خضر عدنان لمقاومة الطغيان... بقلم : د. فايز أبو شمالة

الإثنين 20 فبراير 2012

خضر عدنان لمقاومة الطغيان

د. فايز أبو شمالة

تجبر اليهود في فلسطين، طغوا وبغوا واعتدوا واحتقروا وأهانوا، وافتروا على الأمم الكذب حين أدعوا أن لهم ضميراً يلاحقهم بالعذاب، وأنهم يراعون حقوق الإنسان، تجبر اليهود على الفلسطينيين حتى صارت حرية الفلسطيني شذوذاً، وعدم دخوله السجن مثار استغراب، وأضحى اعتقال الفلسطيني أمراً مألوفاً، ومنسجماً مع واقع حياة الاحتلال الذي ابتدع الاعتقال الإداري كلما عجزت أجهزته الأمنية عن إثبات أي تهمة على الفلسطيني، وأمسى الاعتقال الإداري قانوناً في دولة بلا حدود وبلا قانون.

في اليوم السادس والستين ينزع المقاوم الفلسطيني خضر عدنان بإضرابه المفتوح عن الطعام ورقة التوت التي تستر مهزلة القانون الإسرائيلي، وتخفي عورة المجتمع الدولي الجاهز للغضب ضد أي دولة في العالم، واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان، بينما يقف عاجزاً عن رفع أصبعه بإشارة الاحتجاج أمام الانتهاك الإسرائيلي لأبسط حقوق الإنسان.

لقد تحدى المقاوم الفلسطيني منهاج الإسرائيليين، وغرز أصبع الحق في عين أنصارهم في العالم حين قال لسجانيه اليهود: إما أن توجهوا لي التهمة الباطلة، وتثبتوا ذلك، وتقدمونني لمحاكمكم الظالمة، وإما أن تطلقوا سراحي فوراً.

ستة وستون يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام جديرة بأن تهز مشاعر من فقد الحس الإنساني، وجديرة بأن تحرك من غيبته الأهواء الشخصية عن مصلحة الوطن، ستة وستون يوماً من الجوع والإنهاك الجسدي جديرة بأن تحرك السياسي الفلسطيني لتغيير نهجه الممجوج، ولاسيما أن صدى صرخة المقاوم الفلسطيني خضر عدنان قد ملأت الجبال والسهول، وفاضت على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

لقد تجاوز المقاوم المسلم العربي الفلسطيني في أيام إضرابه المفتوح عن الطعام كل مقاييس الزمن السابق لإضراب الأسرى الفلسطينيين، واليوم يجتاز الخط الذي توقف عنده قلب الثائر الإنساني الايرلندي "بوبي ساندز"؛ الذي أضرب عن الطعام حتى الموت بعد ستة وستين يوماً في السجون البريطانيةً، المقاوم العربي خضر عدنان يدخل يومه السادس والستين في الإضراب المفتوح عن الطعام بعزم يذوب له القيد خجلاً، وتتسع معه الزنزانة رغم انحسارها، وتضوع في أرجاء السجن رائحة الحرية لتطغى على مذاق الكلام، وقد شكل بخطوته محركاً للوحدة الوطنية على الأرض، ونقطة انطلاق للحراك الوطني المقاوم حتى التحرير، فخضر عدنان ما عاد يمثل نفسه، ولا يعبر عن طموح الفلسطيني، ولا يسعى لبطولة شخصية بمقدار ما يراكم بطولة جماعية للإنسان الفلسطيني الصادق الذي يرفض الهزيمة، ويرفض الاعتراف بدولة الصهاينة.

اليوم، وبعد ستة وستين يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام، يقف كل الشعب الفلسطيني والعربي مع خضر عدنان، وهو يصوغ البيان الأول للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، وهو يرسم معالم وثيقة الأسرى للمصالحة الفلسطينية، وهو يشق بإضرابه المفتوح عن الطعام الطريق العملي لتجسيد اتفاق الدوحة، ليعلن مع خفقات قلبه المعطاء أن الوفاق الفلسطيني يتوجب أن يمر من بوابة المقاومة، والوفاء للوطن فلسطين.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية