حينما يعتقل الشيخ ماهر الخراز تمس كرامة حماس المجروحة ...
لم استطع أن احبس دموعي لما علمت بنبأ اختطاف زعران فتح للشيخ الداعي الستيني ماهر الخراز فسال دمع العين وقبض قلبي وثارت الخواطر في داخلي فأخذتني إلى بعيد إلى عام 2002 بوم استشهد ايمن حلاوة وأصيب على علان رحمهما الله حين قاد الشيخ ماهر تلك المسيرة الضخمة وشق بصوته الجهوري الرخم صمت نابلس التي استفاقت على صوت الانفجار وشدة وقع الخبر ووقف الشيخ ماهر على دوار الشهداء في مدينة نابلس وبدأ بصوت متقطع باكٍ يصيح ويصرخ أين أنت يا مهند الطاهر ؟؟؟اين انت يا مهند ؟؟؟والله لن ابرح مكاني حتى اسمع صوت مهند واطمئن انه بخير وانه سيثأر لدم ايمن حلاوة ولجروح علي علان ، وما هي إلا دقائق حتى أتاه الاتصال واقسم له مهند انه سيثأر لرفاق دربه.
ومرت الأيام وتسابق الشهداء إلى ربهم واغتيل الجمالين وبكت نابلس بعد أن ضجت الضفة وسارت تودع الرجال وصلى فينا المغرب الشيخ ماهر وقنت فينا و استمر الدعاء في مسجد الروضة حتى أذن المؤذن معلنا دخول وقت صلاة العشاء بكى الشيخ ماهر وبكى كل من كان خلفه، كانت كلماته التي لن أنساها تهز وجدان كل من اصطف خلف هذا العالم الجليل، وطلب من الله ان يقر عينيه بالشهادة وان يلحقه بالجمالين ودروزة وايمن حلاوة واحمد مرشود.
وتسارعت الأيام وتم اجتياح مدينة نابلس وقبل الفجر عاد الشيخ الأبيض يعتلي منبر احد مساجد نابلس وصاح (أن حي على الجهاد ) فارتدعت فرائص المدينة وثار كل المقاومين.. لأول مره اسمع داعي الجهاد ينادي ان حي على الجهاد على ارض الواقع وبالعلن كنت استمع لصوته وكان يبكي ويقول (حق الجهاد وحق الفداء) نادى حينها على شهداء الأقصى وعلى النسور والنجوم وعلى السرايا وعلى كتائب القسام وكان حين ينادي على القسام وحماس تتقطع كلماته ويضيق صوته وتدمع عينه.
وتوالت الأيام وتم حسم غزة وعربد الزعران وبدأت أعمال الخطف والملاحقة وكان الملعون( أبو جبل) يمارس ساديته المعروفة بخطف وضرب مشايخ حماس فثار الشيخ ماهر ونزل على دوار المدينة وصرخ مهددا ومتحديا أبو جبل ولام على أبناء شعبه من مدينة نابلس التي ارتضت السكوت على ابو جبل ومن أراد ان يبكي فليبحث على (اليوتيوب) عن شريط الشيخ ماهر وسيعلم من هو الشيخ ماهر.
بعدها بليلة تم اختطافه من قبل الاحتلال وتم تحويله للاعتقال الإداري الذي مكث فيه عامين ونصف ذاقت فيه عائلته صنوف العذاب من أبناء الجلدة جند الغلابة فتح أم الثورة فاعتقل جميع أولاده واعتقلت الداعية أم الطاهر التي تتمنى لما تراها أن تقبل يديها الطاهرتين لرقة كلامها وسعة صدرها ومنطقها، اعتقلت أمي وأم أبناء حماس وصودر راتب الشيخ ماهر وضرب أبناء الشيخ ومرت أيام عصيبة على الشيخ ماهر بالسجن ما استطاعت أن تهزه، وبعد كل اقتحام لبيته كان يخرج على الشباب ناصحا واعظا مرددا لقوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ..) .
وها هو الشيخ ماهر يتنسم نسيم الحرية ليعود ويعتقل أثناء خروجه من المسجد من دون أن يراعوا كبر عمره ولا ضعف نظره ولا الأمراض الأخرى التي يعاني منها الشيخ ليوضع في جب عسكري يسير بطريقة رعناء مع زوامير مزعجة ويوضع أمام الزعران في سجن الجنيد يضحكون تارة لانه لا يراهم جيدا وتارة أخرى لانه سمين ومرة ثالثة لأن حطته وعقاله نزعت من على رأسه، يهان يشتم يرد عليهم بلا حول ولا قوة الا بالله، يوضع في زنزانة قذرة صغيرة من دون غطاء ولا فراش في هذا الجو البارد وتغلق عليه الأبواب فيردد قول الله جل في علاه (وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)
اختطاف الشيخ الستيني ماهر الخراز هو التعذيب نفسه وهي العربدة بعينها وهو كسر لكل الخطوط الحمراء وهو امتحان صعب وقاسٍ لحماس التي جرحت كرامتها بالضفة، وهو قرع لناقوس الخطر الذي لما رددته أنها الحرب التي نقاد إليها رغماً عنا ولا نعلم حتى متى سنبقى وقود هذه الحرب الضروس.
فلك سيدي وشيخي وشيخ الحماس ابو الطاهر من حماس المجروحة هذه الكلمات التي لا توفي رجلا مثلك حقه، لك سيدي مني كل الحب الموشح بخجل قلة الحيلة وضعف ذات اليد.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية