، فإن قرار الانضمام معه في المواجهة ضد (إسرائيل) متروك لحسابات ميدانية بحتة، ولا يعني أن تنخرط غزة تلقائياً في أي معركة قد تندلع في الجنوب اللبناني.
ورغم هذه الاندفاعة من حماس تجاه العودة السريعة لحزب الله وإيران، لكن هناك في داخل حماس ذاتها من يوجه نصائح لقيادتيها السياسية والعسكرية بالتريث في إعادة ما قطع من العلاقة، وعدم إظهار نفسها كمن تهرول باتجاه محور ليس لديه الكثير مما قد يقدمه لحماس.
أصحاب هذا الرأي في حماس المطالب بالتريث بتجديد العلاقة مع حلفاء الأمس، يرون إيران غارقة في ديونها وأزماتها الاقتصادية، ولا تملك المزيد من الأموال لتقدمها لحماس، وحزب الله متورط حتى أذنيه في المستنقع السوري، وقد يكون بحاحة حماس لغسل صورته أمام الرأي العام العربي أكثر من حاجة حماس له عسكرياً وتسليحياً.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية