خمسة نجاحات إسرائيلية مذهلة
بقلم: د. فايز أبو شمالة
النجاح الإسرائيلي الأول كان بعد حرب سنة 67، وتمثل في التوقيع العربي، والفلسطيني على اتفاقيات، ومعاهدات تسلم لإسرائيل بفلسطين المغتصبة سنة 1948، فلم تعد تلك الأراضي الفلسطينية المغتصبة مجال حديث أو حوار في أي لقاء سياسي، أو اجتماع عربي، فهي أراضي دولة إسرائيل، وأقصى مطلب عربي هو: حل عادل لقضية اللاجئين.
النجاح الثاني بعد انعقاد مؤتمر الرباط سنة 74، حيث تم فصل القضية الفلسطينية عن عمقها الإسلامي، والعربي، وحشرها بين يدي الفلسطينيين على اعتبار أنهم أصحاب القضية، والشأن شأنهم، ولهم حرية القرار في وطنهم كما يحلو لقيادتهم منظمة التحرير.
النجاح الثالث: بعد توقيع اتفاقية أوسلو، حيث تم حصر القضية الفلسطينية في الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وتم عزلهم عن بقية الشعب الفلسطيني الذي صار بعيداً وجدانياً عن قضيته التي ضاقت حتى حدود السلطة الفلسطينية.
النجاح الرابع: تحقق سنة 2005، عندما نحج شارون في فصل غزة عن الضفة الغربية، وتم له تحييد مليون ونصف فلسطيني في غزة عن الصراع الدائر فوق أراضي الضفة الغربية المستهدفة بالاغتصاب.
النجاح الخامس: الاستفراد اليهودي بالقدس، بعد أن عزلها عن الضفة الغربية، وأبقاها وحيدة مجردة عن أخواتها، سهلة البلع، والتهويد.
ولكن الفلسطينيين الذين تعودوا الرد على البارود ببارود، قد نجحوا في التصدي للنجاحات الإسرائيلية، وحققوا خمس نجاحات فلسطينية مذهلة.
النجاح الأول: صمود القيادة الفلسطينية أربعين عاماً دون أن يرف لها جفن، أو ترتجف لها قصبة، رغم ما لحق بالقيادة من هزائم، وفشل، ومطاردة، وخسارة في الأردن، ولبنان، وأخيراً في غزة، فما زالت تجري، ولكنها خالدة مخلدة رغم أنف الجميع.
النجاح الثاني: الاعتراف الإسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة شرعية وحيدة للشعب الفلسطيني، وبقادتها السياسيون، ولكن دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة على ما تبقى له من أرض.
النجاح الثالث: تأسيس سلطة فلسطينية علنية تحت الاحتلال، تعتمد في حياتها، وبقائها، ووجودها على رضا، وسماحة، وتساهل، وغض طرف الاحتلال الإسرائيلي عنها، ورغم ذلك ما زالت تنادي بالشعارات الكبيرة ذاتها التي انطلقت من أجلها سراً ذات يوم.
النجاح الرابع: : تواصل الاستعداد الفلسطيني الشعبي للتضحية بالغالي والرخيص في سبيل الوطن دون السؤال: أين ذهب دمنا، وما مصير جراحنا، وأين ذهبت سنوات سجننا الطويلة، وفي أي جيب صب عذابنا، ومن الذي انتفع من تضحيتنا، عطاء جماهيري دون أي مسائلة، أو محاسبة للمسئول، أو تحميل جرم لأحد حتى هذه اللحظة.
النجاح الخامس، وجود حكومتين فلسطينيتين، وآلاف الوزراء، والوكلاء، والمدراء العامين، ووجود عدة تنظيمات مسلحة، وعدد من الأحزاب، والأمناء العامين، وأعضاء لجنة تنفيذية، وأعضاء لجنة مركزية، وأعضاء المجلس المركزي، وأعضاء المجلس العسكري، ورؤساء جمعيات، ورؤساء مؤسسات، ومؤسسة رئاسة، وبساط أحمر، وعلم، ونشيد، وكل مظاهر الفرح الإعلامي الذي يمهد لتواصل النجاحات الفلسطينية والإسرائيلية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية