دحلان يقود تحركًا للإطاحة بعباس
بقلم : أحمد الدبش
لم تتملكني الدهشة والاستغراب، من قرار رئيس السلطة الفلسطينية غير الوطنية محمود عباس (أبو مازن)، المنتهية ولايته رسمياً، من عدم الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي دعا إلى تنظيمها في الأراضي الفلسطينية في 24 كانون الثاني/يناير المقبل.
وقال عباس في خطاب ألقاه في رام الله بالضفة الغربية، وهو لا يستطيع أن يخفي توتره الشديد "أبلغت الأخوة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية "فتح" بعدم رغبتي في ترشيح نفسي للانتخابات الرئاسية القادمة". وأضاف "آمل منهم أن يتفهموا رغبتي هذه علما بأن هناك خطوات أخرى سأتخذها في حينه".
وقد سبق خطابه هذا، رسالة وجهها إلى سيده القابع في البيت الأبيض، مفادها: "مللت". هذه هي الرسالة التي يحاول رئيس السلطة الفلسطينية الغير وطنية أبو مازن نقلها إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يرى فيه الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تدفع مسيرة السلام إلى الأمام.
"أنا لا ادري ماذا تريدون مني"، قال أبو مازن لاوباما في مكالمتين هاتفيتين أجريتا منذ نهاية الأسبوع. "انتم لا تريدون أن أتوجه إلى الانتخابات، لا تريدون أن أشكل حكومة فلسطينية موحدة، تضغطون عليّ ألا أوقع على اتفاق مصالحة مع "حماس"، وفي نفس الوقت تعطون إسنادا لنتنياهو لمواصلة سياسته الاستيطانية.
على ماذا سأبحث في المفاوضات؟ على كون القدس العاصمة الخالدة لليهود؟". وأضاف أبو مازن منجرفا: "سيدي الرئيس، لم اعد أستطيع أكثر. أنت، إسرائيل وحتى "حماس" حشرتموني في الزاوية، لم تتركوا امامي أي مساحة، نحن يائسون من الوضع".
وفي هذه الأثناء نقل رئيس السلطة الفلسطينية غير الوطنية أبو مازن رسائل إلى البيت الأبيض تفيد بأنه يفكر بالاستقالة من منصبه. هذا ما أفادت به القناة الإسرائيلية التلفزيونية العاشرة. حسب التقرير، فان الدافع للخطوة هو المأزق الذي وصلت إليه المسيرة السياسية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورفض إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات.
لعبة قذرة
يستحق أبو مازن بامتياز لقب الرئيس الكاذب، نظراً لسلوكياته ومواقفه، وهذا يدفعني إلى القول إن خطوته هذه جزء من لعبة سياسية قذرة. فقد توصل الرئيس الكاذب إلى قناعة أن: "الأمور بدأت تفلت من زمامه، و بدأ يفقد شعبيته في الضفة الغربية". لأنه لم يُنجز ولن ينجز أياً من مهماته التي وعد شعبه بها.
فالرئيس الكاذب يعتقد أن الجماهير، والمنظمات، والأحزاب الفلسطينية، ستمارس عليه ضغوطاً للتراجع عن قراره، فيعود إلى منصبه أقوى مما كان، ويتخذ خطوات لم يستطع اتخاذها سابقاً، أنه يريد الحصول على الشرعية الوطنية، ولكن بطريقة أنظمتنا العربية الباسلة، طريقة الضحك على الجماهير، أنه يُعيد ما فعله بعض القادة العرب، بإعلان بعضهم الاستقالة من جميع مناصبهم، فتخرج الجماهير إلى الشوارع هاتفاً: لا ترحل، لا ترحل... وبذلك يتخلص الرئيس الكاذب نهائياً من العار الذي لطخ به نفسه، عندما تواطأ مع العدو الصهيوني في عدوانه على غزة.
ردة الفعل الأميركي جاءت مغايرة لتوقعاته.. إذ سارعت وزيرة الخارجية كلينتون إلى الإعلان عن أنها ستتعامل وتتعاون مع محمود عباس في أي موقع سيكون به مستقبلا ! دون أن تبدي أسفها على قراره بترك السلطة!
دحلان يقود انقلاب
إن تصريحات "كلينتون" تعنى أن الولايات المتحدة الأميركية قد تخلت نهائياً عن حليفها، وربما بدأت رحلة البحث عن أحد رجالاتها المخلصين لتنصيبه على رأس الهرم السلطوي!! وهذا ما تؤكده الأنباء القادمة من رام الله، بأن "دحلان" يقود تحركًا للإطاحة برئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس؛ لتهيئة الظروف لوراثته.
وقالت المصادر: إن الدائرة المحيطة بعباس بدأت تستشعر خطورة الدور الذي يقوم به دحلان في أكثر من اتجاه للإطاحة بعباس، موضحةً أن دحلان يريد أن يعطي انطباعًا للاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية أن عباس شخص ضعيف ومهزوز وغير قادر على مجابهة التحديات واتخاذ القرارات الجريئة بخصوص عملية السلام والمفاوضات.
وأكدت المصادر أن دحلان بدأ بموازاة التسريبات والشائعات التي يطلقها حول مستقبل عباس اتصالاتٍ فعليةً مع الاحتلال والإدارة الأميركية للتأكيد أن ورقة عباس أصبحت محروقةً، وأنه ضعيفٌ وعاجزٌ عن أن يلبي المتطلبات المطلوبة لتوقيع اتفاق سلام نهائي، وأنه آن الأوان لاستبداله.
وأشارت إلى أن الدوائر المحيطة بعباس تأخذ التصريحات التي اطلقها دحلان مؤخرًا عن خطط لحركة "حماس" لاغتيال رئيس السلطة منتهي الولاية، بعين الاعتبار؛ كخيار يمكن أن يلجأ إليه إذا فشلت مساعيه في الإطاحة به عبر التنسيق مع العدو والإدارة الأميركية.
ولفتت المصادر إلى أن دوائر عباس تعيش هاجس دحلان وتقول إنه يعيش هذه الأيام ذات الظروف التي عاشها لحظة التحضير للانقلاب على الرئيس ياسر عرفات ـ سامحه الله ـ، من خلال مكانة واتصالات دحلان والتي تمَّت في حينه بالاشتراك مع عباس، والتي انتهت بمحاصرته وفرض عباس كرئيس وزراء وتعزيز مكانة دحلان الأمنية، وقالت المصادر: إن مساعدي عباس ومستشاريه حذَّروه من دحلان بقولهم "إن من خان صانعه يسهل عليه خيانة أي أحد".
خلاصة القول إن على "أبو مازن"، ومن معه من التيار الخياني الفتحاوي، الرحيل، وعلى الفصائل الفلسطينية الكف عن لعب دور شهود الزور على الساحة الفلسطينية، وعلى أبناء شعبنا الآبية ملاحقتهم، ومعاقبتهم ورجمهم أن أمكن.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية