حين يغيب الوازع الوطني!
لمى خاطر
لعلي لا أبالغ إن قلت إنني فتشتُ عن معلومة صادقة في خطاب محمود عباس الأخير أمام المجلس الثوري لحركة فتح، فما وجدت، وإنه بدا كما لو كان أحد نجوم برامج (التوك شو) المصرية، وليس رئيساً لوطن محتل، وعليه مسؤولية الحفاظ على لحمته وصد أية مؤامرة تستهدف بقعة منه أو فصيلاً متجذرا فيه!
لكن المسؤولية تتلاشى ويغيب الوازع الوطني حين يكون مطلوباً أن يقدّم عباس لحلفائه الجدد عربون صداقة يتمثل في مساعدتهم في شيطنة عدوهم داخل فلسطين وهو حركة حماس، ومن الغرابة أن هؤلاء الحلفاء هم من السفاحين الذين تلعنهم شعوبهم وتدعو عليهم أفئدة المظلومين صباح مساء. فليس الأمر مجرد علاقات سياسية عامة أوجبت على عباس توطيد علاقته بكل الأطراف، إذ لو كان الأمر كذلك لكان أولى به أن يوطد علاقته بفصيل فلسطيني كبير يعرف أنه لا يمثل الأقلية كما أدعى، ولما تبنى بالكامل رواية أعداء هذا الفصيل الخارجيين رغم علمه أنها مجرد أكاذيب أو مسوّغات للهجوم عليها، تماماً كما كانت الأكاذيب مسوغ سلطة الانقلاب في مصر للانقضاض على جماعة الإخوان المسلمين وإقصائها بعنف من المشهد.
والغريب هنا، أنه في إطار لوم حماس على موقفها من الثورة السورية، لا تعي حركة فتح أن جوهر هذا اللوم فيه تأكيد على استقلالية القرار الحمساوي، وقبله الانحياز للأخلاق والمبادئ قبل المصالح، ذلك أن الضائقة التي تعيشها حماس كان بالإمكان تلافيها لو أنها ارتضت أن تنحاز للنظام السوري أو أن تسارع لمباركة انقلاب مصر الذي يحاصرها الآن ويحكم قبضته على غزة ويهددها ليل نهار.
ولو أن حماس بقيت في سوريا، وكان في موقفها الرسمي بعض انحياز للنظام، لما كان مستبعداً أن تعلن فتح النفير للتطوع في الثورة السورية!
فالحركة منذ سنوات لا تنطلق في مواقفها إلا من معيار معارضة حماس ومناكفتها في أي موقف، والتحرك على إيقاع معاكس لها، وثمّة أعراض أمراض كثيرة يمكن استخلاصها من هذه الحالة!
ولكن لعلّه يغيب عن محمود عباس، وعن حركة فتح - ذات التاريخ العريق - أن الأمة ليست غافلة، إنما تراقب وتسجل مختلف المواقف، وباتت قدرتها على تمييز الأصيل من الدخيل، والغث من السمين أفضل وأعمق من ذي قبل، وهي لن تنحاز الآن ولا مستقبلاً إلى جانب من اختار الوقوف في صف أعداء حريتها وسالبي كرامتها.
كما يغيب عنهم أيضاً أن حماس ابنة الشعوب لا ربيبة الأنظمة، وأنها نبت طبيعي أصيل، ليس مصطنعاً ولا مزروعاً بفعل نظام أو حاكم، ولذلك سيظل رهانها على إرادة الشعوب لا على قبضة الأنظمة أو قوّتها، وهي ليست ساذجة لتضحّي بحاضنتها الحقيقية المتمثلة بعموم الأمة مقابل سراب يحسبه قصار النظر والذاكرة ماء!
لمى خاطر
لعلي لا أبالغ إن قلت إنني فتشتُ عن معلومة صادقة في خطاب محمود عباس الأخير أمام المجلس الثوري لحركة فتح، فما وجدت، وإنه بدا كما لو كان أحد نجوم برامج (التوك شو) المصرية، وليس رئيساً لوطن محتل، وعليه مسؤولية الحفاظ على لحمته وصد أية مؤامرة تستهدف بقعة منه أو فصيلاً متجذرا فيه!
لكن المسؤولية تتلاشى ويغيب الوازع الوطني حين يكون مطلوباً أن يقدّم عباس لحلفائه الجدد عربون صداقة يتمثل في مساعدتهم في شيطنة عدوهم داخل فلسطين وهو حركة حماس، ومن الغرابة أن هؤلاء الحلفاء هم من السفاحين الذين تلعنهم شعوبهم وتدعو عليهم أفئدة المظلومين صباح مساء. فليس الأمر مجرد علاقات سياسية عامة أوجبت على عباس توطيد علاقته بكل الأطراف، إذ لو كان الأمر كذلك لكان أولى به أن يوطد علاقته بفصيل فلسطيني كبير يعرف أنه لا يمثل الأقلية كما أدعى، ولما تبنى بالكامل رواية أعداء هذا الفصيل الخارجيين رغم علمه أنها مجرد أكاذيب أو مسوّغات للهجوم عليها، تماماً كما كانت الأكاذيب مسوغ سلطة الانقلاب في مصر للانقضاض على جماعة الإخوان المسلمين وإقصائها بعنف من المشهد.
والغريب هنا، أنه في إطار لوم حماس على موقفها من الثورة السورية، لا تعي حركة فتح أن جوهر هذا اللوم فيه تأكيد على استقلالية القرار الحمساوي، وقبله الانحياز للأخلاق والمبادئ قبل المصالح، ذلك أن الضائقة التي تعيشها حماس كان بالإمكان تلافيها لو أنها ارتضت أن تنحاز للنظام السوري أو أن تسارع لمباركة انقلاب مصر الذي يحاصرها الآن ويحكم قبضته على غزة ويهددها ليل نهار.
ولو أن حماس بقيت في سوريا، وكان في موقفها الرسمي بعض انحياز للنظام، لما كان مستبعداً أن تعلن فتح النفير للتطوع في الثورة السورية!
فالحركة منذ سنوات لا تنطلق في مواقفها إلا من معيار معارضة حماس ومناكفتها في أي موقف، والتحرك على إيقاع معاكس لها، وثمّة أعراض أمراض كثيرة يمكن استخلاصها من هذه الحالة!
ولكن لعلّه يغيب عن محمود عباس، وعن حركة فتح - ذات التاريخ العريق - أن الأمة ليست غافلة، إنما تراقب وتسجل مختلف المواقف، وباتت قدرتها على تمييز الأصيل من الدخيل، والغث من السمين أفضل وأعمق من ذي قبل، وهي لن تنحاز الآن ولا مستقبلاً إلى جانب من اختار الوقوف في صف أعداء حريتها وسالبي كرامتها.
كما يغيب عنهم أيضاً أن حماس ابنة الشعوب لا ربيبة الأنظمة، وأنها نبت طبيعي أصيل، ليس مصطنعاً ولا مزروعاً بفعل نظام أو حاكم، ولذلك سيظل رهانها على إرادة الشعوب لا على قبضة الأنظمة أو قوّتها، وهي ليست ساذجة لتضحّي بحاضنتها الحقيقية المتمثلة بعموم الأمة مقابل سراب يحسبه قصار النظر والذاكرة ماء!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية