خطاب هنية وتأكيد المؤكد
مصطفى الصواف
تسعون دقيقة زمن خطاب الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني التزم فيه بما هو مكتوب وهي المرة الأولى التي اشعر أن هنية يلقي خطابا مكتوبا ويقرأه حرفا ونصا مع خروج نادر عن المكتوب، كان الخطاب أقل من المتوقع في حجم القضايا التي تناولها وربما السبب في ذلك أن هناك حديثا عن خطاب للسيد خالد مشعل قريبا قد يكون متعلقا بالقضايا الخارجية لأن هنية ركز في جل خطابه على الوضع الداخلي.
وعندما نقول أقل من المتوقع هذا ليس تقليلا من أهمية الخطاب ولكن كون سقف التوقعات لدى المراقبين للشأن الفلسطيني كان أكبر مما شمله الخطاب والذي حمل لغة بسيطة واضحة ذات معنى واحد لا يحتمل التأويل أو التفسير، فكان خطابا شعبيا فكفك بعض الالتباسات وبين الشبهات وجلى المواقف وأزال اللبس.
جاء خطاب هنية للتأكيد على المؤكد من المواقف السياسية للحكومة والحركة من القضايا المختلفة ومن الحقوق والثوابت والمواقف، هذا التأكيد بات ضروريا في ظل اللغط الذي شاع وانتشر في كثير من المواطن وعبر ألسنة المشككين والمتمنين أن تغير حماس وتبدل في ما تمسكت به عبر السنوات الماضية ولكن أمانيهم خابت بعد هذا التأكيد و الثبات وأن لا تغيير ولا تبديل لا في المنهج ولا في الوسيلة، وان الاستراتيجيات لا تتبدل وأن اختلط على البعض الاستراتيجي مع التكتيك فالاستراتيجيات لا تتغير ولكن التكتيكات عادة ما تحتاج إلى تنوع حسب الظرف الزماني والمكاني والحدث.
كانت القدس أول الحديث ثم تلتها المقاومة من خلال الحديث عن صفقة وفاء الأحرار والتأكيد على أن نهج المقاومة في تحرير الأسرى لم يتغير وأنها على العهد من قضية الأسرى موجها التحية إلى الشهيد القائد أحمد الجعبري، شاكرا كل من ساهم بتحقيق الصفقة وعلى رأس كل هؤلاء مصر التي كانت أحد الركائز التي ساهمت في إتمام الصفقة.
ثم تتابعت القضايا والمواقف فكان الحديث حول المصالحة وأهمية وضرورتها خاصة في هذه الظروف مؤكدا على تمسك حماس بالاتفاق الذي تم في القاهرة والذي حالت التدخلات الأمريكية من تنفيذه، وأوضح أنه كلما كان يحدث اقتراب لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام تتدخل أمريكا وتمارس ضغوطها لمنع إتمام المصالحة من خلال طرح المشاريع السياسية كالتي تجري الآن وعودة المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والتي لن تؤدي إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وأنها تشكل مضيعة للوقت يستغله العدو الإسرائيلي قي استكمال مشروع التهويد والاستيطان وتنفيذ مخططاته.
كان لهنية دعوة واضحة للفلسطينيين في الضفة الغربية للانتفاض في وجه العدو الصهيوني، وإلى ضرورة تفعيل المقاومة في الضفة واستثمر هنية هذه اللحظة في توجيه التحية للمقاومة الفلسطيني في الضفة الغربية التي استطاعت أن تكسر كل الحواجز، ولم ينس أن يوجه هنية التحية أيضا للمقاومة الشعبية في الضفة مؤكدا أن المقاومة المسلحة بحاجة إلى مقاومة شعبية وسياسية ودبلوماسية.
كان هنية واضحا وحاسما في التأكيد على ثابت عدم التدخل في شؤون الغير وان ما يروج له في الإعلام المصري هي حملة باطلة تهدف إلى تشويه المقاومة وشيطنة الشعب الفلسطيني وحماس وكان واثقا عندما تحدى أيا كان بأن يأتي بدليل على تورط الحكومة أو الحركة فيما يجري في سيناء أو في غيرها من المدن المصرية، مؤكدا أن الحكومة والحركة تحافظ على الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري والذي يشكل أمنا قوميا لفلسطين والشعب الفلسطيني، كما أن الأمن القومي الفلسطيني مكمل للأمن القومي المصري.
وشدد هنية على احترام إرادة الشعوب العربية وأن هذا الموقف لازال موقفا واضحا وراسخا وأن الشعب الفلسطيني وحماس ليست طرفا في أي صراع داخل البلدان العربية وليست منحازة إلى هذه الجهة أو تلك وليست معنية بتحالفات أو غير ذلك وان ما يعنيها هو إرادة الشعوب وكرامتها وأنها تحترم سعيها نحو الحرية ، مؤكدا على ضرورة الاحترام المتبادل.
دعا هنية إلى ضرورة فتح معبر رفح وفتح الشق التجاري حتى لا يكون هناك أنفاق لجأ إليها الشعب الفلسطيني اضطرارا لكسر الحصار المفروض من العدو الصهيوني والذي يتحمل المسئولية الكاملة عن حصار الشعب الفلسطيني، داعيا إلى فتح كافة المعابر وإدخال كل الاحتياجات للقطاع.
كانت دعوة هنية لعباس بضرورة التعاون في إيجاد الحلول للاجئين الفلسطينيين الذي هجروا من سوريا والذي يموتون في عرض البحر، مؤكدا أن غزة مفتوحة لهم لو أرادوا العودة إليها بدلا من المخاطرة والموت نتيجة الهجرة إلى الخارج بعد أن ضاق بهم وطنهم العربي، وشمل خطاب هنية الحديث عن حوارات داخلية مع الفصائل بعد مبادرته للشراكة في إدارة غزة ولم يكشف هنية عن نتائج هذه الحوارات.
كثيرة هي القضايا التي تناولها هنية ولا يتسع المقام للتوقف أمامها جميعا في هذا المقال على أمل أن نتناول قضايا أخرى وتفاصيل حول الخطاب في مقال قادم.
مصطفى الصواف
تسعون دقيقة زمن خطاب الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني التزم فيه بما هو مكتوب وهي المرة الأولى التي اشعر أن هنية يلقي خطابا مكتوبا ويقرأه حرفا ونصا مع خروج نادر عن المكتوب، كان الخطاب أقل من المتوقع في حجم القضايا التي تناولها وربما السبب في ذلك أن هناك حديثا عن خطاب للسيد خالد مشعل قريبا قد يكون متعلقا بالقضايا الخارجية لأن هنية ركز في جل خطابه على الوضع الداخلي.
وعندما نقول أقل من المتوقع هذا ليس تقليلا من أهمية الخطاب ولكن كون سقف التوقعات لدى المراقبين للشأن الفلسطيني كان أكبر مما شمله الخطاب والذي حمل لغة بسيطة واضحة ذات معنى واحد لا يحتمل التأويل أو التفسير، فكان خطابا شعبيا فكفك بعض الالتباسات وبين الشبهات وجلى المواقف وأزال اللبس.
جاء خطاب هنية للتأكيد على المؤكد من المواقف السياسية للحكومة والحركة من القضايا المختلفة ومن الحقوق والثوابت والمواقف، هذا التأكيد بات ضروريا في ظل اللغط الذي شاع وانتشر في كثير من المواطن وعبر ألسنة المشككين والمتمنين أن تغير حماس وتبدل في ما تمسكت به عبر السنوات الماضية ولكن أمانيهم خابت بعد هذا التأكيد و الثبات وأن لا تغيير ولا تبديل لا في المنهج ولا في الوسيلة، وان الاستراتيجيات لا تتبدل وأن اختلط على البعض الاستراتيجي مع التكتيك فالاستراتيجيات لا تتغير ولكن التكتيكات عادة ما تحتاج إلى تنوع حسب الظرف الزماني والمكاني والحدث.
كانت القدس أول الحديث ثم تلتها المقاومة من خلال الحديث عن صفقة وفاء الأحرار والتأكيد على أن نهج المقاومة في تحرير الأسرى لم يتغير وأنها على العهد من قضية الأسرى موجها التحية إلى الشهيد القائد أحمد الجعبري، شاكرا كل من ساهم بتحقيق الصفقة وعلى رأس كل هؤلاء مصر التي كانت أحد الركائز التي ساهمت في إتمام الصفقة.
ثم تتابعت القضايا والمواقف فكان الحديث حول المصالحة وأهمية وضرورتها خاصة في هذه الظروف مؤكدا على تمسك حماس بالاتفاق الذي تم في القاهرة والذي حالت التدخلات الأمريكية من تنفيذه، وأوضح أنه كلما كان يحدث اقتراب لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام تتدخل أمريكا وتمارس ضغوطها لمنع إتمام المصالحة من خلال طرح المشاريع السياسية كالتي تجري الآن وعودة المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والتي لن تؤدي إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وأنها تشكل مضيعة للوقت يستغله العدو الإسرائيلي قي استكمال مشروع التهويد والاستيطان وتنفيذ مخططاته.
كان لهنية دعوة واضحة للفلسطينيين في الضفة الغربية للانتفاض في وجه العدو الصهيوني، وإلى ضرورة تفعيل المقاومة في الضفة واستثمر هنية هذه اللحظة في توجيه التحية للمقاومة الفلسطيني في الضفة الغربية التي استطاعت أن تكسر كل الحواجز، ولم ينس أن يوجه هنية التحية أيضا للمقاومة الشعبية في الضفة مؤكدا أن المقاومة المسلحة بحاجة إلى مقاومة شعبية وسياسية ودبلوماسية.
كان هنية واضحا وحاسما في التأكيد على ثابت عدم التدخل في شؤون الغير وان ما يروج له في الإعلام المصري هي حملة باطلة تهدف إلى تشويه المقاومة وشيطنة الشعب الفلسطيني وحماس وكان واثقا عندما تحدى أيا كان بأن يأتي بدليل على تورط الحكومة أو الحركة فيما يجري في سيناء أو في غيرها من المدن المصرية، مؤكدا أن الحكومة والحركة تحافظ على الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري والذي يشكل أمنا قوميا لفلسطين والشعب الفلسطيني، كما أن الأمن القومي الفلسطيني مكمل للأمن القومي المصري.
وشدد هنية على احترام إرادة الشعوب العربية وأن هذا الموقف لازال موقفا واضحا وراسخا وأن الشعب الفلسطيني وحماس ليست طرفا في أي صراع داخل البلدان العربية وليست منحازة إلى هذه الجهة أو تلك وليست معنية بتحالفات أو غير ذلك وان ما يعنيها هو إرادة الشعوب وكرامتها وأنها تحترم سعيها نحو الحرية ، مؤكدا على ضرورة الاحترام المتبادل.
دعا هنية إلى ضرورة فتح معبر رفح وفتح الشق التجاري حتى لا يكون هناك أنفاق لجأ إليها الشعب الفلسطيني اضطرارا لكسر الحصار المفروض من العدو الصهيوني والذي يتحمل المسئولية الكاملة عن حصار الشعب الفلسطيني، داعيا إلى فتح كافة المعابر وإدخال كل الاحتياجات للقطاع.
كانت دعوة هنية لعباس بضرورة التعاون في إيجاد الحلول للاجئين الفلسطينيين الذي هجروا من سوريا والذي يموتون في عرض البحر، مؤكدا أن غزة مفتوحة لهم لو أرادوا العودة إليها بدلا من المخاطرة والموت نتيجة الهجرة إلى الخارج بعد أن ضاق بهم وطنهم العربي، وشمل خطاب هنية الحديث عن حوارات داخلية مع الفصائل بعد مبادرته للشراكة في إدارة غزة ولم يكشف هنية عن نتائج هذه الحوارات.
كثيرة هي القضايا التي تناولها هنية ولا يتسع المقام للتوقف أمامها جميعا في هذا المقال على أمل أن نتناول قضايا أخرى وتفاصيل حول الخطاب في مقال قادم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية