دعم فلسطين حق وواجب ... شكرا قطر ... بقلم :مصطفى الصواف

الإثنين 05 مايو 2014

دعم فلسطين حق وواجب ... شكرا قطر

مصطفى الصواف

لا شك أن السياسة مصالح وأن أي دعم تقدمه أي دولة صديقة كانت أو غير ذلك لا يقدم هكذا لوجه الله تعالى ، ولكن هناك فرق بين دولة تقدم لك المال ولها أطماع سياسية دون أن تشترط أمرا ما أو إتباع سياسة أو تبني موقف وهذا تمثله دولة قطر.

ودولة تربط مساعداتها باشتراطات إذا لم تتحقق توقف هذه المساعدات أو تهدد بوقفها إذا لم تستجب الدولة المدعومة لشروط الدعم أي ان ماله ليس فقط لتحقيق مصالح بل لجعل الدولة التي يقدم لها الدعم أداة من أدواتها وتدور في فلكها السياسي تعادي من تعادي الدولة الداعمة وتصالح من تصالح الدولة الداعمة أي أنها تريدها تبعية بكل معنى التبعية وهذا تمثله الولايات المتحدة الأمريكية.

يعيب البعض علينا عندما نمدح دولة قطر على مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني ويعتبرون قطر دولة مارقة وانتهازية وغير ذلك من الأوصاف وأنا أسأل هل دولة قطر طالبت الشعب الفلسطيني بأمر ما أو تنفيذ اشتراطات ما ، صحيح أن ما تقدمه قطر تهدف من ورائه تحقيق أهداف سياسة خاصة بها كان تحظى بمكانة سياسية في المنطقة وان تكون لاعبا مؤثرا، وكذلك تريد أن تكسب احترام الشعوب وتقديرها وهذا حقها أن تسعى إلى ذلك وحقها أن تحقق سياستها الخاصة بها ولكن ليس على حساب وسياسات الدول المدعومة ا وان يتحول هذا المال الى مال سياسي للابتزاز والإذلال للدول والشعوب.

اليوم على سبيل المثال يوجد في قطر السيد محمود عباس والسيد خالد مشعل وهما يمثلان شريحة كبيرة في المجتمع الفلسطيني وهما سيلتقيان من أجل استكمال المصالحة والتشاور فيما عليه الواقع وما سيئول إليه المستقبل ، قطر احتضنت قبل ذلك لقاء نتج عنه إعلان الدوحة والذي شكل انطلاقة نحو تحقيق المصالحة والخروج من عقدة رئيس الوزراء وفيه قدمت حماس ما يسهل تنفيذ المصالحة ولعبت قطر في هذا الموضوع دورا ايجابيا ولم تمارس ضغوطا أو ابتزازا لأي طرف وكان كل مساعيها هو إنهاء الإشكالية والتمهيد لتنفيذ اتفاق المصالحة ، لها مصلحة نعم لها مصلحة ولكنها متعلقة بدورها وأدائها ونتائج تدخلها وليس من خلال الابتزاز أو الإغراء المالي أو التهديد لهذا الطرف أو ذاك.

ما يعنيني هو ما يعزز صمود شعبي ، ما يعنيني من يقدم للشعب الفلسطيني الدعم المالي غير المسيس أو المشروط، وسأستعرض هنا ثلاث قضايا كان لدولة قطر دور كبير فيها وقدمت دعما ماليا عن طيب خاطر ودون أي اشتراطات تذكر ومما قدمته قطر :

1- نصف مليار دولار لتطوير البنية التحتية لقطاع غزة ، والمساهمة في إعادة بناء ما دمره العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، إلى جانب تقديم منح مالية لمشروعات متعددة كمبني الأطراف الصناعية ومدينة حمد وشارع الكورنيش.

2- ما أعلنت عنه الحكومة قبل أيام قليلة عن تقديم مبلغ خمسة مليون دولار لموضوع المصالحة الاجتماعية التي تعهدت بها الدول العربية ولم يقدم أحد حتى الآن من العرب ما قدمته قطر.

3- كان هناك اتفاق جرى بين الدول العربية والإسلامية لدعم صندوق القدس بمليار دولار لتصميد أهلنا في مدينة القدس في مواجهة سياسة التهجير وهدم المنازل وغير من سياسات التهويد الصهيونية لم يدفع أحد إلا قطر والتي دفعت ربع مليار دولار.

4- قيمة الضرائب التي دفعت لحكومة رام الله عن البترول المقدم لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة والتي كانت مهددة بالتوقف نتيجة نفاد كمية الوقود التي تبرعت بها قطر قبل أكثر من عام وخزنت في الجانب المصري.

هذا بعض ما أسعفتني الذاكرة على ذكره فيما قدمت قطر للشعب الفلسطيني ، وهناك الكثير من الدعم قدم لدعم رواتب الموظفين من معلمين وأطباء وغير ذلك سواء للضفة أو غزة ، وعليه ألا تستحق قطر أن نقول لها شكرا وان نقدر مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، ونقول شكرا قطر ففلسطين تستحق أكثر من ذلك بكثير، لأنها قلب الأمة الذي يجب أن يلتفت الجميع إليها لأنها مسئولية الجميع وليس مسئولة الشعب الفلسطيني وحده وما يقدم لفلسطين حق وواجب وليس منة من أحد.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية