د. الشوبكي: المطلوب حكومة فلسطينية فاعلة إدارياً وأمنياً
وأشار الشوبكي في تصريحات خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن المنظمة تسعى لتصوير الخلاف الفلسطيني الداخلي على أنّه اقتتال على مناصب وحصص في أي حكومة، في سعيٍ حثيث لإشغال النّاس عن القضية الحاسمة والجوهرية المتمثلة بصيغة العلاقة مع الاحتلال الصهيوني وما سيترتب على تغيير هذه الصيغة أو تعديلها من تحولات جذرية في بنية وسياسات الأطر الفلسطينية جميعها.
ورقة لمشروع الدولتين
وحول توقيت مبادرة المنظمة لحكومة جديدة؛ فأكد أن الدعوة قد تكون مرتبطة بحالة النفير غير المعلن على الحكومة في صفوف حركة فتح ومن بعض قيادييها ومن أبرزهم عزام الأحمد.
كما أن المنظمة تسعى لاستخدامها كورقة جديدة بيد قيادة منظمة التحرير لتحريك مشروع حل الدولتين دولياً، إذ إن الحديث عن حكومة فيها حماس سيثير بلا شك حفيظة الكثير من القوى الدولية والإقليمية.
وأعرب عن أسفه أن تتجاهل بعض الفصائل الفلسطينية هذا السيناريو الذي لن يقود إلا لبعض الزيارات المتبادلة على صعيد دولي، وإعلان فشل المصالحة مع أقرب احتكاك إعلامي.
وأوضح أن القراءة الأخرى لإثارة الجدل حول الحكومة الجديدة مرتبطة بحالة التذمّر التي باتت تسود الضفة الغربية نتاجاً للوضع الاقتصادي المتهالك، خصوصاً مع دخول شهر رمضان، وهو ما يدفع إلى توفير موضوع نقاش ساخن ومتجدد يعفي السلطة من حالة التساؤل عن الأوضاع الاقتصادية والمالية.
أساس الخلاف
وشدد على أن تفعيل الإطار القيادي المؤقت خطوة لا بدّ أن تسبق تشكيل الحكومة لا أن تتبعها؛ إذ إن من مهام هذا الإطار المفترضة نقاش قضايا العلاقات الداخلية بما فيها المنظمة والحكومة، متسائلا عن الداعي لتفعيله بعد فرض حكومة جديدة يطلق عليها بشكل مضلّل -بحسب وصفه- أنها حكومة وحدة.
وبشأن ضرورة التزام الحكومة القادمة ببرنامج (م ت ف) السياسي، قال: "برنامج منظمة التحرير السياسي هو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل، وقد بنت المنظمة برنامجها بشكل غير ديمقراطي، وإن بررته بحالة الفلسطيني الاستثنائية إلا أنّه يثير تساؤلات مهمة حول شرعية البرنامج برمّته، وهو ما يستدعي أن يكون للحكومة القادمة -في حال تم القفز عن إصلاح المنظمة- برنامجها الإداري لا السياسيّ إلى حين إجراء انتخابات تمنح النخبة السياسية شرعية صوغ برامج سياسية.
حكومة فاعلة
ودعا الشوبكي حماس وبقية الفصائل إلى القراءة الجيدة لخلفية المبادرة التي أطلقتها حتى تتمكن من التعامل معها جيداً، لافتا إلى أن القبول بالمشاركة مطلوب شريطة أن لا يتم تبنّي برنامج سياسيّ يتماهى مع برنامج منظمة التحرير، كما يجب المطالبة بضمانات لعدم النكوص عن هذه المبادرة مع أول تصريح أورو-أميركي يعيدنا إلى مربع شروط الرباعية.
وقال إنه "إذا أقدمت (م ت ف) على تشكيل حكومة وحدة بعيدا عن الإجماع الوطني، فإنها آنذاك ليست حكومة وحدة، والتعامل معها أمر مرتبط بسياستها بعد التشكيل ومواقفها، وهو أمر لن يحمل الجديد للفلسطيني في الضفة والقطاع، بل هي إعادة إنتاج ذات الحالة بوجوه جديدة".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية