حماس ومستقبل العلاقة مع المملكة السعودية
إبراهيم المدهون
سارعت حركة حماس لتقديم برقية تعزية بوفاة العاهل السعودي الملك عبد الله ابن عبد العزيز، فهناك حرص حماسي لإعادة العلاقة مع المملكة على ما كانت عليه قبل حالة الفتور التي اكتنفتها أواخر عهد الملك عبد الله رحمه الله، فهناك إدراك وإقرار بأهمية دور المملكة المركزي والمؤثر في أحداث المنطقة العربية والإقليم بشكل عام، وهناك حاجة ماسة لتلقي المقاومة للدعم من أكبر دولة عربية وأكثرها نفوذاً وتحريكاً لقواعد اللعبة، وقد كانت حماس تعتمد في وقتٍ سابق على علاقات ناعمة ومتميزة مع مراكز القوى داخل أروقة القرار في الديوان الملكي.
عوامل متراكمة وسعت الهوة بين حماس والسعودية كان أهمها عدم تبني الحركة لمبادرة الملك عبد الله للسلام والتلميح أنها تحمل اعترافاً بإسرائيل غير مقبول، فسهل الوسوسة للراحل حول موقف حماس السلبي من المبادرة، وجاء فشل اتفاق مكة وعملية الحسم العسكري في 2007 ليزيد الفجوة بين الطرفين، بعدما اعتبر الملك عبد الله أن الحسم تجاوز شخصي لمكانته، والعامل الثالث هو الموقف السلبي للملك الراحل من الإخوان المسلمين والذي تجسد بدعم انقلاب الفريق السيسي آنذاك على حكم الرئيس محمد مرسي.
أما السبب الرابع فيتمثل في علاقة حماس مع إيران وحزب الله، وهذا ما كان يقلق حقيقة وما زال بعض مراكز القوى بما فيها المتعاطفة مع الحركة في السعودية، لحساسية وتشابك وتعقيد كل ما يتعلق بإيران ومشروعها وعلاقتها وحلفائها، فالسعودية تعتبر الاهتمام الإيراني بالقضية ودعمهم للمقاومة ذرٌ للرماد في العيون، وحالة مُخادعة وتضليل لإخفاء الأطماع الفارسية الحقيقية في المنطقة، وموقف حماس أنها تلتقي مع أي قوى لهدف محاربة إسرائيل فقط دون التورط بتعقيدات المنطقة ومشكلاتها المتفجرة.
لا أحد ينكر الآن وجود تغيير حقيقي في المملكة العربية السعودية وأن هناك إدارة جديدة باستراتيجيات وحسابات أخرى تختلف بتفاصيلها عن العهد الماضي، مما يفتح المجال أمام فرصة عودة ترتيب العلاقة وتعزيزها بين الطرفين، خصوصاً لو اعتبرنا أن معظم التحفظات السعودية السابقة والتي أدت لبرود التعامل مع حماس تعود لأسباب تخص المحيطين بالملك الراحل وتوجهاتهم الشخصية، ولم تكن منسجمة وروح المملكة العربية السعودية في التعامل مع القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وعلى رأسها حماس.
مع الأخذ بعين الاعتبار ارتباط المملكة الوثيق وتوجهاتها القائمة على التزامات مصيرية مع الولايات المتحدة الامريكية، والذي أستبعد تضييقها للمساحة وفرضها لشروط حول تفاصيل تعامل العهد الجديد مع حركة حماس، والمتابع يجد أن بعض أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة تربطهم علاقات وطيدة مع حماس دون ممارسة أي ضغوطات أمريكية معاكسة لذلك، وهذه طبيعة عمل الإدارة الأمريكية في ترك مساحات واسعة لحلفائها طالما يحققون قدراً كبيراً من أهدافها الاستراتيجية.
أعتقد أن حركة حماس ستجتهد لإرضاء المملكة العربية السعودية بشتى السبل، طالما ضمنت لنفسها مساحة تحرك واسعة في النظام الإقليمي العربي تستطيع من خلاله الاستمرار بمقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إبراهيم المدهون
سارعت حركة حماس لتقديم برقية تعزية بوفاة العاهل السعودي الملك عبد الله ابن عبد العزيز، فهناك حرص حماسي لإعادة العلاقة مع المملكة على ما كانت عليه قبل حالة الفتور التي اكتنفتها أواخر عهد الملك عبد الله رحمه الله، فهناك إدراك وإقرار بأهمية دور المملكة المركزي والمؤثر في أحداث المنطقة العربية والإقليم بشكل عام، وهناك حاجة ماسة لتلقي المقاومة للدعم من أكبر دولة عربية وأكثرها نفوذاً وتحريكاً لقواعد اللعبة، وقد كانت حماس تعتمد في وقتٍ سابق على علاقات ناعمة ومتميزة مع مراكز القوى داخل أروقة القرار في الديوان الملكي.
عوامل متراكمة وسعت الهوة بين حماس والسعودية كان أهمها عدم تبني الحركة لمبادرة الملك عبد الله للسلام والتلميح أنها تحمل اعترافاً بإسرائيل غير مقبول، فسهل الوسوسة للراحل حول موقف حماس السلبي من المبادرة، وجاء فشل اتفاق مكة وعملية الحسم العسكري في 2007 ليزيد الفجوة بين الطرفين، بعدما اعتبر الملك عبد الله أن الحسم تجاوز شخصي لمكانته، والعامل الثالث هو الموقف السلبي للملك الراحل من الإخوان المسلمين والذي تجسد بدعم انقلاب الفريق السيسي آنذاك على حكم الرئيس محمد مرسي.
أما السبب الرابع فيتمثل في علاقة حماس مع إيران وحزب الله، وهذا ما كان يقلق حقيقة وما زال بعض مراكز القوى بما فيها المتعاطفة مع الحركة في السعودية، لحساسية وتشابك وتعقيد كل ما يتعلق بإيران ومشروعها وعلاقتها وحلفائها، فالسعودية تعتبر الاهتمام الإيراني بالقضية ودعمهم للمقاومة ذرٌ للرماد في العيون، وحالة مُخادعة وتضليل لإخفاء الأطماع الفارسية الحقيقية في المنطقة، وموقف حماس أنها تلتقي مع أي قوى لهدف محاربة إسرائيل فقط دون التورط بتعقيدات المنطقة ومشكلاتها المتفجرة.
لا أحد ينكر الآن وجود تغيير حقيقي في المملكة العربية السعودية وأن هناك إدارة جديدة باستراتيجيات وحسابات أخرى تختلف بتفاصيلها عن العهد الماضي، مما يفتح المجال أمام فرصة عودة ترتيب العلاقة وتعزيزها بين الطرفين، خصوصاً لو اعتبرنا أن معظم التحفظات السعودية السابقة والتي أدت لبرود التعامل مع حماس تعود لأسباب تخص المحيطين بالملك الراحل وتوجهاتهم الشخصية، ولم تكن منسجمة وروح المملكة العربية السعودية في التعامل مع القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وعلى رأسها حماس.
مع الأخذ بعين الاعتبار ارتباط المملكة الوثيق وتوجهاتها القائمة على التزامات مصيرية مع الولايات المتحدة الامريكية، والذي أستبعد تضييقها للمساحة وفرضها لشروط حول تفاصيل تعامل العهد الجديد مع حركة حماس، والمتابع يجد أن بعض أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة تربطهم علاقات وطيدة مع حماس دون ممارسة أي ضغوطات أمريكية معاكسة لذلك، وهذه طبيعة عمل الإدارة الأمريكية في ترك مساحات واسعة لحلفائها طالما يحققون قدراً كبيراً من أهدافها الاستراتيجية.
أعتقد أن حركة حماس ستجتهد لإرضاء المملكة العربية السعودية بشتى السبل، طالما ضمنت لنفسها مساحة تحرك واسعة في النظام الإقليمي العربي تستطيع من خلاله الاستمرار بمقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية