د.عصام عدوان: اتهام القسام بـ"الإرهاب" رسالة تحريض على المقاومة
وقال عدوان في مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن قرار المحكمة لا يشكل أهمية من جهة البعد القانوني، لكنه يوفر مادةً خصبة لكثير من القنوات، وعلى رأسها وسائل الإعلام، لتشديد حصار غزة وإغلاق معبر رفح، معربا عن اندهاشه من تصنيف "القسام" كعدو، رغم أن منفذي الهجمات الأخيرة أعلنوا عن أنفسهم وهويتهم صراحة.
وأشار إلى أن قرار المحكمة المصرية بتصنيف كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس "جماعة إرهابية"، كان صادماً للشعب الفلسطيني الذي يتوقع الدعم في قضيته من قبل الأشقاء العرب، "فقد كانت مصر يوماً ما من الدول الداعمة للقضية بالسبل القوية؛ لكن موقف مصر الأخير مضر بالقضية عموماً، وبطبيعة العلاقة بين مصر ككيان وبين شعب وقضية فلسطين".
توقيت غير عبثي
ويؤكد المحلل عدوان، أن "القسام" كجناح مسلح اعتمد في عمله المقاوم على تركيز المقاومة داخل فلسطين المحتلة، وذلك وفق تعليمات بدت دوماً مشددة من قيادة حماس ولم يعمل خارج فلسطين، مستفيداً من تجربة فصائل فلسطينية استهدفت الاحتلال في دول عربية وإقليمية، وذلك جنب "القسام" الدخول في صراعات جانبية.اتهام القسام لم يكن عبثاً حسب رؤية المحلل عدوان، فهو أكبر قوة مسلحة الآن في الشعب الفلسطيني وخاض 3 حروب، وواجه الاحتلال في عمليات واجتياحات عسكرية، ونفذ سابقاً عمليات مقاومة قوية في أرض 1948؛ لذا يبدي الشعب الفلسطيني إعجاباً بـ"القسام" ويحتضنه، حتى أن كوادر كبيرة من حركة "فتح" لم تمنعهم الخصومة من فتح بيوتهم للقسام؛ علماً منهم أن هذه القوة المقاومة لا دخل لها في المناكفات.
وقال: "ليس من العبث اختيار سلطة الانقلاب المصري هذا التوقيت لاتهام "القسام"؛ فالاتهام جاء عقب حرب أبدعت فيها المقاومة ورفعت رأس الأمة، في زمن به كيانات وأنظمة تخشى الانتصار على يد أي طرف فلسطيني".
وتابع عدوان "انعكاسا، هذا الأمر ستنبش في عقول الشعوب العربية كيف تمكن فصيل مقاوم يستخدم أسلوب "حرب العصابات" في الصمود والانتصار أمام أكبر قوة في الشرق الأوسط، بينما أكبر جيش عربي في المنطقة "الجيش المصري" لا يتحرك للدفاع عن فلسطين ما سيضعه أمام استفسار واستهجان".
أبعاد القرار
أما البعد الثاني من أبعاد القرار؛ فيقول عنه المحلل عدوان، إن له ارتباطا بمخيمات المقاومة الأخيرة "طلائع التحرير"، التي وضعت فيها حماس نواة من الشبان لجيش شعبي واعد يتطلع لتحرير فلسطين مستقبلاً، وهذا أمر يعزز قناعة الناس بالمقاومة، لكنه لا يروق للقاضي المصري الذي اعتبره المحلل عدوان برأيه الشخصي يعمل كجاسوس لـ"إسرائيل".
ويتابع:"لم تكن "إسرائيل" تلعب بعد اتفاقية كامب ديفيد طوال 40 سنة، بل بحثت عن أشخاص تسقطهم كما فعلت في كل ساحات وطِأتها، لذا لا أستبعد وجود قضاة وإعلاميين ومسئولين ينفذون سياسة "إسرائيل"، وهؤلاء يضرون بموقف وسمعة مصر"، ويفرضون أجندتهم حيث لا تريد مصر، ونحن غير متأكدين إذا كانت سلطة السيسي تقبل بما تقوله المحكمة، ونتوقع من مصر على الأقل إذا لم تدعم المقاومة، أن تكون محايدة وتجنبنا الحصار".
أما البعد الثالث فيتعلق حسب رؤية المحلل عدوان بموقف أوروبا من حماس، وقرار رفعها من قائمة الإرهاب، وهو قرار سيستأنف بعد شهر أمام المحكمة، ولكن عندما تصدر محكمة عربية في دولة جارة قرارا يعتبر القسام "جماعة إرهابية"، يمثل ذلك رسالة للمحكمة الأوروبية لتدين بدورها حماس والقسام.
الأثر القانوني
وتستطيع الدولة والمقصود هنا مصر، تجاهل قرار المحكمة الأخير بخصوص القسام إذا أرادت، لأنه صادر من محكمة عادية وليست عليا، فموضوع "القسام" لم يكن "مستعجلاً"، لأن القسام موجود من أكثر من 20 سنة، وهنا القضاء المصري لم يشأ الوقوع في خطأ بإصدار إدانة واتهام رسمي لذا تركه لمحكمة عادية، والرسالة الأبلغ منها موجهة للخارج لإدانة وإحباط انتصار المقاومة.
ويرى عدوان أن توجيه أصبع الاتهام "للقسام" رغم إعلان منفذي العملية عن أنفسهم، وقد عرف نفسه أنه "تنظيم الدولة في ولاية سيناء"، يؤكد أن الهدف هو إخضاع المقاومة وسحب إنجازها.
معبر رفح
وأكد عدوان أن أبلغ انعكاسات القرار ستكون لا محالة على معبر رفح شريان الحياة بين غزة والعالم، لذا ستواصل مصر إغلاقه بمبررات وأجواء واهية لتهيئة الرأي العام المحلي والرسمي ضد "القسام"، ومن بعده يشتد الحصار، وقد تضع شروطا أسوأ وأشد على حركة المعبر، بينما ينبري جيش من الإعلاميين والمثقفين يروجون للإرهاب وهم يتهمون "القسام" .
وقال: "إذا لم تعتبر مصر القسام إرهاباً، واعتبرته مقاومة مشروعة؛ فمن الممكن أن يفتح سؤال ذراعيه ويقول: لماذا لا تفي مصر باستحقاق تبني ودعم المقاومة؟"، وهنا يلفت عدوان الانتباه لسؤال: "لماذا يمنعون وصول السلاح؟ ولماذا يدمرون أنفاق المقاومة؟ لذا خروجاً من المأزق يتهموه بالإرهاب".
ويتابع: "بالنسبة للحالة المصرية القائمة الآن، حماس وذراعها العسكري القسام هم العدو الأساسي للحكومة المصرية وليس غيرها من فصائل المقاومة، حماس تقود المقاومة وعمودها الفقري، وأبلت بلاءً حسناً في 3 حروب، لذا يحاولون حصارها وإدانتها، وبالتالي إذا نجحوا ستكون المسألة بالنسبة لبقية عناصر المقاومة أسهل".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية