خليل الرحمن ودولة أيلول
حمزة إسماعيل أبوشنب
منذ أيام ومدينة الخليل في الضفة الغربية تعيش على وقع الاعتقالات وحملات المداهمة التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني في المدينة، حيث بلغ عدد المعتقلين 120 معتقلاً جميعهم من قيادات وأنصار حركة المقاومة الإسلامية حماس وبعض نواب الحركة في المجلس التشريعي.
أمام ما يجري في خليل الرحمن بقيت أصوات سلطة رام الله خافتة فلا تنديد من قياداتها ولا استنكار لما يجري في المدينة، ولعل الأسباب واضحة فالقيادة مشغولة بترتيب إعلان الدولة العتيدة في أيلول والوقت يمضي ولم يتبق سوى أقل من شهر على الموعد المحدد في 20 أيلول، فهم يبحثون عن الدول التي سوف تصوت لصالحهم في الجمعية العامة من أجل اعتراف وهمي لن يحصل.
دولة المؤسسات القادمة قد تكون منشغلة بالأزمة المالية التي تمر بها وعدم تمكنها من صرف رواتب موظفيها بشكل منتظم، ولعل رئيس الحكومة يبحث داخل أروقة مؤسساته عن الحلول السحرية قبل إعلان الدولة في أيلول، حتى لا يعتمد على الدعم الخارجي أو يمكن أن يكون السكوت عن هذه الاعتقالات هو من علامات التهديدات الأمريكية بقطع المساعدات الأمنية لأن حملة الاعتقالات ضد منظمة إرهابية حسب التصنيف الأمريكي.
حملة المداهمة هذه ربما لم تكون غريبة على سلطة رام الله وهي التي سبقتها بحملات في المدينة ضد نفس الأشخاص ونفس الجهة التي تستهدفها قوات الاحتلال، فلماذا الاستنكار أو الاستغراب فهذه الحملة أمر طبيعي جداً في حالة المنسقين والمتعاونين الأمنيين مع الاحتلال، وأن هؤلاء المعتقلين قد سبق للكثير منهم أن اعتقلوا لدى الأجهزة الأمنية في رام الله أو تم اقتحام بيوتهم و تفتيشها.
هذا الصمت ليس جديداً على سلطة رام الله التي طالما صمتت على الكثير من الأحداث الجارية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في الوقت الذي سرعان ما نسمع أصواتهم إن كان المستهدف إسرائيلي، والمظاهرات التي لم نشاهدها في رام الله في فترة الحرب على غزة عام 2008 م خرجت من أجل الشعب السوري.
من خلال مواقف سلطة رام الله الصامتة ضد أحداث غزة وما يجري في مدينة الخليل من حملات اعتقال وعدم إصدار موقف من عملية إيلات، نستنتج بأن السلطة لا تتدخل بما يجري خارج حدود دولة أيلول فلذلك تكون مدينة خليل الرحمن وقطاع غزة أكبر تجمعين سكنيين خارج حدود الدولة المنوي الإعلان عنها لأنها معاقل حركة حماس.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية