خيار الأسرى .. الحرية أم الشهادة
د. أيمن أبو ناهية
لقد عزم الأسرى الفلسطينيون على مواصلة إضرابهم عن الطعام والشراب تضامنا مع إخوانهم المضربين عن الطعام والشراب منذ أشهر طويلة حتى تتحقق مطالبهم متحدين إجرام مصلحة السجون الإسرائيلية التي تفرض عليهم مزيدا من المعاناة كالعزل الانفرادي في الزنازين لإجبارهم على كسر إضرابهم، وهيهات هيهات أن يُكسر إضرابهم هذه المرة، فقد أخذت قضية الأسرى من جديد شكلاً آخر من التحدي والصمود والصبر والعزيمة والإصرار، ولكن هذه المرة جاءت انتفاضة "الأمعاء الخاوية" بالجملة وليس بالمفرق، لترسم صورة المعاناة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال الظالمة، وتجسد أيضا صلابة معنويات الأسرى التي لا تهزها قسوة السجان ولا عصا الجلاد.
سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتعامل بطريقة وحشية وغير أخلاقية، مع أربعة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام، وهم، طارق قعدان، وجعفر عز الدين، وأيمن الشراونة وسامر العيساوي، الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم بدون مبرر وتحويلهم للاعتقال الإداري، ولا تسأل سلطات الاحتلال نفسها هذا السؤال؛ لماذا يصر الأسرى الأربعة على مواصلة إضرابهم المفتوح بالإضافة لانضمام أسرى آخرين للإضراب عن الطعام تضامناً مع إخوانهم الأسرى الأربعة في معركة الأمعاء الخاوية؟ وهي وسيلة مشروعة للأسرى للاحتجاج على وضعهم المأساوي، والتعبير عن رفضهم لاستمرار سياسة الانتهاكات الصارخة لأحكام القانون الدولي.
فالأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 200 يوم متواصل دخل مرارا في حالة إغماء مستمرة، حيث يعاني من أوجاع في كافة أنحاء جسده وألم في الرأس، وتشنج في رجله اليمنى، ولا يستطيع النوم على ظهره أو جوانبه وخدران في كافة أنحاء جسده، حيث وصل وزنه 47 كلغم، وأصبحت حالته الصحية في خطر كبير ومهدد في أي لحظة بالموت، وأصبح مصيره وباقي إخوانه الأسرى، محط اهتمام وأنظار ملايين الفلسطينيين والعرب ومناصري العدالة في العالم، والذين ينظرون بعين القلق إلى معاناة إخوانهم الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إن تدهور وسوء أحوال الأسرى في السجون الإسرائيلية، لم يكن جديداً، أو انه بسبب إضرابهم عن الطعام، بل هو نتيجة الإهمال وعدم توفير الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة لحالاتهم المرضية، بالإضافة لسياسة التكتم والسرية التي تتبعها مصلحة السجون، والطريقة التي تتبعها في معاملتهم السيئة واستعمال أساليب الشدة والقسوة التي لا تليق بالآدمية الإنسانية والمتعارضة قطعاً مع كل الأعراف والمواثيق الدولية والأخلاق الطبية بحق الأسرى، حيث يكبلون بالأغلال من أياديهم عند فحصهم وتعصب أعينهم عند نقلهم، وأثناء وجودهم في المستشفيات، مما يزيد عليهم المعاناة والألم.
فإصرار سلطات الاحتلال على عدم حل قضية الأسرى يعني أنها لم تتعلم من درس شاليط الذي فرض أمر أسره فرضا وليس شهوة وحباً في الأسر، بقدر ما هي الحاجة لتحريك قضية الأسرى التي -كما قلت- طمست عقودا طويلة. إن الشعب الفلسطيني يتجه نحو انتفاضة الحرية إذا استمر إضراب الأسرى واستمرت سلطات الاحتلال باستهتارها وعدم اكتراثها بحقوقهم وبصحتهم وتهديد حياتهم. لذا أصبح من الضروري المطالبة بإنهاء كافة أشكال الاعتقالات الإسرائيلية، وانتهاكها لمعايير حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من حيث صلته بفلسطين وشعبها المحتلين، لاسيما فيما يتعلق بمسألة الاعتقال والاحتجاز والسجن. كما نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة كل أسير فلسطيني في سجونها، ولم نعف أيضا المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية من تلك المسؤولية عن حالة الصمت من طرفها إزاء كل ما يحدث لأسرانا.
د. أيمن أبو ناهية
لقد عزم الأسرى الفلسطينيون على مواصلة إضرابهم عن الطعام والشراب تضامنا مع إخوانهم المضربين عن الطعام والشراب منذ أشهر طويلة حتى تتحقق مطالبهم متحدين إجرام مصلحة السجون الإسرائيلية التي تفرض عليهم مزيدا من المعاناة كالعزل الانفرادي في الزنازين لإجبارهم على كسر إضرابهم، وهيهات هيهات أن يُكسر إضرابهم هذه المرة، فقد أخذت قضية الأسرى من جديد شكلاً آخر من التحدي والصمود والصبر والعزيمة والإصرار، ولكن هذه المرة جاءت انتفاضة "الأمعاء الخاوية" بالجملة وليس بالمفرق، لترسم صورة المعاناة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال الظالمة، وتجسد أيضا صلابة معنويات الأسرى التي لا تهزها قسوة السجان ولا عصا الجلاد.
سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتعامل بطريقة وحشية وغير أخلاقية، مع أربعة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام، وهم، طارق قعدان، وجعفر عز الدين، وأيمن الشراونة وسامر العيساوي، الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم بدون مبرر وتحويلهم للاعتقال الإداري، ولا تسأل سلطات الاحتلال نفسها هذا السؤال؛ لماذا يصر الأسرى الأربعة على مواصلة إضرابهم المفتوح بالإضافة لانضمام أسرى آخرين للإضراب عن الطعام تضامناً مع إخوانهم الأسرى الأربعة في معركة الأمعاء الخاوية؟ وهي وسيلة مشروعة للأسرى للاحتجاج على وضعهم المأساوي، والتعبير عن رفضهم لاستمرار سياسة الانتهاكات الصارخة لأحكام القانون الدولي.
فالأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 200 يوم متواصل دخل مرارا في حالة إغماء مستمرة، حيث يعاني من أوجاع في كافة أنحاء جسده وألم في الرأس، وتشنج في رجله اليمنى، ولا يستطيع النوم على ظهره أو جوانبه وخدران في كافة أنحاء جسده، حيث وصل وزنه 47 كلغم، وأصبحت حالته الصحية في خطر كبير ومهدد في أي لحظة بالموت، وأصبح مصيره وباقي إخوانه الأسرى، محط اهتمام وأنظار ملايين الفلسطينيين والعرب ومناصري العدالة في العالم، والذين ينظرون بعين القلق إلى معاناة إخوانهم الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إن تدهور وسوء أحوال الأسرى في السجون الإسرائيلية، لم يكن جديداً، أو انه بسبب إضرابهم عن الطعام، بل هو نتيجة الإهمال وعدم توفير الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة لحالاتهم المرضية، بالإضافة لسياسة التكتم والسرية التي تتبعها مصلحة السجون، والطريقة التي تتبعها في معاملتهم السيئة واستعمال أساليب الشدة والقسوة التي لا تليق بالآدمية الإنسانية والمتعارضة قطعاً مع كل الأعراف والمواثيق الدولية والأخلاق الطبية بحق الأسرى، حيث يكبلون بالأغلال من أياديهم عند فحصهم وتعصب أعينهم عند نقلهم، وأثناء وجودهم في المستشفيات، مما يزيد عليهم المعاناة والألم.
فإصرار سلطات الاحتلال على عدم حل قضية الأسرى يعني أنها لم تتعلم من درس شاليط الذي فرض أمر أسره فرضا وليس شهوة وحباً في الأسر، بقدر ما هي الحاجة لتحريك قضية الأسرى التي -كما قلت- طمست عقودا طويلة. إن الشعب الفلسطيني يتجه نحو انتفاضة الحرية إذا استمر إضراب الأسرى واستمرت سلطات الاحتلال باستهتارها وعدم اكتراثها بحقوقهم وبصحتهم وتهديد حياتهم. لذا أصبح من الضروري المطالبة بإنهاء كافة أشكال الاعتقالات الإسرائيلية، وانتهاكها لمعايير حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من حيث صلته بفلسطين وشعبها المحتلين، لاسيما فيما يتعلق بمسألة الاعتقال والاحتجاز والسجن. كما نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة كل أسير فلسطيني في سجونها، ولم نعف أيضا المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية من تلك المسؤولية عن حالة الصمت من طرفها إزاء كل ما يحدث لأسرانا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية