حوار رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مع المونيتور

السبت 04 مايو 2013

حوار رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مع المونيتور

أكد السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن جهود وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لم تحمل رؤية جادة لحل عادل للقضية، حيث لم يضغط على الطرف الإسرائيلي، الذي يحتل الأرض، واكتفى بتوجيه ضغوطه على الأطراف العربية والرئاسة الفلسطينية ودفعهم إلى مشاريع شكلية متكررة بعيداً عن جوهر الصراع والقضية، ولذلك ستفشل هذه المحاولات كما فشلت سابقاتها.

وأضاف خلال لقاء صحفي حصري بــ"المونيتور" هو الأول الذي يجريه بعد تجديد انتخابه زعيماً لحركة حماس، أن الانتخابات الأخيرة التي خاضتها الحركة شكلت فرصة حقيقية لممارسة ما تدعو إليه من سلوكيات ديمقراطية، تمثلت بتجدد تشكيل قيادة الحركة الأولى ودخول دماء جديدة إليها، ويظل للجميع من قيادات الحركة دورهم ومكانتهم المحترمة في نفوس إخوانهم جميعاً.

وإليكم نص المقابلة كاملة...

المونيتور: ماذا عن نتائج الانتخابات الأخيرة التي خاضتها حماس مؤخراً، وخروج بعض القيادات التاريخية من الصف الأول؟

مشعل: لاشك أن الأسابيع الأخيرة التي مرت بها الحركة شكلت فرصة تاريخية لتطبيق ما تدعو إليه من شعارات ديمقراطية في سياستها الداخلية، وبدون الخوض في التفاصيل, فإن حماس خاضت انتخابات داخلية لهيئتها القيادية العُليا ممثلة في مجلس الشورى العام ومكتبها السياسي. لتستحق عن جدارة وصف أنها حركة ديمقراطية وشورية رغم سريتها وخصوصيتها, وكثرة الموانع الأمنية واللوجستية خاصة في ظل توزعها الجغرافي في الداخل والخارج.

انتخابات قيادة الحركة تمت بآليات ديمقراطية عالية ومُقدرة: ترسم الطريق, وتضع الخطط, وتحدد البوصلة، وقد شاركت فيها جميع مستويات الحركة من القاعدة إلى القمة, ما يعني أن حماس خاضت عملية ديمقراطية متكاملة الأركان في شكلها ومضمونها ونتائجها.

وبالتالي فمن الطبيعي في ظل عملية انتخابات ديمقراطية حقيقية أن يتجدد تشكيل قيادة الحركة، وأن تدخلها في كل مرة دماء جديدة، ويظل للجميع من قيادات الحركة دورهم ومكانتهم المحترمة في نفوس وقلوب إخوانهم جميعاً.

أخيراً، فإن إصرار حماس على التمسك العملي بمبدأ الشورى والديمقراطية في انتخاب مؤسساتها القيادية المختلفة هو الذي جعل انتخاباتها تستغرق هذا الوقت الطويل ما يزيد عن عام.

المونيتور: لاشك أن المصالحة مع فتح والسلطة الفلسطينية تعتبر من أهم البنود على أجندة قيادة حماس الجديدة، ماذا عن آخر أخبارها، ومتى يفترض أن تلتقي بالرئيس عباس لإتمامها؟

مشعل: مهم الإشارة في البداية إلى أن المصالحة ضرورة وطنية وحمساوية، وهو موقف حاسم للحركة إذ لا يمكن بدونها إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني وحشد الجهود في مواجهة المحتل الإسرائيلي، كما لا يمكن إجراء أية انتخابات رئاسية أو تشريعية بدونها، والحركة جادة بشأن تنفيذ كافة الملفات المتعلقة بالمصالحة، وتحقيق الشراكة مع الآخرين في الساحة الفلسطينية، وهو ما أكدت عليه قيادة الحركة خلال اجتماعها الأسبوع الماضي.

إن حماس بقيادتها الجديدة تواصل تصميمها على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يستغل حالة الانقسام، ويضع العراقيل في طريق المصالحة، فضلاً عن التدخلات الخارجية الأخرى والفيتو الأمريكي على المصالحة. وهو ما يوجب علينا كفلسطينيين الإصرار على طي صفحة الانقسام وتذليل العقبات التي تعترض المصالحة الوطنية.

حماس وهي تسعى لتحقيق المصالحة الوطنية لا تتخلى عن مبادئها وثوابتها الوطنية، بل تبحث عن نقاط التقاطع مع شركائنا من فتح وباقي الفصائل بما يخدم مصلحة شعبنا ومشروعه الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وفي نفس الوقت فحماس لا تخشى الانتخابات والاحتكام لصناديق الاقتراع لأنها تؤمن بالديمقراطية في بناء النظام السياسي الفلسطيني، وهي في ذات الوقت تثق بشعبها العظيم وتحترم خياراته.

الشراكة وليس البديل

المونيتور: هل يمكن أن نرى بجانب اسمك في المرحلة القادمة لقب "الرئيس الفلسطيني"، إذا ما تمت المصالحة، وجرت انتخابات عامة للسلطة الفلسطينية؟

مشعل: أنا منذ أن دخلت حقل العمل الوطني والإسلامي منذ نعومة أظفاري في سن مبكرة، ووصلت بفضل الله إلى أن أشارك في تأسيس حركة حماس، بجانب مجموعة قيادية عظيمة من أبناء شعبنا الفلسطيني قبل أكثر من ربع قرن، لم أتطلع لأن أحصل على لقب هنا، أو منصب هناك، أنا أعتبر نفسي خادماً لأبناء شعبي ولقضيته العادلة بصرف النظر عن الموقع.

أنا لا أزاحم أحداً، فحماس بالأساس لا تطرح نفسها بديلاً عن احد، بل تمارس حقها الطبيعي في مقاومة الاحتلال والمشاركة مع الآخرين في مؤسسات القرار الفلسطيني، سواء في المنظمة أو السلطة، ونمارس هذا الحق على قاعدة الشراكة مع الآخرين، وليس كبديل عن أحد.

المونيتور: كيف تقيم حماس جهود وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الأخيرة في المنطقة لإحياء عملية السلام، وأين غزة من هذه الجهود؟

مشعل: بدا واضحاً أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لا يحمل مشروعاً أو رؤية جادة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، ونحن في حماس لا نعلق آمالنا ورهاناتنا على البيت الأبيض أو أي عاصمة دولية. صحيح أننا تابعنا ما أعلنه "كيري" من تصريحات ودعوة لتجديد المفاوضات، كما رأينا كيف أنه اختار الضغط على الرئاسة الفلسطينية، وبعض الأطراف العربية، دون أن يذهب إلى أساس المشكلة وهي الاحتلال الإسرائيلي والضغط على قيادته التي قتلت ما يُسمى بعملية السلام، وما زالت ترفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية.

"كيري" قدم إلى المنطقة وهو يعلم مسبقاً أنه أمام أكثر حكومة إسرائيلية يمينية، هي حكومة المستوطنين، ولذلك تجنب المواجهة معها, وطرح أفكار السلام الاقتصادي والمشاريع الاستثمارية في الضفة الغربية، دون أن يدخل إلى صلب الموضوع الحقيقي للصراع وهو الاحتلال، وهذا اختيار خاطئ من قبل الإدارة الأمريكية، ولذلك ستفشل في هذه المساعي كما فشلت من قبل. إن قناعتنا تكمن في أن مستقبل القضية الفلسطينية وإنجاز حقوق شعبنا وعلى رأسها الحرية والتحرر والتخلص من الاحتلال يصنع هنا على الأرض، وذلك من خلال امتلاكنا لخياراتنا المفتوحة، ولأوراق القوة، وعلى رأسها المقاومة بكل أشكالها، مع بقائنا منفتحين على الوضع الإقليمي والدولي، والاستفادة من كل الفرص المتاحة، ولكننا لا ولن نستجدي أحداً. ولابد أن أقول هنا كلمة واضحة، وهي أن عجلة التاريخ ومسيرة الشعوب نحو الحرية والتحرر لا يستطيع أن يوقفها أحد في العالم مهما عظمت قوته.

غزة غابت عن جهود الإدارة الأمريكية، لأن هذه الجهود لا تهدف إلى حل القضية حلاً عادلاً، ولا إلى إنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني، بل هي جهود محصورة في إدارة الأزمة وكسب الوقت والإبقاء على وجود "عملية سلام" بدون سلام حقيقي.

المونيتور: ماذا عن شواهد الأسلمة الأخيرة في غزة، وخطوات الحكومة هناك لفرض بعض المسلكيات ومكافحة أخرى، وألا ترى أن ذلك قد يسيء للحركة؟

مشعل: الحقيقة أن معظم ما تناولته وسائل الإعلام مؤخراً من تقارير ومعلومات حول هذا الموضوع لا يتعدى كونه تجاوزات فردية من بعض الأفراد، ولا يصل لمستوى أن يكون سياسة حكومية أو قراراً تنظيمياً من حماس، وقد تواصلت شخصياً لمتابعة هذه الحالات ومعالجتها ومنع تكرارها، وتأكد لي أنها تصرفات فردية وليست سياسة مقررة.

قيادة الحركة تؤمن عن قناعة بعدم فرض التدين والأمور المسلكية على الناس، فالحرية الشخصية حق للجميع مضمونة للجميع، سواء الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو الصحفية، ولذلك لا أرى داعياً لتضخيم بعض الأحداث الصغيرة هنا وهناك.

مع العلم أن المجتمع الفلسطيني عموماً، وأهل قطاع غزة خصوصاً متدينون بطبعهم، والتدين قائم على الاختيار وليس على الإكراه.

التنسيق الميداني

المونيتور: استمراراً للحديث عن الأوضاع في غزة، ماذا عن الظاهرة السلفية، ومدى انتشارها هناك، وحقيقة حجمها؟

مشعل: الظاهرة السلفية ظاهرة عامة وموجودة في كثير من الدول والساحات، وليست قصراً على غزة. وهي تمثل جزءاً من حالة التعدد والتنوع في الإطار الإسلامي. مع العلم أن المفهوم السلفي قديم، إذ يعني العودة إلى السلف الصالح منذ الصحابة والتابعين، والسلفية بهذا المفهوم هي جزء من الإسلام الوسطي المعتدل، الذي هو الطبيعة الحقيقية للإسلام.

لكن تظهر أحياناً بعض المجموعات المتشددة والمغالية في فهمها وفي سلوكها العملي، وهذه نماذج موجودة لدى أتباع مختلف الديانات والأفكار وليس قصراً على الإسلام والمسلمين، وتنشأ هذه المجموعات في المنطقة العربية في الغالب كرد فعل على تطرف بعض الأنظمة وقسوتها في التعامل مع الشعوب، وكرد فعل أيضاً على سياسات بعض الدول الكبرى المنحازة للاحتلال الإسرائيلي, والتي تمارس أشكالاً أخرى من العدوان أو الاحتلال المباشر كما جرى في أفغانستان والعراق.

غزة مكان آمن للجميع، لسكانه وضيوفه، ولذلك ليست هناك مخاوف من أحد، أو على أحد، والتقارير الأخيرة في معظمها أرادت تصوير غزة كما لو أنها تحولت إلى بؤرة لهذه المجموعات، والأمر ليس كذلك إطلاقاً.

المونيتور: تربطكم علاقة قوية بحركة الجهاد الإسلامي، ماذا عن تنسيقاتكم الميدانية وتواصلكم السياسي؟

مشعل: لاشك أن العلاقة التي تربطنا بأشقائنا في حركة الجهاد وثيقة ومتينة، وقد ثبت ذلك عملياً خلال الحربين الأخيرتين على غزة، حيث كان التنسيق الميداني والسياسي في ذروته، وما زال التواصل السياسي والتعاون على أحسن وجه، لأننا نعتقد أن مثل هذه العلاقة هي الحالة الطبيعية لكلينا.

لكن هذا لا يلغي أن مجال التنافس بين الحركتين مر في بعض الأحيان في بعض المنعطفات السلبية، سرعان ما استدركناها على الفور، لأننا على ثقة أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، كما أن المفاهيم والمنطلقات والوسائل تكاد تكون متشابهة بيننا، ولذلك فنحن نسعى لمزيد من التطوير والتحسين في العلاقة والعمل المشترك على مختلف الأصعدة: السياسية، والعسكرية، والميدانية، خاصة وأن أمامنا تحديات كبيرة بحاجة لمزيد من اللحمة والتكاتف، كما أن معركتنا واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

المونيتور: يرى البعض أن حماس من أكثر المستفيدين من ثورات الربيع العربي، كيف تخبرنا عن علاقاتكم مع حلفائكم الجدد: مصر وقطر وتركيا؟

مشعل: مهم في البداية الإشارة إلى أن حماس مع توجهات الشعوب العربية في الحرية واستقلال القرار، ومقاومة مظاهر الفساد والاستبداد، دون أن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولذلك جاءت مواقفها منسجمة مع هذه الثورات دون فرق بين هذا الشعب أو ذاك، أو هذه الثورة أو تلك.

من جهة أخرى، فإن علاقاتنا مع الدول الجديدة، ليست جديدة أو مستحدثة، فهذه سياسة حماس منذ تأسيسها، أنها تفتح علاقات سياسية مع الجميع، ولا توصد أبوابها أمام أحد، ولم نكن أبداً في يوم من الأيام مع سياسة المحاور الإقليمية أو الاصطفافات الدولية، بل إن معيار اقترابنا من هذه الدولة أو تلك هو مدى الدعم الذي تقدمه للقضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، وبما يحقق المصلحة العامة للجميع. ولذلك بإمكانك أن تراجع السجل التاريخي لعلاقات حماس العربية والإقليمية والدولية، والتأكد من هذه الحقيقة.

حماس لم تعادِ دولة ما ولم ترتمِ في حضن دولة أخرى، وتحتفظ بعلاقات جيدة ووثيقة مع معظم الدول العربية، لأنه على ثقة بأن هذه العلاقات إنما هي ذخر وسند للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ولا شك أن علاقتنا مع مصر وقطر وتركيا ممتازة، ونقدر مواقفها المتميزة لصالح شعبنا وقضيتنا، ونحن في ذات الوقت حريصون على توسيع علاقاتنا السياسية مع الجميع ولمصلحة الجميع.

تقارير كيدية

المونيتور: هل تتفق فيمن يصف علاقة حماس مع مصر بأنها "هشة وفاترة"، في ضوء الاتهامات الأخيرة الموجهة للحركة في الإعلام المصري؟

مشعل: على العكس من ذلك، فقد شهدت علاقة حماس مع الدولة المصرية تحسناً مطرداً بصورة غير مسبوقة، وتربطنا بمختلف قياداتها ومؤسساتها صلات ممتازة، لأن مصر بالنسبة لنا هي الحضن الدافئ لفلسطين، وأملنا أن تتجاوز مصر مرحلتها الانتقالية وهي بأحسن حال، بما يحقق خير شعبها الكريم ومصالحه وأمنه، وبما يمكنها من التفرغ لمهامها التاريخية التي تتوقعها الأمة العربية منها.

أكثر من ذلك، فقد عقدت مستويات قيادية مختلفة في حماس اجتماعات مع أطراف مصرية رسمية وحزبية عديدة لدحض وتفنيد الافتراءات والاتهامات الباطلة الموجهة للحركة، وقد ثبت لهم بطلانها، وعبّر عن ذلك بعض المسؤولين في الجيش وفي وزارة الداخلية المصرية مؤخراً. وبات واضحاً أن اتهامات بعض وسائل الإعلام المصرية ليست إلا افتراءات وأكاذيب بحق الحركة لزج اسمها في الخلاف الداخلي المصري لا أكثر ولا أقل.

نحن في حماس نحترم أمن مصر القومي وشؤونها الداخلية، ونحترم خصوصيتها، ولا نتدخل في شؤونها الداخلية، ولسنا طرفاً في الاستقطاب الداخلي الذي تعيشه مصر هذه الأيام.

المونيتور: ماذا عن الوضع في سوريا، لاسيما مع صدور بعض التقارير الغربية التي تتحدث عن تدريب مقاتلي حماس لعناصر الجيش السوري الحر؟

مشعل: باختصار، نحن مع تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة والإصلاح والديمقراطية، وبالتالي نحن مع الشعب السوري في ذلك، فنحن نؤمن بهذه القيم والحقوق ونمارسها، وهذا هو حق الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية جميعاً.

لكننا في ذات الوقت لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أياً كانت، ولا نتدخل في الأزمة السورية ولسنا طرفاً فيها، على الرغم من ألمنا الشديد لاستمرار نزف دماء الشعب السوري وسقوط العدد الكبير من الضحايا وهذا التدمير المتواصل لسوريا كبلد ودولة.

وانطلاقاً من هذا الموقف الواضح والسياسة الواضحة، فإني بكل ثقة أؤكد أنه لا صحة على الإطلاق لتلك التقارير الغربية حول مشاركة حماس في تدريب عناصر الجيش السوري الحر، هذه أكاذيب تهدف لخلط الأوراق.

المونيتور: أعلم أن علاقة وثيقة كانت تربطكم بحزب الله وكذلك مع إيران، هل ما زالت هذه العلاقة؟

مشعل: نعم جمعتنا في السنوات الماضية كما هو معروف علاقات وثيقة مع الإخوة في حزب الله ومع إيران، ومع أطراف ودول أخرى، وكل ذلك كان على قاعدة المقاومة والنضال في مواجهة المحتل الإسرائيلي، فنحن أصحاب قضية عادلة، وسعينا دائماً لحشد جهود الأمة وأحرار العالم لدعم قضيتنا والوقوف إلى جانب شعبنا. ومما لا شك فيه أن علاقتنا بحزب الله وإيران تأثرت في الآونة الأخيرة نتيجة التباين في الموقف تجاه الأزمة السورية، فلدينا موقف مختلف تجاه هذه الأزمة، لكن العلاقة ما زالت قائمة وإنْ تأثرت جرّاء ذلك.

المونيتور: لقد بدا الاختلاف بينكم وبين إيران واضحاً جداً في الموقف من سوريا، كيف ستعوضون الدعم الذي قدمته لكم: مالياً وعسكرياً؟

مشعل: حماس تقدر عالياً كل من دعمها ويدعمها في معركتها ضد المحتل الإسرائيلي، وهي تشعر بالامتنان لما قدمته إيران في هذا الخصوص، لكن حماس في ذات الوقت لا تختصر أوجه دعمها في دولة واحدة، بل إنها تحرص على تنويع مصادر دعمها من أكثر من جهة، وتظل حماس حريصة على الحفاظ على علاقاتها السابقة واللاحقة حتى مع وجود أوجه اختلاف أو تباين في بعض القضايا، فالعلاقات السياسية لا تعني التطابق في المواقف ولكن العمل والتعاون في المساحات المشتركة.

المونيتور: السؤال الذي يطرحه الكثيرون هنا في غزة: متى سنراك من جديد تزورها ثانية؟

مشعل: لقد كان لغزة مكانة عظيمة في قلبي، وموضع متقدم في عقلي وتفكيري، لأكثر من سبب واعتبار، فضلاً أنها جزء عزيز من وطني فلسطين، أمّا بعد زيارتي لها قبل أشهر، واحتكاكي بأهلها عن قرب، وتواصلي مع فعالياتها، فقد زادت مكانتها أضعافاً مضاعفة، وارتفع قدرها بصورة كبيرة، وهو ما يجعلني في شوق دائم لزيارتها، وقد يكون ذلك في قادم الأيام، متى تسنح الفرصة المناسبة.

وفلسطين بكل مدنها وقراها وسهولها وجبالها وبحارها عزيزة علي وعلى كل واحد من أبنائها.

وسيأتي يوم ليس ببعيد بإذن الله أقوم فيه بزيارة الضفة الغربية وهي محررة من الاحتلال، وكما انسحب الجيش الإسرائيلي مضطراً من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، فسوف يتمكن شعبنا مرة أخرى بالمقاومة والنضال من دحر الاحتلال عن الضفة. حينها تكون الزيارة بطعم خاص لأنها لن تتم بإذن وتصريح من الاحتلال بل بإرادتنا الفلسطينية الحرة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية