حيرة وخيبة
د. يوسف رزقة
غادر أوباما مطار اللد المحتلة بشهادة حسن سير وسلوك، واستبقى من خلفه سلطة فلسطينية تتجرع كأساً مترعةً من الحيرة والخيبة والمرارة.
قال لعباس لا معنى لوقوفكم عند وقف أوتجميد الاستيطان، فلقد أطلتم الوقوف ولم يحدث شيء، واستمر الاستيطان، لذا عليكم القفز عن هذا الموقف والعودة إلى المفاوضات، وسأترك جون كيري ليبذل جهوداً للتقريب والجمع بينكم.
كان أوباما بليغاً في دغدغة مشاعر عباس وهز موقفه من المفاوضات ومن شرط وقف الاستيطان، وأحسب أن أوباما قد سجل هدفاً في شباك سلطة حائرة متحيرة.
كانت زيارة أوباما(إسرائيلية 100%)، فقد أعطى (إسرائيل) الأمن الذي تطلبه، وأعطاها (الدولة اليهودية القومية) التي تنشدها، وطلب من العرب تطبيع علاقاتهم مع تل أبيب، وتفاهم مع نتنياهو على دور كل منهما في سوريا، وكيف تؤمن أمريكا مستقبل (إسرائيل).
أخذت (إسرائيل) كل ما تريد من الأقوال ومن الأفعال ومن المواقف ومن الأعمال. وأخذ محمود عباس بعض الأقوال التي لا سمن فيها ولا غنى. قال لعباس أنت شريك سياسي محترم لإسرائيل ولنا، وحماس حركة إرهابية تعمل لتدمير (إسرائيل)، وظل عباس صامتاً ساكتاً يؤمن على ما قاله أوباما، ونسي واجبه الوطني بالدفاع عن حماس كحركة تحرر وطني يؤيدها نصف الشعب الفلسطيني على الأقل. نسي قائد م ت ف الممثل الوحيد الشرعي ! للشعب الفلسطيني أنه لا يجوز له السكوت عندما يشتم غريباً نصف الشعب، وأن تمثيل الشعب يقتضي منه الدفاع عنه بغض النظر عن خلافاته الحزبية مع حماس.
لا تنتظر حماس من عباس أن يدافع عنها، ولا تنتظر شهادة حسن سلوك من أوباما، فهي تعرف ما لها وما عليها كحركة تحرر وطني، لكن الشعب الفلسطيني هو الذي ينتظر ممن يدعي أنه يمثل الشعب أن ينصف شعبه، وأن يمنع الغريب من شتم أقربائه أمامه وأمام الإعلام ؟!. غادر أوباما مطار اللد ممتناً (لبيبي) بعد أن استعاد بعض الدفء إلى العلاقات الثنائية وهو دفء ربما يساعد الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي، وبعد أن تفاهما على إدارة المتغيرات الإقليمية وتوجيهها بما يخدم مصالح البلدين.
لم تتحدث وسائل الإعلام العبرية عن نقاط اختلاف أو تباين في المحادثات بين نتنياهو وأوباما، لأن الزيارة استهدفت ترميم العلاقات وإزالة شوائبها ومع ذلك فقد ظل (بيبي) غير معجب بالرجل الأسود.
لم تتحدث وسائل الإعلام عن نقاط اختلاف مع نتنياهو ولم تتحدث أيضا عن نقاط اتفاق مع محمود عباس، إذ لم يحظ عباس بموقف جديد لأوباما يمكنه الفخر به أو الدفاع عنه أمام منتقدي زيارة أوباما أو أمام الرافضين للعودة إلى المفاوضات، لم يحظ عباس باعتراف أمريكي بالدولة على حدود 67، واستقبل عباس أوباما باسم السلطة وليس باسم الدولة، وفي الختام ودع أوباما ودخل إلى المقاطعة في حيرة محيرة وخيبة مملة، هل يعود للمفاوضات أم يستبقي حرده ويخسر دولاراته ؟ الحيرة والخيبة هي ميراث عباس من زيارة أوباما العظيم في مارس 2013.
د. يوسف رزقة
غادر أوباما مطار اللد المحتلة بشهادة حسن سير وسلوك، واستبقى من خلفه سلطة فلسطينية تتجرع كأساً مترعةً من الحيرة والخيبة والمرارة.
قال لعباس لا معنى لوقوفكم عند وقف أوتجميد الاستيطان، فلقد أطلتم الوقوف ولم يحدث شيء، واستمر الاستيطان، لذا عليكم القفز عن هذا الموقف والعودة إلى المفاوضات، وسأترك جون كيري ليبذل جهوداً للتقريب والجمع بينكم.
كان أوباما بليغاً في دغدغة مشاعر عباس وهز موقفه من المفاوضات ومن شرط وقف الاستيطان، وأحسب أن أوباما قد سجل هدفاً في شباك سلطة حائرة متحيرة.
كانت زيارة أوباما(إسرائيلية 100%)، فقد أعطى (إسرائيل) الأمن الذي تطلبه، وأعطاها (الدولة اليهودية القومية) التي تنشدها، وطلب من العرب تطبيع علاقاتهم مع تل أبيب، وتفاهم مع نتنياهو على دور كل منهما في سوريا، وكيف تؤمن أمريكا مستقبل (إسرائيل).
أخذت (إسرائيل) كل ما تريد من الأقوال ومن الأفعال ومن المواقف ومن الأعمال. وأخذ محمود عباس بعض الأقوال التي لا سمن فيها ولا غنى. قال لعباس أنت شريك سياسي محترم لإسرائيل ولنا، وحماس حركة إرهابية تعمل لتدمير (إسرائيل)، وظل عباس صامتاً ساكتاً يؤمن على ما قاله أوباما، ونسي واجبه الوطني بالدفاع عن حماس كحركة تحرر وطني يؤيدها نصف الشعب الفلسطيني على الأقل. نسي قائد م ت ف الممثل الوحيد الشرعي ! للشعب الفلسطيني أنه لا يجوز له السكوت عندما يشتم غريباً نصف الشعب، وأن تمثيل الشعب يقتضي منه الدفاع عنه بغض النظر عن خلافاته الحزبية مع حماس.
لا تنتظر حماس من عباس أن يدافع عنها، ولا تنتظر شهادة حسن سلوك من أوباما، فهي تعرف ما لها وما عليها كحركة تحرر وطني، لكن الشعب الفلسطيني هو الذي ينتظر ممن يدعي أنه يمثل الشعب أن ينصف شعبه، وأن يمنع الغريب من شتم أقربائه أمامه وأمام الإعلام ؟!. غادر أوباما مطار اللد ممتناً (لبيبي) بعد أن استعاد بعض الدفء إلى العلاقات الثنائية وهو دفء ربما يساعد الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي، وبعد أن تفاهما على إدارة المتغيرات الإقليمية وتوجيهها بما يخدم مصالح البلدين.
لم تتحدث وسائل الإعلام العبرية عن نقاط اختلاف أو تباين في المحادثات بين نتنياهو وأوباما، لأن الزيارة استهدفت ترميم العلاقات وإزالة شوائبها ومع ذلك فقد ظل (بيبي) غير معجب بالرجل الأسود.
لم تتحدث وسائل الإعلام عن نقاط اختلاف مع نتنياهو ولم تتحدث أيضا عن نقاط اتفاق مع محمود عباس، إذ لم يحظ عباس بموقف جديد لأوباما يمكنه الفخر به أو الدفاع عنه أمام منتقدي زيارة أوباما أو أمام الرافضين للعودة إلى المفاوضات، لم يحظ عباس باعتراف أمريكي بالدولة على حدود 67، واستقبل عباس أوباما باسم السلطة وليس باسم الدولة، وفي الختام ودع أوباما ودخل إلى المقاطعة في حيرة محيرة وخيبة مملة، هل يعود للمفاوضات أم يستبقي حرده ويخسر دولاراته ؟ الحيرة والخيبة هي ميراث عباس من زيارة أوباما العظيم في مارس 2013.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية