حماس ومنع إطلاق الصواريخ
إبراهيم المدهون
أي هدوء يشهده قطاع غزة يصب في مصلحة الفلسطينيين بالدرجة الأولى، فهو تعزيز لصمود شعبنا ومواقفه على الأصعدة المختلفة.
على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ألا تخجل من حفاظها على التهدئة، وأن تعمل على تنظيم إطلاق الصواريخ من غزة ما دام أن الاحتلال لا يفعل أي عدوان على الفلسطينيين.
ليس عيبا في السياسة سعي التنظيمات والحركات السياسية إلى اتباع السبل المختلفة لتحقيق أعلى درجات الاستفادة بما فيها الحفاظ على لحظات التقاط الأنفاس ما دام أن هذه الوسائل لا تمس ثوابت المشروع الوطني وإستراتيجياته بل تقوم على تقويته وتعزيزه.
ومن حق حركة حماس بصفتها قائدة المشروع المقاوم والحريصة عليه أن تضبط إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ما دام أن هناك تهدئة ملزمة للجميع ومتوافقا عليها من فصائل المقاومة المختلفة.
من يحاول إطلاق الصواريخ عليه أن ينتمي إلى جهة أو فصيل وطني معروف كالجهاد أو اللجان الشعبية أو كتائب أبو علي مصطفى وأبو الريش وما إلى ذلك، وأن يعلن الفصيل ذلك في الإعلام أمام الجماهير.
حركة حماس لا تمنع الناس بالقوة المسلحة، وإن كنت لا أرى حرجا من ذلك بصفتها مسؤولة شرعية عن القطاع، بل أجدها ترتب ذلك عبر التفاهم والرضا والتنسيق بين القوى.
ضبط الصواريخ ليس تخليا عن المقاومة، فالإعداد والتجهيز والتدريب هو مخ المقاومة وعصبها الأساسي، فلا مقاومة من غير إعداد، وقد أمر القرآن بالإعداد والتجهيز: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".
داخل هذا الإطار فإن الحكومة في غزة توفر بيئة صالحة وخصبة للمقاومين ليتدربوا ويصنعوا السلاح ويستوردوه، وتمنح لهم الأراضي اللازمة والإمكانات المطلوبة والتسهيلات الممكنة لتقوية النفس ورص الصفوف بالإضافة إلى ما تفعله وزارة الداخلية من ملاحقة العملاء ومحاكمتهم وتجفيف منابعهم.
في الاتجاه الآخر، مع ملاحقة والتضييق على المجموعات المتشددة ممن تحمل أفكارا منحرفة ولديها ميل للعنف المجتمعي الداخلي حتى في حال تحججت بقتال الاحتلال، فهؤلاء خطرهم كبير، فهم يعتقدون بكفر الحكومة والنواب والمجتمع، ويرتكبون سلوكيات مرفوضة، ولديهم اختراقات أمنية، ولا يتورعون عن استخدام سلاحهم ضد الآمنين من مخالفيهم.
ما يميز حركة حماس أنها تمتلك رؤية شاملة للتحرير ولا تقصر نضالها وكفاحها على شكل ولون واحد حتى في حال اعتبرت الكفاح المسلح الوسيلة الجوهرية والأساسية في الصراع مع العدو الصهيوني.
ويحسب لحماس أنها كانت الأكثر التزاما بالاتفاقات والتهدئة والأقوى في المواجهة، وقد قال أبو مازن في عام 2003: لدى حماس انضباط والتزام يفرض الاحترام والتقدير.
كما إن حماس سجلت في حرب السجيل 2012 انتصارا وصبرا وصمودا لم تشهده الساحة الفلسطينية من قبل، ولم يكن ذلك إلا بإعدادها واستعدادها واستثمارها الأمثل لحالات الهدوء المشهودة، وأثبتت أنها أمينة على سلاح المقاومة وتسعى إلى تطويره باستمرار، لهذا فالشعب الفلسطيني يثق بإدارتها الحكيمة لملفي التهدئة والمقاومة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية