حملة تخابر .. نحو ثقافة أمنية

حملة تخابر .. نحو ثقافة أمنية

الأحد 20 يونيو 2010

حملة تخابر .. نحو ثقافة أمنية

مصطفى الصواف



يبدو أن الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بوزاراتها المختلفة تأخذ على محمل الجد قضية التخابر والتعامل مع العدو، وأنها تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق هدفين رئيسين من وراء حملة (تخابر) التي بدأت منذ فترة ليست بالبعيدة، وقد توجهت الحكومة بوزاراتها أمس الجمعة بحملة توعية وتثقيف بهذه الحملة عبر خطباء المساجد، وهذا كان واحدا من أهداف الحملة وهو إرساء ثقافة أمنية، وتوضيح للمخاطر الناجمة عن التخابر مع الاحتلال، وحكم الإسلام فيها، ولم يكتف خطباء المساجد بذلك بل تطرق بعضهم- إن لم يكن أغلبهم- إلى تحديد طرق السقوط، وطرق المراقبة، وطرق العلاج.
الهدف الثاني من حملة (تخابر) هو إتاحة الفرصة للذين سقطوا في غفلة وقلة وعي في أحبال العمالة ووحلها كي يتراجعوا عن الاستمرار في السقوط من خلال التأكيد لهم بأن يد القانون ستطالهم يوماً ما، وأن فتح باب التوبة الذي أتاحته الحكومة الفلسطينية لن يستمر كثيراً ، وسيغلق، وعندها فلا لوم إلا على النفس التي أبت إلا السقوط والاستمرار في السير في هذا الطريق الموصل إلى الهلاك.
والحملة تستخدم كل الإمكانات المتاحة، والجهة التي تقوم عليها أعتقد أنها تستخدم كل الوسائل التي يمكن من خلالها الوصول إلى كل زاوية، وكل بيت، وكل حي، وكل مدينة ليس فقط في قطاع غزة، بل هذه الحملة وصلت إلى كل فلسطين نتيجة شمولية أدواتها الإعلامية الخاصة والعامة، سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة ، أو من خلال الشعارات أو اللافتات التوضيحية، وكذلك عبر النشرات التوعوية والبروشورات، ومن خلال الندوات الجماهيرية والخاصة، ومن خلال الاتصال الشخصي، وتوجت هذه الحملة عبر توظيف خطباء المساجد سواء خلال الدروس اليومية الوعظية أو عبر خطب الجمعة.
حملة (تخابر) أعتقد أنها ستؤدي نتائج إيجابية خاصة بعد أن سبقها تنفيذ حكم الإعدام ببعض كبار العملاء، ثم عبر فتح باب التوبة وإتاحة المجال أمام العملاء، والذي تشير المعلومات أن نتائجها إيجابية؛ ولكن حتى تكون الحملة ناجحة يجب أن لا تتوقف، وأن تتواصل بطرق مختلفة وحملات تذكيرية متواصلة ومتنوعة، كذلك أتمنى على الحكومة والقائمين على الحملة أن يمددوا فترة باب التوبة أمام العملاء، وأن لا يغلقوه في المدة المقررة، على أن لا يكون هذا التمديد لفترة ليست بالطويلة؛ ولكن لفتح المجال أمام المترددين للتفكير بشكل جدي بالعودة عن هذا الطريق، وتسليم أنفسهم لجهات الاختصاص حتى يطهروا أنفسهم، لأنه مهما ملك العميل من مهارات للتمويه، لكنه لن ينجح على طول المدى في التخفي، وإذا نجح ففي نهاية المطاف العدو سوف يعمل على كشفه بعد أن يصبح عبئا ثقيلا عليه، ويعمل على التخلص منه.
حملة التوعية مطلوبة، وكشف طرق العدو في الإسقاط واجبة، وطرح آليات المواجهة مع العدو والحد من محاولاته يجب أن تستمر وبشكل منهجي علمي متواصل.
قد يستغرب البعض عندما نقول إن العدو لا يترك مجالاً للإسقاط إلا ويستخدمه، ولا يترك مكاناً يمكن الوصول إليه إلا ويصل إليه سواء للتجنيد، أو للقاء المجندين الجدد في صفوفه، خاصة وأن هناك ساحات عربية فتحت له، وكما تشير المعلومات أن الأراضي المصرية باتت مركزاً لجهاز (الشاباك) الإسرائيلي، خاصة بعض مناطق سيناء والعريش، حيث جعلوا من هذه المناطق أماكن للالتقاء بالعملاء، وتجنيد وربط بعضهم، بعد أن حال الوضع في قطاع غزة بين الاحتلال والتواصل مع العملاء، وذلك إما في غفلة من الأجهزة الأمنية المصرية!! أو بعلمها وهذا أدهى وأمر، لذلك علينا أن نحذر، وان نعمل بكل جهد وطاقة للحد من مخططات العدو وإفشالها.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية