حوار الطرشان ومجزرة يطا ... بقلم : إبراهيم المدهون

الجمعة 29 نوفمبر 2013

حوار الطرشان ومجزرة يطا

إبراهيم المدهون

تعترف قيادة حركة فتح أن ما يجري بينها وبين الاحتلال من مفاوضات عبارة عن حوار طرشان، فهناك فجوة كبيرة ما بين المأمول فلسطينيا والواقع (إسرائيليا)، ومع هذا لم يصل المفاوض الفلسطيني وقيادة المقاطعة للشجاعة والاعتراف بفشل المفاوضات وانسداد أفق طريقهم القائم على التنازلات والاستسلام للخصم، ولم يحاولوا حتى اللحظة احداث تغيير حقيقي والبحث عن وسائل اخرى في علاقتهم مع (الإسرائيليين).

ولم يتجرأ الرئيس عباس حتى اللحظة ليذهب نحو المصالحة والشراكة، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق أصول المشروع الوطني واستنهاض قطاعات الشعب المختلفة لتبني خيار آخر بعيد عن الدوران حول الفشل. ما يحول بين أبو مازن وقيادات السلطة وبين التفكير خارج صندوق المفاوضات والتنسيق الأمني والالتزام بالإملاء (الإسرائيلي) خوفهم على امتيازاتهم ومصالحهم الشخصية، فهم يمارسون المفاوضات كتجارة يتكسبون من خلالها ويتمتعون بهذا البذخ والترف والسفريات وبطاقات VIP، ولهذا لا ينتظر من سيادتهم خطوة واحدة خارج الإطار المحدد لهم عبر السياسات الأمريكية و(الإسرائيلية).

تحذيرات وتلويحات قيادة حركة فتح حول بدائل فشل المفاوضات أسوأ من استمرارها في المفاوضات، وشر البلية ما يضحك، فقد جاء على لسان عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث أن القيادة الفلسطينية جاهزة تماما للانضمام الى المنظمات الدولية لأن المفاوضات مع الجانب (الإسرائيلي) لم تتقدم قيد أنملة. هذا هو التهديد الوحيد الذي تفتقت عنه عقلية مركزية حركة فتح، فلوحت مهددة الاحتلال أمام ابتلاع الأرض وتهويد المدن والمقدسات، والسطو على الأغوار واختطاف الناس وإذلالهم وقتلهم بدم بارد، فشعث يهدد بسلاح الانضمام الى المنظمات الدولية في حال بالغت (إسرائيل) في المعيقات، وماذا جنينا بعد الانضمام للأمم المتحدة أهم منظمة دولية أصلا؟! أم أننا كشعب علينا التصديق والاقتناع مرة أخرى أن مجرد الانضمام للمنظمات الدولية في هذا الواقع الكئيب هو نصر وفتح مبين؟ ألم نكتشف ان هذه الفرقعات لا تغني ولا تسمن من جوع؟! وأن الواقع ازداد سوءا وأن حلم التحرير وإقامة الدولة أصبح نوعا من أنواع التفكه والتندر.

إن أخطر ما يحدث في الضفة الغربية اليوم أنها تضيع وتنهار وتنحدر من غير كوابح أو أفق، ولهذا زادت عمليات الاغتيال التي كان آخرها اغتيال الشهداء الثلاثة محمود خالد النجار وموسى عبد المجيد فنشة من مدينة يطا، ومحمد فؤاد نيروخ من مدينة الخليل. عمليات القتل والاغتيال المتكررة في الضفة الغربية تطرح السؤال مجددا عن جدوى المفاوضات؟ وما حقيقة دور التنسيق الامني الذي يكبل الشعب الفلسطيني ويمنعه من الدفاع عن نفسه، ويحمل الفصائل الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن صمتها وازدياد الاعتداء على شعبنا من غير رد.

الضفة الغربية اليوم أمام انسداد أفق العملية السياسية، وكارثة العدوان (الإسرائيلي) المتكرر وغياب أمل الاصلاح والانفراج وعجز الكوادر القديمة من جميع التيارات، مما يدفع بشكل ملح جدا الأجيال الجديدة لتمتلك زمام المبادرة وتفعل ما عجز عن فعله القيادات الهرمة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية