د. الشوبكي: المطلوب حكومة فلسطينية فاعلة إدارياً وأمنياً

الثلاثاء 14 يوليو 2015

د. الشوبكي: المطلوب حكومة فلسطينية فاعلة إدارياً وأمنياً


قال الدكتور بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل، إن مبادرة منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة ماهي إلا استمرار للنهج الذي يحاول تقزيم أزمة العلاقات الفلسطينية الداخلية وربطها بالحكومة وشكلها ولونها ومكوناتها فقط، والمطلوب في الوقت الحالي هو تشكيل حكومة فاعلة إدارياً وأمنياً لكي تضمن تهيئة الظروف لاستئناف الممارسات الديمقراطية.

وأشار الشوبكي في تصريحات خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن المنظمة تسعى لتصوير الخلاف الفلسطيني الداخلي على أنّه اقتتال على مناصب وحصص في أي حكومة، في سعيٍ حثيث لإشغال النّاس عن القضية الحاسمة والجوهرية المتمثلة بصيغة العلاقة مع الاحتلال الصهيوني وما سيترتب على تغيير هذه الصيغة أو تعديلها من تحولات جذرية في بنية وسياسات الأطر الفلسطينية جميعها. 

ورقة لمشروع الدولتين

ولفت إلى أن  منظمة التحرير تحاول بهذه المبادرة إخراج ذاتها من دائرة الجدل، ولسان حال القائمين عليها بل المتنفذين فيها يقول: "إنّ المنظمة أسمى من الخلاف، وإن المنظمة حكمٌ لا خصم"، فيما حقيقة الأمور أن بنية المنظمة المؤسساتية وأدبياتها السياسية ومنجزاتها تحتاج لمراجعة وتشكيلٍ جديد يمكّنها لاحقاً من طرح نفسها كجسم أسمى من الخلافات، لكنّها اليوم؛ تبدو أكثر حاجة للإصلاح والتوافق بشأنها من الحكومة.

وحول توقيت مبادرة المنظمة لحكومة جديدة؛ فأكد أن الدعوة قد تكون مرتبطة بحالة النفير غير المعلن على الحكومة في صفوف حركة فتح ومن بعض قيادييها ومن أبرزهم عزام الأحمد.

كما أن المنظمة تسعى لاستخدامها كورقة جديدة بيد قيادة منظمة التحرير لتحريك مشروع حل الدولتين دولياً، إذ إن الحديث عن حكومة فيها حماس سيثير بلا شك حفيظة الكثير من القوى الدولية والإقليمية.

وأعرب عن أسفه أن تتجاهل بعض الفصائل الفلسطينية هذا السيناريو الذي لن يقود إلا لبعض الزيارات المتبادلة على صعيد دولي، وإعلان فشل المصالحة مع أقرب احتكاك إعلامي. 

وأوضح أن القراءة الأخرى لإثارة الجدل حول الحكومة الجديدة مرتبطة بحالة التذمّر التي باتت تسود الضفة الغربية نتاجاً للوضع الاقتصادي المتهالك، خصوصاً مع دخول شهر رمضان، وهو ما يدفع إلى توفير موضوع نقاش ساخن ومتجدد يعفي السلطة من حالة التساؤل عن الأوضاع الاقتصادية والمالية.

أساس الخلاف

وردًّا على سؤال حول إمكانية أن تكون حكومة الوحدة الجديدة مدخلا لإصلاح المنظمة وتفعيل الإطار المؤقت لـ( م ت ف)، فقد استبعد الشوبكي ذلك، قائلا: "إن  أساس الخلاف متمثل في صيغة العلاقة مع الاحتلال، وإن الحكومة بما أنها وجه تنفيذي للسلطة ليست سوى مخرج لهذه العلاقة، فيما المنظمة بما أنها شريكة في رسم العلاقة تعدّ أساس الخلاف، وعليه؛ لا يمكن إصلاح المخرجات وترك النظام المولّد لها قائماً بذات العناصر والآلية، إذ إنّ في ذلك هدر للوقت وتسكين مؤقت، فيما لو تم إصلاح منظمة التحرير كشريكة في خلق أساس الخلاف، فإنّه لا داعي حينها للحديث عن حكومة وحدة أو وفاق أو غيرها، فهذه من تلك وليس العكس".

وشدد على أن تفعيل الإطار القيادي المؤقت خطوة لا بدّ أن تسبق تشكيل الحكومة لا أن تتبعها؛ إذ إن من مهام هذا الإطار المفترضة نقاش قضايا العلاقات الداخلية بما فيها المنظمة والحكومة، متسائلا عن الداعي لتفعيله بعد فرض حكومة جديدة يطلق عليها بشكل مضلّل -بحسب وصفه- أنها حكومة وحدة.

وبشأن ضرورة التزام الحكومة القادمة ببرنامج (م ت ف) السياسي، قال: "برنامج منظمة التحرير السياسي هو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل، وقد بنت المنظمة برنامجها بشكل غير ديمقراطي، وإن بررته بحالة الفلسطيني الاستثنائية إلا أنّه يثير تساؤلات مهمة حول شرعية البرنامج برمّته، وهو ما يستدعي أن يكون للحكومة القادمة -في حال تم القفز عن إصلاح المنظمة- برنامجها الإداري لا السياسيّ إلى حين إجراء انتخابات تمنح النخبة السياسية شرعية صوغ برامج سياسية. 

حكومة فاعلة

 وطالب الشوبكي بحكومة فاعلة إدارياً وأمنياً لكي تضمن تهيئة الظروف لاستئناف الممارسات الديمقراطية، وضمان تشكيل حكومة تعكس الإرادة الشعبية، ويتم تغييرها أو تجديدها أو تعديلها كلما تغيرت هذه الإرادة أو مع كل دورة انتخابية.

ودعا الشوبكي حماس وبقية الفصائل إلى القراءة الجيدة لخلفية المبادرة التي أطلقتها حتى تتمكن من التعامل معها جيداً، لافتا إلى أن القبول بالمشاركة مطلوب شريطة أن لا يتم تبنّي برنامج سياسيّ يتماهى مع برنامج منظمة التحرير، كما يجب المطالبة بضمانات لعدم النكوص عن هذه المبادرة مع أول تصريح أورو-أميركي يعيدنا إلى مربع شروط الرباعية.

وقال إنه "إذا أقدمت (م ت ف) على تشكيل حكومة وحدة بعيدا عن الإجماع الوطني، فإنها آنذاك ليست حكومة وحدة، والتعامل معها أمر مرتبط بسياستها بعد التشكيل ومواقفها، وهو أمر لن يحمل الجديد للفلسطيني في الضفة والقطاع، بل هي إعادة إنتاج ذات الحالة بوجوه جديدة".
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية