حينما ينفجر البركان الغزي!! ...بقلم : محمد فايز الإفرنجي

السبت 24 مارس 2012

حينما ينفجر البركان الغزي!!

محمد فايز الإفرنجي


منذ ستة أعوام وشعب يعذب يعاني و يحاصر، تقصف منازله و مساجده و مدارسه فيلملم أشلاء أبنائه المتناثرة من على الجدران والأشجار بفعل صواريخ الاحتلال، تشوه أجنته في بطون أمهاتها نتيجة الفسفور الأبيض حينما شنت على شعب أعزل حرب شعواء، يقهر بالظلام الدامس، يعاني بجلب ماء غير صالح للاستخدام الآدمي، يمنع من الضرب في الأرض ابتغاء توفير لقمة عيش كريمة تسد رمق أطفاله، يعاقب بمنع دخول الدواء لعلاج مرضاه، سلسلة من الأزمات يعانيها بلا توقف ما أن يفشل المحتل وأتباعه ممن يسوقون سياساته حتى يبتكروا له الجديد من تلك الأزمات فيضعوها أمام هذا الشعب الصامد المعاند, لكل من يلح عليه أن يكون عصًا تضرب حكومة حماس وحركتها حتى يعود من طرد بالأمس من أرض غزة لينصب نفسه من جديد وليًا لأمرها.

سياسة اتبعها الاحتلال منذ اللحظة الأولى لفوز حركة حماس في انتخاب واختيار الشعب لها، أزمات لا تتوقف تزداد يومًا بعد يوم صعوبة ومعاناة للشعب ولا تتوقف فهل مللنا هل تعبنا؟

نعم مللنا وتعبنا ولا بد أن يكون بالقريب ردة فعل لنا كشعب حر يأبى إلا العيش بكرامة وعزة، سينفجر الشعب عما قريب وسيكون انفجاره بركانا ثائرا هائجا لن يكون بمقدور أحد أن يوقف حممه وتبعاتها وزلازله الارتدادية، فلكل فعل ردة فعل، وهذا الشعب النابض بالحياة بات على وشك أن يلمس الذين يحاصرونه ويعاقبونه ويقتلونه حمم انفجاره لأنها ستحرقهم بنيران بركانه الثائر يوم لن يستطيع المحتل ومن ينهج سياسته أن يوقف هذا الانفجار .

اجتاز الشعب الغزي الحدود بين غزة ومصر وحطم السور الفولاذي الذي كان يتوقع نظام حسني مبارك البائد أنه بمأمن من انفجار الشعب الفلسطيني وأنه يستطيع احتجازه وإغلاق البوابات الحديدية عليه، وسيبقى هذا الشعب حبيسًا لسياسات تتخذ من هذا الشعب وسيلة ضغط على حركة حماس وحكومتها على أمل أن يثور هذا الشعب في وجهها فيسقطها ويتخلى عن المقاومة.

مخطئ من ظن أن هذا الأمر سينجح، مخطئ من يجرب المجرب فيعود لسياسة المضايقة على الشعب الفلسطيني بغزة لزيادة احتقانه وزيادة ضغطه ظنًا منه أن هذا الضغط سيولد انفجارا يلبي لهم ما عجزت عنه سياسة الاحتلال وسياسة نظام قد تهاوى وسقط .

إن انفجارًا حقيقًا سيحدث لا محال وكل يوم يمضي على الشعب الغزي من محن وأزمات مست بأساسيات حياته سيكون الانفجار أقرب , فالسؤال الكبير والحقيقي... أين سيكون الانفجار؟!!

سؤال ربما يعتقد البعض من أتباع المحتل الذين جندوا أنفسهم نيابة عنه لتنفيذ سياسة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، إن هذا الانفجار سيكون بالاتجاه الذي يأملون به ويتمنونه لينوب عنهم الشعب الفلسطيني بإسقاط حماس ويريحهم من وجودها وحكمها بالقطاع الذي أزعجهم وأقلق سياستهم في السعي لتصفية القضية الفلسطينية والخلاص منها حسب معايير الاحتلال.

إن ما يحدث لهذا الشعب كارثي وخطير ولا يمكن بحال أن يتقبله بشر ولا يمكن أن يستمر طويلًا، إننا في قطاع غزة نتلمس ونراقب نبض الشارع الفلسطيني بغزة, فحريًا بنا أن نلفت نظر من يشاركون بهذه السياسة القاتلة لشعب أراد الحياة أن تمهلوا، أمعنوا النظر ترقبوا إذًا ما أردتم الاستمرار في غيكم, فإن الانفجار والبركان قادم لا محال، إن البركان بحممه أتي وسيكون ذلك بالاتجاه الذي تغمضون أعينكم عنه، إنه بالاتجاه الصحيح ضد كل من شارك بهذا الحصار، ضد من يغلق على الشعب الأسوار الفولاذية، وضد تلك السياسة المخابراتية التي تتوهم أنها تسير بخطى قادرة على اغتنام ورقة الضغط الشعبي على حماس من خلال الضغط المستمر على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة !!!

أيها العقلاء إن كان فيكم أحدهم انتبهوا!! فالبركان قادم ولن يستطيع أحد أن يقف بطريق هذا البركان فهو قادم وسيحرق كل أخضر ويابس، وسيجتاز ما تظنون أنكم بمأمن عنه ليبحث الفلسطيني عن الوقود والدواء والغذاء في وقت أنتم تمنعونه عنه.

أيها الحكماء تعقلوا وسارعوا بحل الأزمات المتراكمة منها والحالية فلن يبقى للشعب الفلسطيني قريبًا من شيء يخاف منه أو عليه وستكون بوصلة الانفجار حتما باتجاه من يفرضون عليه هذا الحصار القاتل.

أيها الحكماء العقلاء السياسيون المتابعون، سموا أنفسكم كما يحلوا لكم ولكن يجب أن تدركوا أنكم بالشوط الأخير بل بالربع الساعة الأخيرة لانفجار بركان كبير بوجوهكم فهل ستفكرون وتتعقلون قبل فوات الأوان أم أن رسائلكم للاحتلال ستتواصل بأن البعض لازال وفيا مخلصا متبعا لسياسة من هلك من قبله؟!!

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية