حول إيران وحزب الله! ... بقلم : مؤمن بسيسو

الأربعاء 15 مايو 2013

حول إيران وحزب الله!

بقلم:مؤمن بسيسو

هل يمكن قطع كل العرى والروابط والصلات مع حزب الله وإيران بفعل انخراطهما العملي والعملياتي في أتون الأزمة السورية، ودعمهما اللامحدود لنظام الأسد الموغل في الوحشية والإجرام بحق أبناء شعبه التائقين للحرية والكرامة والخلاص؟!

ابتداء، ينبغي الإقرار بدور حزب الله وإيران في مواجهة كيان الاحتلال، والاعتراف بأن الكثير من العتاد العسكري الذي تم استخدامه في مقاومة الاحتلال، وخصوصا في الحرب الأخيرة، ذو ماركة إيرانية بحتة، ناهيك عن الخدمات الفنية التي تولت إيران تقديمها وتزويد المقاومة الفلسطينية بها طيلة المرحلة الماضية.

واقع الحال أن المعادلة الخاصة بإيران وحزب الله بالغة التعقيد، فهي تتشكل من أخلاط من العمل الثوري ضد (إسرائيل) الذي يعكر صفوه العمل الطائفي والاصطفاف المذموم إلى جوار النظام السوري الدموي، الذي يقترف المجازر ويسفك الدماء بدم بارد ضد الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء ليل نهار.

العمل الثوري المقاوم ضد (إسرائيل)، وامتلاك إرادة القتال ضد طغيانها في الأرض حتى النهاية، عملة نادرة هذه الأيام، ويجدر الحفاظ عليها ودعم آفاق استمرارها وتطوير آليات عملها دون كلل أو تقصير.

في ذات الوقت فإن توفير الغطاء السياسي والدعم العسكري لنظام استبدادي دموي، أيا كانت حسناته في مجال دعم واحتضان المقاومة، يشكل خطيئة كبرى لا تغتفر بأي حال من الأحوال، وصدمة قيمية ذات آثار عميقة وارتدادات عنيفة على مجمل المحيط السياسي، والدائرة الثورية والإسلامية على وجه الخصوص.

في حالة إيران وحزب الله التي تشكل نموذجا متقدما في مواجهة المشروع الصهيوني لا مجال للتضاد أو الافتراق التام، فلا معنى لذلك إلا ترك الطرفين يغرقان أكثر فأكثر في أوحال الأزمة السورية، ويذهبا بالآمال المعلقة على وحدة الأمة في وجه الكيان الصهيوني ومشاريعه العنصرية ومخططاته العدوانية.

إعادة ضبط بوصلة إيران وحزب الله فيما يخص الأزمة السورية ممكنة وغير مستحيلة، ولن يتأتى ذلك إلا عبر استحداث مقاربة سياسية جديدة توقف شلالات الدماء السورية النازفة، وترسي حلا سلميا يضمن إعادة هيكلة النظام والسلطة في سوريا بما يلبي كرامة وحقوق الشعب السوري، ويحافظ على دوره السياسي والإقليمي في مواجهة (إسرائيل) والهيمنة الأمريكية على المنطقة.

لا شك أن أمواج النقمة والغضب على موقف إيران وحزب الله بخصوص الموضوع السوري عاتية للغاية، إلا أن مصلحة القضية الفلسطينية ووحدة الأمة العربية والإسلامية، تقتضي التعالي على الجراح والبحث عن أفضل الصيغ لتجاوز المحنة الراهنة التي توشك أن تطيح بالمقدرات الاستراتيجية للأمة، وتضع عناصر قوتها الأساسية تحت مقصلة الاصطفاف الحزبي والهوى الطائفي.

سيناريو الافتراق عن إيران وحزب الله ليس حلا، فنحن بحاجة إلى كل جهد ضارب في وجه المشروع الصهيوني من جهة، فضلا عن حاجتنا إلى حماية الأمة وكياناتها من مشاريع التفتيت والتفسيخ والتقسيم من جهة أخرى.

قد يكون سيناريو التوافق والوفاق الأكثر نجاعة وجدوى لحل الأزمة السورية، ولا مناص من الدفع باتجاه بلورة جهد عربي وإسلامي واسع يضمن إرساء مقاربة سياسية جديدة مقبولة تنهي الجرح المفتوح في سوريا، وتضمن إبعادها عن يد التدخلات الخارجية الخطيرة التي تبغي سحق مقومات قوتها واستقرارها وتدمير حاضرها ومستقبلها.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية