خضر عدنان أسطورة التحدي...بقلم : ماجد أبو مراد

الإثنين 13 فبراير 2012

خضر عدنان أسطورة التحدي

ماجد أبو مراد


يواصل الأسير الشيخ خضر عدنان إضرابه عن الطعام لليوم السابع والخمسين على التوالي مسطرا بذلك أعظم أسطورة تحدٍ للاحتلال وسياساته العنصرية العمياء ،أن يستمر أسير في إضرابه المفتوح عن الطعام لمثل هذه المدة فهذا بالضرورة يعنى أنه لن يكون إلا فلسطينيا.

قائمة الإضرابات تطول في تاريخ الحركة الأسيرة فقد خاضت الحركة إضرابها الأول عام 1969 واستمر لتسعة عشر يوما على التوالي وكان إضرابا مفتوحا عن الطعام شارك فيه كافة الأسرى المتواجدون بسجن الرملة ومعتقل كفار يونا وقد أذهل مصلحة السجون آنذاك.

وتتالت بعد ذلك إضرابات الحركة الأسيرة بمختلف السجون منها ما هو فردي يخوضه أسير بمفرده ثم يتبعه أخرون تضامنا معه ،ومنها ما هو جماعي يخوضه الأسرى بقرار مركزي وموحد وفي كافة الإضرابات وقعت صدامات بين إدارة السجون والأسرى ولكن دون أن تلين للأسرى عزيمة.

في حين أن مطالب الأسرى لم تتغير طيلة الإضرابات وبقيت محصورة في تحسين ظروف الحياة الاعتقالية ،وانتظام برامج الزيارات ،وفتح المجال أمام الأسرى للالتحاق بالجامعات والاستفادة من سياسة التعليم عن بعد ،بالإضافة لتسجيل المواقف السياسية المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني.

الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه أسرى سجن عسقلان ابتداءً من بتاريخ 11-12-1976 واستمر لمدة (45) يوما ربما كان أطول الإضرابات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة ،ولكن إضراب الشيخ خضر عدنان فاقه من حيث كونه منفردا ومن حيث مدة الإضراب أيضا.

قصة الشيخ خضر عدنان تلخص معاناة أسرى شعبنا خلف قضبان العدو منذ إقامة الكيان على أرضنا قبل ستون عاما ونيف ،فلم يُبق الاحتلال أُسلوبا رخيصا ولا دنيئا إلا ومارسه ضد أسرانا الأبطال ،أساليب وطرق لا تتفق مع الأخلاق الإنسانية ،ولا تمت لروح القانون بأي صلة ،ولا تصلح للتعامل البشرى على الإطلاق.

لا شك أن الشيخ خضر عدنان يعتبر نموذجا خاصة من المعاناة والابتلاء والظلم الواقع على الأسرى ،وفي هذا السياق يمكن أن نذكر جانبا من تلك المعاناة التي لا يتسع المقام لسردها كاملة لذا أكتفي بالإشارة لمنع الأسرى من زيارات الأهل ،وعقابهم بالحبس الانفرادي ،والتنكيل بهم وحرمانهم من النوم ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي ،ومصادرة حقهم بالتعليم ،بالإضافة لهاجس الاعتقال الادارى الذي حاربه عدنان بإضرابه عن الطعام.


صحيح أن الأسير خضر عدنان لقي تعاطفا وتضامنا واسع النطاق خاصة في غزة حيث خيمة الاعتصام الدائمة على بوابة مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة للعديد من الشباب والناشطين المضربين عن الطعام تضامنا معه ،لكن ما زلنا نقول أنه مطلوب أن تتضافر كل الجهود لإنقاذ حياته التي باتت في غاية الخطر.

وإنني هنا أقترح أن تعم السجون إضرابات تضامنية تضامنا مع الشيخ عدنان يشارك فيها كل الأسرى الأبطال ليوم أو يومين ومن ثم يتم التصعيد تدريجيا ،مع ضرورة أن ترافق هذا التصعيد في السجون مثله داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها وأينما تواجد شعبنا الفلسطيني بغية إجبار العدو وحمله على الإفراج الفوري عن خضر عدنان.
ولقد بلغ الذهول مبلغه من مواقف رام الله الرسمية حيث لم يرقي إلى المستوى المطلوب مطلقا تجاه تعزيز صمود الأسرى الأبطال وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بإضراب الشيخ عدنان على الرغم من قدرتها على صنع شيء ذي قيمة على الساحة الدولية عبر سفاراتها المنتشرة بكل مكان والتي بلغت قرابة مائة سفارة ومكتب تمثيل بمتخلف دول العالم.

لقد بات من الضروري القيام بجهد حقوقي وقانوني على الصعيد الدولي لإنقاذ حياة الأسرى ،ولا أدرى ما الذي يمنع من إقامة وتحريك دعوى قضائية بالمحافل الدولية ضد الاحتلال لإدانة أساليبه وبطشه بحق أسرانا الأبطال وأيضا إدانة سياسة السجن الإداري ،يجب أن يستمر النضال والكفاح بكافة أشكاله وألوانه حتى نضمن الإفراج عن الأسير عدنان وبقية أسرانا الأبطال خلف قضبان العدو ،وينبغي أن نعمل بكل ما بوسعنا حتى ينعم بالحرية من ضحى بكل شيء من أجل أن نحيا بكرامة وهم أسرانا وتاج رؤوسنا.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية